استشاري: ضعف تقدير الذات المُحرك الخفي لـ”المحتوى التافه” على السوشيال ميديا

قال الدكتور عادل عبد الهادي، استشاري الصحة النفسية، إن المكسب هو تحقيق ربح مادي أو معنوي، لكنه ليس النهاية، فالنجاح ليس كل ما يلمع على الشاشات، وقد يظن البعض أن "البلوجرز" الذين يحققون أرباحًا هائلة قد نجحوا، لكن هل هذا النجاح مقبول أخلاقيًا؟.
وضرب "عبد الهادي"، خلال لقائه مع الإعلامي محمد الإشعابي، ببرنامج "العلامة الكاملة"، المذاع على قناة "الشمس"، مثالًا قائلا إذا أخذت مكان شخص آخر بطريقة غير شرعية، فقد نجحت في الوصول إلى هدفك، لكن هذا النجاح لا يتقبله الله لأنه قائم على الأذى والغش، وهذا النوع من النجاح زائف، ويأخذنا إلى المفهوم الأسمى وهو "الفوز".
وأوضح أن الفوز الحقيقي هو ما وصفه القرآن الكريم بـ"الفوز العظيم"، وهو الجنة، متسائلا: هل كل المكاسب والنجاحات التي حققتها في الحياة ستوصلك إلى هذا الفوز؟، مشيرًا إلى أنه يختلف هذا عن النجاح الزائف الذي نراه على السوشيال ميديا، والذي يبنى على تقديم محتوى غير أخلاقي يضر بالشباب ويهدم قيم المجتمع، فهؤلاء الأشخاص يعانون من ضعف في تقدير الذات، وضعف في مفهومهم عن النجاح، ويرون أن قيمتهم تكمن فقط في المال والمظاهر، فيلجأون إلى تقديم محتوى تافه لجذب التعاطف والمشاهدات.
ولفت إلى أنه يجب على الشباب أن يدركوا الفرق بين تحقيق المكاسب المادية السريعة التي تعتمد على "كسب التعاطف" و"تضييع الكرامة"، وبين النجاح الحقيقي الذي يأتي من الجد والاجتهاد والاحترام، موضحًا أن النجاح الحقيقي يبدأ من التنشئة السليمة، فدور الأب والأم في زرع القيم والرؤية والطموح في نفوس أبنائهم هو الأساس الذي يبني إنسانًا واثقًا من نفسه، لديه هدف حقيقي، ولا يتأثر بالسراب.