قصور الثقافة تفتتح معرض تجربة شخصية بالعريش ضمن المواجهة والتجوال

شهد قصر ثقافة العريش، انطلاق فعاليات معرض "تجربة شخصية"، الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وذلك ضمن الفعاليات المصاحبة للمرحلة السادسة من مشروع مسرح المواجهة والتجوال التابع للبيت الفني للمسرح بقطاع المسرح، في إطار برامج وزارة الثقافة الهادفة إلى دعم الإبداع بالمحافظات.

شهد افتتاح المعرض العميد أحمد فخري، مساعد المستشار العسكري لمحافظة شمال سيناء، أشرف المشرحاني مدير عام فرع ثقافة شمال سيناء، بحضور إيناس سمير مدير قصر ثقافة العريش، فاطمة نصار مدير مؤسسة نادي السعادة، أحمد حسين ممثل مؤسسة مصر الخير، أيمن فرج البرديني وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بشمال سيناء وممثل مؤسسة حياة كريمة، ونخبة من الفنانين التشكيليين والإعلاميين.

يقام المعرض بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، ويضم 22 عملا فنيا لخمسة من فناني محافظة شمال سيناء الذين يقدمون مختارات من تجاربهم الفنية المتنوعة في الأساليب والرؤى، وهم: رجب عامر، جمال فودة، عماد حجاب، هناء الفار، وخليل الكراني.

رجب عامر: جمعت بين الواقعية والتجريد،

أعرب الفنانون عن سعادتهم بالمشاركة في المعرض، حيث أوضح الفنان رجب عامر أنه شارك بست لوحات فنية، جمعت بين الواقعية والتجريد، موضحا أن اللوحة الأولى تحمل عنوان "بقايا حرب"، وتجسد ما بعد لحظات الصراع، حين يعود الجنود وتبقى آثار الحرب عالقة في الذاكرة والمكان، أما اللوحة الثانية، فهي منظر بحري من مدينة العريش، استخدم فيها تقنية الرسم بالسكين، معتمد على ألوان زيتية جريئة منحته طابع تجريدي.

وأضاف أن اللوحة الثالثة تجسد أم الشهيد أحمد فتحي، التي تحمل في ملامحها مزيج من الحزن والفخر، تعبيرا عن التضحية والعطاء الذي لا يقدر بثمن، أما اللوحة الرابعة، فتتناول مشهد من الحياة الشعبية تحت عنوان "شنطة العريس"، ويها تفاصيل من التراث والموروث الاجتماعي المصري بأسلوب واقعي بسيط.

وأشار أن اللوحة الخامسة توثيق مشهد بدوي، يظهر فيه رجل يجلس بجوار النار وحوله أدواته، في مشهد يعبر عن البساطة والارتباط بالطبيعة، فيما تحملت اللوحة السادسة عنوان "مجزرة الروضة"، تجسد حادثة مسجد الروضة المروعة، مستخدما الألوان القوية وخاصة الأحمر، وتقنية تجريبية تعكس حالة الفوضى والعنف التي سادت المشهد.

كما شارك الفنان جمال فودة، بخمس لوحات فنية مميزة جسد من خلالها روح البطولة والانتماء والوطنية، حيث أوضح أن اللوحة الأولى تجسد الجندي المصري خلال حرب أكتوبر المجيدة، حيث يصور فيها جندي يرفع علم مصر وسط الدخان والانفجارات، في مشهد يرمز إلى العزة والانتصار، موضحا أنه استوحى العمل من أحد مشاهد العبور التاريخية لقواتنا المسلحة أثناء اقتحام قناة السويس.

"قصور مصرية".. الثقافة تحيي تراث المصريين بقصر الأمير طاز.. الخميس

أما اللوحة الثانية، فهي منظر طبيعي لأحد شواطئ مدينة العريش في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، حيث جمال الطبيعة المصرية ونقاء البحر والرمال والنخيل.

وأشار إلى أن اللوحة الثالثة جاءت بعنوان "عبور قناة السويس"، وهى دمج بين رموز وطنية مثل علم مصر والأهرامات وخط بارليف الذي صوره كجبل صخري يرمز إلى التحدي، أما اللوحة الرابعة، فهي تجسد سحر البيئة الساحلية المصرية في شاطئ الريشة بالعريش، حيث ركز فيها على التدرجات اللونية للرمال الذهبية وتمازجها مع الخضرة والنخيل.

واللوحة الخامسة تجسد لحظة الانتصار بعد عبور خط بارليف، حيث استخدم الظلال للتعبير عن التضحية الجماعية التي لا ترتبط بشخص بعينه، بل بكل مصري شارك في صنع النصر.

