ﺭﻓﻌﺖ ﻓﻴﺎﺽ ﻳﻜﺘﺐ : إﻋﻼﻡ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ
مرَّ أمامي ولِساعات قليلة أول أمس شريط من الذكريات، كانت مدته في الواقع خمسين عاماً، وهو تاريخ أقدم كلية إعلام في مصر والشرق الأوسط، والتي أصبحت نموذجاً يُقتدى به لكل كليات الإعلام في مصر والعالم العربي. وقد قامت الكلية بعد ذلك بتنفيذ تقليد جديد يدل على الرقي والتقدير والوفاء والامتنان لكل قياداتها منذ إنشائها عام 1971 وحتى الآن، وكانت بالفعل قيادات من ذهب، بل قامت بتسجيل مسيرة هذه القيادات المتميزة طوال تاريخ الكلية في كتاب توثيقي رائع قلَّ أن نجد مثله في أي كلية أخرى بجميع جامعات مصر. يروي هذا الكتاب حكاية كلية غير تقليدية يفخر بها كل من انتسب إليها، ومرت بظروف لا يمكن أن تتحملها أي كلية أخرى في مصر.
لم يركز القائمون على كلية الإعلام – جامعة القاهرة – في هذا التقليد المتميز من الاحتفال على إنجازاتهم الشخصية والتغني بها، بل قرروا أن يحتفوا بسيرة أساتذتهم ويتذكروهم بكل خير، سواء من رحل منهم أو من هو على قيد الحياة. وقد كانت بداية هذه الفكرة من جانب عميدة الكلية الحالية د. ثريا البدوي، قبل أن تترك موقعها لقيادة أخرى متميزة من أبناء الكلية خلال الفترة القادمة لاستكمال المسيرة. وقد نُفِّذت هذه الفكرة بإبداع شديد على يد ابنة الكلية وأول عميدة لها من خريجاتها، وهي د. ليلى عبد المجيد، التي أضافت عند تنفيذ الفكرة ليس الاحتفاء والعرفان بالجميل لكل عمداء الكلية السابقين فقط، بل أضافت لهم أيضاً جميع وكلائها السابقين والحاليين، وكذلك رؤساء الأقسام والعديد من الشخصيات المميزة المرشحة من أقسام الكلية للتكريم أيضاً.
نعم، كانت الدراسات الإعلامية الأكاديمية قد بدأت في مصر عام 1939 عندما أُنشئ المعهد العالي للتحرير والترجمة والصحافة بجامعة القاهرة، وكان يمنح وقتها دبلوماً عالياً معادلاً للماجستير. ويعود الفضل في نشأته إلى الراحل د. محمود عزمي الذي تولى رئاسته، وإلى د. طه حسين عميد الأدب العربي. ثم تحول هذا المعهد عام 1954 إلى قسم من أقسام كلية الآداب بجامعة القاهرة، وكان يمنح درجات الليسانس والماجستير والدكتوراه، وتولى رئاسته وقتها الراحل د. عبد اللطيف حمزة.
وفي 19 ديسمبر 1969 وافق مجلس جامعة القاهرة على إنشاء معهد الإعلام، وبدأت الدراسة به في مارس 1971 لطلاب الدراسات العليا، ثم أصبح المعهد يقبل الحاصلين على الثانوية العامة لطلاب البكالوريوس في أكتوبر من العام نفسه. وظل معهد الإعلام – الذي تحول إلى كلية عام 1973 – بلا مبنى مستقل لمدة تزيد عن 25 عاماً، حَلَّت خلالها أسرة المعهد ضيفاً تارة على كلية الآداب، وتارة على كلية الحقوق، وثالثة على معهد الإحصاء. حتى أن البعض كان يطلق على المنتسبين إليه في البداية لقب "مطاردو جامعة القاهرة"، قبل أن يستقر المقام لطلاب المعهد بعد تحويله إلى كلية داخل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، واستمر هذا الوضع حتى عام 1994. وبعد ما يقرب من 25 عاماً، تم إنشاء مبنى مستقل للكلية في حرم جامعة القاهرة، وانتقلت إليه عام 1994، ليضم حالياً كل التجهيزات اللازمة لتدريب الطلاب، من مطبعة واستديوهات إذاعة وفيديو، إلى جانب المكتبة التي تُعد أكبر مكتبة إعلامية
اقرأ أيضاً
جامعة القاهرة الأولى مصريًا وأفريقيًا والمركز 159 عالميًا بتصنيف لايدن الهولندى
إدارة الخدمات الطبية للقوات المسلحة توقع بروتوكولى تعاون مع كلية طب جامعة القاهرة والهيئة العامة للتأمين الصحى الشامل وتنظم المؤتمر العاشر للطب النفسى
