نائب وزير الخارجية الأسبق: مصر لا تُلوى ذراعها.. وعلاقاتها مع الغرب والشرق مبنية على مصالحها


سلط السفير علي الحفني، نائب وزير الخارجية الأسبق، وسفير مصر الأسبق في الصين، ونائب رئيس جمعية الصداقة المصرية الصينية، الضوء على عمق العلاقات المصرية الصينية، مؤكدًا أن هذه الشراكة تُعد جزءًا من استراتيجية مصرية أوسع للانفتاح على العالم، وأنها تحمل رسالة واضحة بخصوص الدور الذي تلعبه مصر في تشكيل نظام عالمي جديد.
وقال "الحفني"، خلال لقائه مع الإعلامي محمد قاسم، ببرنامج "ولاد البلد"، المذاع على قناة "الشمس 2"، إن العلاقات المصرية الصينية تشهد نقلة نوعية من خلال السماح للقطاع الخاص الصيني بالاستثمار في مصر، وهو ما يوسع من نطاق الشراكة الاقتصادية، مشيرًا إلى أن مصر بحاجة ماسة إلى هذه الاستثمارات لتمويل برامجها التنموية الطموحة، التي تهدف إلى توطين الصناعة وتوفير فرص عمل لمواجهة الزيادة السكانية.
وشدد السفير علي الحفني، على وجود توافق كبير بين القيادة السياسية في البلدين، بقيادة الرئيسين عبد الفتاح السيسي وشي جين بينغ، وهو ما ينعكس في تسارع وتيرة تنفيذ المشروعات المشتركة، خاصةً في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والعاصمة الإدارية الجديدة، والعلمين، بالإضافة إلى مشروعات الطاقة الشمسية في بنبان بالجنوب.
ونوه بأن وجود الصين كمستثمر رئيسي في مصر يُشجع أطرافًا أخرى على الاستثمار، مما يُسهل على مصر جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مشيرًا إلى تصريح الرئيس الصيني بأن بلاده "تنتوي تعزيز استثماراتها في مصر أكثر وأكثر".
وعن العرض العسكري الصيني الذي حضره الرئيس الروسي بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، أكد أن الإعلام الغربي يُبالغ في تفسير دلالات هذا العرض، موضحًا أن العرض كان احتفالاً بذكرى الانتصار على القوى الفاشية في الحرب العالمية الثانية، وأن وجود قادة من دول أخرى كان تقليدًا معتادًا.
وأشار إلى أن العرض أظهر مدى تقدم الصناعات العسكرية الصينية، وهو حق مشروع للدفاع عن النفس، مؤكدًا أن الصين ليست دولة هجومية، وربط ما حدث في تلك الحرب بـ"حرب الإبادة" التي يشهدها قطاع غزة اليوم، حيث تُمثل كلاهما استعمارًا ورغبة في الاستيطان.
في إجابة على سؤال حول تغير بوصلة مصر من الغرب إلى الشرق، أكد السفير علي الحفني، نائب وزير الخارجية الأسبق، وسفير مصر الأسبق في الصين، ونائب رئيس جمعية الصداقة المصرية الصينية، أن مصر لا تُلوى ذراعها، وأن علاقاتها متميزة مع جميع القوى الكبرى، سواء كانت الصين وروسيا والهند، أو حتى الولايات المتحدة التي تُشارك في المناورات العسكرية المشتركة "النجم الساطع".
وأوضح "الحفني"، خلال لقائه مع الإعلامي محمد قاسم، ببرنامج "ولاد البلد"، المذاع على قناة "الشمس 2"، أن سياسة مصر مبنية على مصالح الأمة المصرية في المقام الأول، وأنها تتبنى العمل الجماعي كأحد مبادئها الأساسية، وضرب أمثلة بانضمام مصر إلى منظمات مثل "بريكس" و"منظمة شانغهاي للتعاون"، بالإضافة إلى دورها في تأسيس منتديات للتعاون مع الصين، سواء على المستوى العربي أو الأفريقي.
وتطرق السفير علي الحفني، إلى الخلاف الذي نشب مؤخرًا بين مصر وبريطانيا بسبب إغلاق السفارة البريطانية في القاهرة، وإزالة مصر للحواجز الأمنية حولها، مؤكدًا أن إزالة الحواجز كان قرارًا مصريًا يهدف إلى إعادة الحركة الطبيعية للمواطنين، وأنها لا تتعارض مع واجب مصر في توفير الحماية للبعثات الدبلوماسية.
وأشار إلى أن بريطانيا لها الحق في إغلاق سفارتها، ومصر لها الحق في اتخاذ التدابير الأمنية التي لا تتعارض مع التزاماتها الدولية، مؤكدًا أن تاريخ مصر في حماية البعثات الدبلوماسية مشرف، وأن ما حدث كان مجرد تصرفات متبادلة، لا ترقى إلى مستوى الأزمة الدبلوماسية.