استشاري تحول رقمي: هجوم المطارات الأوروبية يؤكد أن الأمن السيبراني أصبح مسألة أمن قومي


قال المهندس أحمد حامد، استشاري التحول الرقمي، ومستشار عام النظم الأمنية بالجمعية المصرية للأمم المتحدة، إن المطارات الأوروبية الكبرى شهدت أمس حالة من الارتباك والفوضى، بعدما تعرضت أنظمة تسجيل الوصول لهجوم إلكتروني واسع النطاق، موضحًا أن الهجوم الذي استهدف نظام شركة تعد من اكبر الشركات العالمية في مجال خدمات الطيران الأمريكية، أدى إلى تعطيل العمليات في مطارات رئيسية مثل هيثرو في لندن، وبروكسل، وبرلين-براندنبورغ.
وأضاف "حامد"، أن إدارة مطار بروكسل أعلنت عن إلغاء تسع رحلات صباح السبت، مع تأخيرات تجاوزت الساعة في خمس عشرة رحلة أخرى؛ أما في مطار هيثرو، فقد اصطف آلاف المسافرين في طوابير طويلة بعد توقف البوابات الإلكترونية وآلات تسليم الحقائب، مما دفع الموظفين إلى العودة للإجراءات اليدوية، موضحًا أنه أكدت تقارير إعلامية أن الهجوم استهدف نظام "MUSE" الذي تُديره الشركة، وهو المسؤول عن إجراءات تسجيل الدخول وتسليم الأمتعة، وفي المقابل نجت مطارات باريس الرئيسية من الهجوم، بينما اضطرت العديد من شركات الطيران إلى استخدام أنظمة احتياطية وطلبت من الركاب الحضور مبكرًا لتفادي الازدحام.
وأوضح أن الخبراء أكدوا أن هذا الهجوم يكشف عن هشاشة البنية التحتية الرقمية لقطاع الطيران أمام التهديدات السيبرانية المتزايدة، مشيرًا إلى أن مثل هذه الهجمات تفرض على الحكومات والمطارات الاستثمار في أنظمة حماية بشكل أكبر، إلى جانب تعزيز خطط الاستجابة والتعافي السريع، منوهًا بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يلعب دورًا محوريًا في التنبؤ بالتهديدات ورصدها قبل وقوعها.
وشدد على أن الحادثة تُمثل إنذارًا واضحًا بضرورة أن تُركز الأجيال القادمة على الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي كأولوية في مسارات التعليم والتخطيط الاستراتيجي، مشيرًا إلى أن الدول لم تعد قادرة على الاستغناء عن هذه التقنيات في حماية بنيتها التحتية الحيوية، مؤكدًا أن الأمر لم يعد ترفًا تكنولوجيًا، بل مسألة أمن قومي تتعلق مباشرة باستقرار الدول وحماية مواطنيها.