مستقبل الإعلان التليفزيوني في ظلِّ التحول الرقمي.. رسالة ماجيستير من إعلام القاهرة
إى تاكس تشارك في مؤتمر جامعة القاهرة الأول للذكاء الاصطناعي
مؤتمر جامعة القاهرة للذكاء الاصطناعي.. تفعيل العلم لخدمة الاقتصاد وتحسين جودة الحياة
محمد صبحي الدينامو.. نجم خلف الشاشة وقائد صناعة ”الترند”
جامعة القاهرة تنظم احتفالية لتكريم المتعافيات من سرطان الثدى
رئيس جامعة القاهرة يستعرض أهم محاور المؤتمر الدولي للجامعة حول الذكاء الاصطناعي يومي 18,19 أكتوبر كمنصة محورية تجمع الحكومة ورجال الصناعة والأوساط الأكاديمية
جامعة القاهرة: اعتماد المعهد القومي للأورام كمركز مرجعي
رئيس جامعة حلوان: الجامعات الحكومية تواجه تحديًا برحيل أعضاء هيئة التدريس إلى التعليم الخاص والأهلي
فعاليات فنية ورياضية وحوارية تشعل أول أيام الدراسة في جامعة القاهرة
رئيس جامعة القاهرة يدلي بصوته في انتخابات مجلس الشيوخ 2025
في مصر، والمزوّدة بآلاف الكتب، والتي يتم تزويدها كل عام بأحدث الكتب العربية والأجنبية، بالإضافة إلى المكتبة الرقمية.
وكل هذا لم يكن متاحًا للطلاب الروّاد الذين التحقوا بمعهد الإعلام قبل أن يتحول إلى كلية، بل كانوا يعملون بتكليف من عبقري هندسة الصحافة في مصر، الراحل جلال الحمامصي، على طبع جريدة “صوت الجامعة” التي يتدربون فيها على كل ما درسوه داخل مطابع جريدة الأخبار.
ولم يقتصر الأمر على الطباعة فقط، بل كان يكلّفهم أيضًا بتوزيع الجريدة بأنفسهم على مختلف كليات جامعات القاهرة وعين شمس والأزهر، حتى يحتكّوا بالمجتمع الجامعي بكل تخصصاته.
وما زال شريط الذكريات يمر أمامي وأنا أجلس بجانب أستاذتي الدكتورة عواطف عبد الرحمن، أسترجع كيف تم قبول طلاب الدفعتين الأولى والثانية بهذا المعهد في بدايته، قبل أن يتحول إلى كلية خارج نطاق مكتب تنسيق القبول بالجامعات.
فقد كان القبول يتم من خلال اختبارات تحريرية ومقابلات شخصية تجرى للمتقدمين، ثم يتم ترتيبهم وفقًا لمجموع جديد من 400 درجة مقسمة إلى:
مجموع الثانوية العامة: 100 درجة
مجموع درجات اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية: 100 درجة
الاختبار التحريري: 100 درجة
المقابلة الشخصية: 100 درجة
وتقدم للالتحاق بمعهد الإعلام في عامه الأول سنة 1971 حوالي 700 طالب وطالبة ممن تم ترشيحهم لمختلف الكليات عن طريق مكتب التنسيق، لكن لم يُقبل سوى 200 طالب فقط، بينما عاد الـ500 الآخرون إلى كلياتهم مرة أخرى.
وتكرر الأمر في الدفعة الثانية في العام التالي، حيث تقدم 750 طالبًا وطالبة، وتم اختيار 250 فقط بعد اجتيازهم الاختبارات، وكنت أنا بفضل الله واحدًا منهم، بينما عاد الباقون إلى كلياتهم التي جاءوا منها.
كان الهدف من كل هؤلاء الطلاب الذين فضّلوا معهد الإعلام على الكليات التي رشحهم لها مكتب التنسيق، هو دراسة الإعلام بشكل عام خلال العامين الأولين، ثم التخصص في أي من أقسام الكلية الثلاثة خلال السنتين الثالثة والرابعة:
قسم الصحافة
قسم الإذاعة والتلفزيون
قسم العلاقات العامة والإعلان
كان الالتحاق بهذا المعهد مجازفة عند الكثيرين، فهو لم يخرج أحدًا بعد، ولا يعرف الناس مستقبل خريجيه. كما أن كلمة "معهد" كانت تعطي وقتها انطباعًا أقل من أي كلية، حتى إنني شخصيًا أخفيت عن أسرتي لمدة ستة أشهر أنني تركت كلية الآداب – جامعة القاهرة، التي رشحني لها مكتب التنسيق كأول رغبة، وذهبت إلى "معهد الإعلام" خوفًا من رد فعلهم.