عماد حجاب: جسد القضية الفلسطينية في لوحتي “فلسطين..جرح السنين ”

فيما شارك الفنان والخطاط عماد حجاب، بخمس لوحات فنية، اللوحة الأولى بعنوان "فلسطين.. جرح السنين"، موضحا أنها تجسد القضية الفلسطينية وتعكس مأساة ومعاناة الشعب الفلسطيني على مدار العقود، أما الثانية بعنوان "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان"، منفذ بأسلوب الخط الحر، حيث استخدم تكوين متداخل من الحروف العربية، يرمز إلى الاحتواء والوحدة، مع توظيف اللون الأسود لمنح العمل عمق بصري وروحانية فنية.

وتناولت اللوحة الثالثة كلمة "الحمد لله" بأسلوب فني يجمع بين الخط العربي والحس التشكيلي، وأوضح أن الكلمة الرئيسية مكتوبة بالأسود لتخطف العين، بينما تنتشر تكرارات الكلمة في أرجاء اللوحة بدرجات مختلفة، في مزج بين السخن والبارد يعكس الحالة الروحية للكلمة.

وقدم "حجاب" في اللوحة الرابعة تكوين دائري من حروف عربية متداخلة بأسلوب الخط السنبلي، وهو من الخطوط الحديثة ذات الأصول العراقية، موضحا
أن اللون الأخضر البارد والأبيض المتداخل في التكوين يمنح المتلقي شعور بالسكينة، بينما يتيح الشكل الدائري مساحة للخيال والتأمل.

وأوضح "حجاب" أن اللوحة الخامسة بعنوان "الم"، منفذة بخط الثلث المملوكي المستلهم من فنون العمارة الإسلامية في مسجد السلطان حسن والرفاعي والمدرسة الكاملية بشارع المعز، موضحا أن هذا الخط يمثل حقبة إبداعية ازدهرت في العصر المملوكي، حين كانت مصر مركز لتطوير فنون الخط والزخرفة.

هناء الفار: لوحاتي استهلمتها من البيئة السيناوية

أكدت الفنانة هناء الفار أنها استلهمت لوحاتها الثلاثة المشاركة بهم في المعرض من البيئة السيناوية التي تنتمي إليها.

وأوضحت أن اللوحة الأولى جسدت خلالها ملامح البيئة السيناوية البدوية من خلال رموز الحياة اليومية مثل البكرج، والأزياء التقليدية، والمجالس البدوية، مؤكدة أنها تعتمد على ملاحظاتها الواقعية وتجاربها الشخصية في نقل روح المكان إلى اللوحة.

وأضافت أن اللوحة الثانية تجسد شخصية بدوية نسائية تعكس حالة من التأمل والحنين، فيما صورت اللوحة الثالثة شخصية عالم جيولوجي من أبناء سيناء هو الراحل درويش مصطفى الفار، الذي يعد من مكتشفي مناجم الفحم في منطقة المغارة بوسط سيناء، ويمثل بالنسبة لها نموذج للعالم المحب لأرضه والمنتمي لهويته.

كما قدم الفنان خليل الكراني ثلاث لوحات زيتية مميزة، حملت طابع تعبيري يمزج بين البساطة والرمزية، ففي اللوحة الأولى تصور ثلاثة رجال بملابس بيضاء ينظرون إلى السماء حيث تحلق طيور حمراء في فضاء مشرق، في مشهد يوحي بالتأمل والأمل والنهوض.

واللوحة الثانية تجسد بيوت طينية يحيط بها صف من النخيل على شاطئ العريش، تعبيرا عن استقرار الإنسان السيناوي وارتباطه بالطبيعة الساحلية، أما اللوحة الثالثة فتظهر امرأة سيناوية تحمل سلة من الفاكهة السيناوية وترتدي الثوب التقليدي المطرز برموز تراثية، يعكس أصالة المرأة ودورها في الحياة اليومية.

ينفذ المعرض تحت إشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية، ومن خلال الإدارة العامة للفنون التشكيلية برئاسة فيفيان البتانوني، وبالتعاون مع إقليم القناة وسيناء الثقافي بإدارة د. شعيب خلف، وفرع ثقافة شمال سيناء.

ويأتي المعرض في سياق جهود الهيئة لدعم الفنانين التشكيليين وتمكينهم من عرض تجاربهم الفردية ومقترحاتهم البصرية أمام الجمهور، وتستمر فعالياته حتى 19 أكتوبر الجاري.

يذكر أن وزارة الثقافة كانت قد أطلقت فعاليات المرحلة السادسة من مشروع مسرح المواجهة والتجوال خلال شهر سبتمبر الماضي، والتي تستمر حتى يونيو 2026، حيث انطلقت العروض من محافظة قنا خلال الفترة من 12 إلى 20 سبتمبر، تلتها محافظة أسيوط من 21 إلى 26 سبتمبر، وتقام حاليا في محافظة شمال سيناء، على أن تتوالى الفعاليات في باقي المحافظات تباعا.