أولياء الأمور يكشفون تفاصيل صادمة بعد واقعة إعتداء طلاب على أخصائية نفسية بمجمع تعليمي بالإسكندرية

لا تزال واقعة الاعتداء على الأخصائية النفسية من قبل مجموعة من الطلاب داخل غرفتها في مجمع عبد السلام المحجوب، التابع لإدارة شرق التعليمية بمحافظة الإسكندرية، تثير الكثير من التساؤلات فقد كشف عدد من أولياء الأمور تفاصيل جديدة تعكس تداعيات هذه الواقعة التي أثارت الرأي العام، وتسلّط الضوء على التجاوزات التي يشهدها المجمع، خاصة في ظل عدم وجود أي ردع من الإدارة المعنية داخله .

كشفت أسماء محمود، إحدى أولياء الأمور، عن تفاصيل جديدة تتعلق واقعة الاعتداء التي تعرضت لها الأخصائية النفسية في المجمع وقد أثارت هذه الحادثة جدلاً واسعًا بين أولياء الأمور خلال الساعات الماضية، مما أدى إلى توجيه اتهامات بوجود تقصير إداري وتجاوزات داخل المدرسة.

و قالت وليّة الأمر أن الأزمة الحالية لا تقتصر على المشاجرة الأخيرة فحسب، بل تأتي في إطار مجموعة من المشكلات التي يشهدها المجمع منذ بداية العام الدراسي مؤكده أن العلاقة بين الأخصائية النفسية و بعض الطلاب قد تميزت بالتوتر في الفترة الأخيرة، مشيرة إلى أنه تم فصل الطلاب المعتدين على خلفية هذه الحادثة.

أشارت إلى أن الأخصائية التي تعمل في المدرسة منذ عدة سنوات لم يُعرف عنها سابقًا أي تجاوزات خطيرة، سوى بعض الانفعالات المفرطة أو الصراخ إلى أن بعض الطلاب كانوا يحرصون على استفزازها بشكل متكرر، مما أثر عليها نفسيًا، وقد وضح ذلك في بعض المقاطع المصورة التي تم تداولها.

قالت وليّة الأمر حتى لو حدثت بعض الأخطاء أو سوء التعامل من قِبل الأخصائية في بعض المواقف، كان من الأجدر أن تتخذ الإدارة الإجراءات القانونية المناسبة، مثل إجراء تحقيق أو وقفها عن العمل، بدلاً من السماح للطلاب بالاعتداء عليها بهذه الصورة.

واصلت ولية الأمر حديثها مشيرةً إلى وجود شكاوى سابقة بين الأخصائية وإدارة المدرسة، مؤكدةً على وجود أزمة واضحة داخل المجمع تتعلق بالعاملين و أولياء الأمور حيث أصبحت المشكلات ليست فردية فحسب، بل نمطًا متكررًا مضيفه أن المشكلة ليست محصورة بين الأخصائية وعدد محدد من الطلاب فحسب، وإنما تعكس خللاً أكبر داخل المدرسة حيث يدخل الطلاب إلى المدرسة حامليْن أسلحة بيضاء، وتكرار المشاجرات أصبح أمرًا اعتياديًا، كما أن الاعتداءات بين الطلاب تتكرر بشكل مستمر، بينما تواصل الإدارة إنكار كل ذلك بشكل كامل.

أشارت ولية الأمر إلى حادثة سابقة، حيث تعرضت طالبة للإصابة بواسطة مطواة داخل المدرسة موضحه أنها قامت بإبلاغ إدارة المجمع ، التي بدت على علم بالواقعة، إلا أنها لم تتخذ أي إجراءات واضحة تجاهها، وفقًا لما ذكرته مختتمه حديثها قائلة : لقد أصبحنا نشعر بالقلق على أبنائنا إذا كان بإمكان الطلاب التصرف بهذه الطريقة مع المعلمين، فما الذي يمكن أن يفعلوه مع زملائهم؟ نحن بحاجة إلى تحقيق شفاف وإجراءات واضحة تضمن سلامة أبنائنا قبل أي اعتبار آخر.

في سياق متصل، أشار أحمد عادل، أحد أولياء الأمور، إلى أن الأخصائية النفسية تتسم بالتعاطف في تعاملها مع الطلاب، واصفًا إياها بأنها شخصية طيبة تبذل جهدًا كبيرًا في معالجة المشكلات موضحاً أن الضغوط الكبيرة التي تواجهها نتيجة العدد الكبير من الطلاب في المجمع قد أثرت على استقرارها النفسي، مما أدى إلى تفاقم الوضع إلى درجة أنها أحيانًا قد تجد صعوبة في إيجاد حلول، مما يدفعها إلى رفع صوتها والصرخ.

وأشار إلى أن ابنته كانت تلاحظ بعض ردود الفعل العصبية من الأخصائية، إلا أنها كانت تبذل جهدًا دائمًا في احتواء الطلاب وتشجيعهم على المشاركة في الأنشطة الجماعية كما أكد أنها لم تكن سيئة السلوك كما يُصوَّر مضيفاً بوجود حالة من الفوضى داخل المدرسة، مشيرًا إلى أن غياب الرقابة وانعدام الكاميرات قد ساهم في تمادي بعض الطلاب في سلوكيات عدوانية، حيث وصل الأمر إلى طرق الأبواب على الأخصائية ثم الهرب و اعتبر أن هذه التصرفات تُعد متعمدة، إذ يدرك الطلاب مدى خطورتها.

كشف ولي الأمر عن تفاصيل إضافية تتعلق باضطراب الأوضاع داخل المدرسة، حيث يتم دمج طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية في فترات الاستراحة والملعب، بالإضافة إلى ما وصفه بـ مشاهد غير منضبطة داخل دورات المياه والساحات وقال: إذا اقتربت من الحمامات ستجد أشياء غير مقبولة مطلباً بضرورة تدخل الجهات التعليمية لإعادة الانضباط داخل المجمع المدرسي، وتوفير رقابة صارمة، وتركيب كاميرات، وذلك حرصًا على سلامة الطلاب والعاملين، وضمان بيئة تعليمية آمنة تحترم الجميع.

و علي صعيد آخر أصدرت مديرية التربية والتعليم بالإسكندرية، برئاسة الدكتور عربي أبوزيد، توجيهات عاجلة بالتحقيق في واقعة الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، والمنسوب لعدد من طلاب مدرسة عبد السلام المحجوب الرسمية لغات التابعة لإدارة شرق التعليمية، والذي أثار حالة من الجدل بين أولياء الأمور والمجتمع المحلي.

وأوضحت المديرية أنه تم تشكيل لجنة تحقيق عاجلة لبحث تفاصيل الواقعة، على أن تبدأ أعمالها اليوم داخل المدرسة، مع اتخاذ جميع الإجراءات القانونية الرادعة بحق أي طالب يثبت تورطه، وفقًا لما تنص عليه لائحة السلوك و الانضباط المدرسي.