ولهذا فإن كل من التحق بالمعهد في بداياته كانوا بالفعل موهوبين وعاشقين للإعلام، تركوا الطب والهندسة والتجارة والاقتصاد والعلوم السياسية والآداب، وتقدموا لاختباراته ونجحوا فيها.
---
واستمر معي شريط الذكريات مع المكرمين الذين مرت صورهم في ذاكرتي، خاصة وأنني عاصرتهم جميعًا، بدءًا من اسم الراحل د. إبراهيم إمام الذي تولى مسؤولية هذه الكلية وقت أن كان اسمها "معهد الإعلام"، ويُعد صاحب الفضل الأول في إنشائها، وتولى عمادتها من عام 1971 وحتى عام 1974.
تلاه الراحل د. عبد الملك عودة من عام 1974 وحتى عام 1981، ثم د. سمير حسين من 1981 وحتى 1984، ثم د. مختار التهامي من 1985 وحتى 1988.
وبعد ذلك جاءت أول سيدة تتولى عمادة الكلية وهي الراحلة د. جيهان رشتي من 1988 وحتى عام 1994، ثم جاء بعدها د. فاروق أبو زيد في الفترة
من عام 1994 وحتى عام 2000، ثم جاءت ثاني سيدة في تاريخ الكلية تتولى عمادتها أيضًا، وهي الدكتورة ماجي الحلواني في الفترة من 2003 وحتى عام 2007.
وفي عام 2007 تولت عمادة الكلية أول خريجة من خريجاتها، وهي زميلة الدفعة الدكتورة ليلى عبد المجيد.
ثم جاء بعدها الدكتور سامي عبد العزيز في الفترة من 2010 وحتى عام 2011، ثم الدكتور حسن عماد مكاوي في الفترة من 2011 وحتى عام 2013، ثم الدكتورة جيهان يسري في الفترة من 2014 وحتى عام 2018.
تلتها الدكتورة هبة السمري كقائم بعمل عميد الكلية في الفترة من 2018 وحتى عام 2019، ثم تم تعيين الدكتورة هويدا مصطفى عميدة للكلية في الفترة من 2019 وحتى عام 2021، ثم جاءت د. حنان جنيد كقائم بعمل عميد في الفترة من 2021 وحتى عام 2023، تلتها د. سلوى العوّادلي كقائم بعمل عميد في الفترة من 2023 وحتى عام 2024، إلى أن تم تعيين د. ثريا البدوي كآخر عميد لهذه الكلية بدءًا من عام 2024 وحتى الآن.
كانت كل قيادات هذه الكلية من الراحلين الذين تم تكريمهم في هذا الحفل يمرّون أمامي في شريط الذكريات وكأنهم ما زالوا أحياء، وكانت لهم بصمة كبيرة جدًا في المجتمع في أماكن عدة، وكذلك معظم القيادات الذين ما زالوا على قيد الحياة.
وقد شمل التكريم أيضًا قيادات الصف الثاني الذين شغلوا منصب وكيل كلية، سواء من رحل منهم مثل: د. خليل صابات، د. محمود علم الدين، د. إجلال خليفة، د. عدلي رضا، د. عاطف العبد،
أو من ما زال على قيد الحياة وما زال عطاؤهم مستمرًا داخل الكلية أو خارجها، ومنهم على سبيل المثال: د. سامي الشريف، د. عواطف عبدالرحمن، د. منى الحديدي، وغيرهم الكثير.
تحية إلى قيادات كلية الإعلام بجامعة القاهرة التي تبنّت هذه الفكرة لرد الجميل لهؤلاء القادة من ذهب، اعترافًا بفضلهم وتقديرًا لجهودهم، ومن ما زال منهم على قيد الحياة حتى الآن.




















العدد الجديد من جريدة الميدان «1027»
العدد الجديد من جريدة الميدان «1022»
غدًا العدد الجديد من «جريدة الميدان» في الأسواق
العدد الجديد من جريدة الميدان «983»
رجل الأعمال عاطف رمضان يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بافتتاح المتحف المصري...
السفير التركي ينعي نجل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد
الميدان تشاطر الأحزان في وفاة والدة الأستاذ محمد ربيع منيسي المدير المالي...
الكاتب الصحفي محمد يوسف وأسرة جريدة الميدان ينعون والدة الدكتور ماجد موسى...