”القضية الفلسطينية .. الواقع والتحديات” ندوة نظمها الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في مصر


نظم الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية فرع جمهورية مصر العربية، برئاسة آمال الأغا، وبالتعاون مع جمعية الجغرافيين، ندوة تحت عنوان "القضية الفلسطينية.. الواقع والتحديات"، وذلك بحضور عدد من الشخصيات الإعلامية والثقافية، حيث أدارت الندوة قدمت الندوة سونيا عباس، مسئولة اللجنة الثقافية بالاتحاد.
آمال الأغا: القضية الفلسطينية جزء من الأمن القومي المصري
في كلمتها الافتتاحية، أكدت آمال الأغا أن القضية الفلسطينية سياسية وحقوقية، تمثل جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، مشيرة إلى أن الشعبين المصري والفلسطيني يجمعهما تراث مشترك وتاريخ نضالي طويل.
وأوضحت الأغا أن القضية الفلسطينية تواجه تحديات جسيمة، من أبرزها مشاريع ضم الضفة الغربية، وزيادة وتوسيع المستوطنات، واستمرار سياسة التهجير القسري، والتي أكدت أنها ليست وليدة 7 أكتوبر، بل مشروع غربي قديم يستهدف تصفية الوجود الفلسطيني.
وشددت على أن مصر وفلسطين تمثلان قلب العالم، وجسرًا بين الشرق والغرب، وأن ما يجري من حروب ومخططات يستهدف الاستيلاء على الغاز في قطاع غزة.
عبد الرحيم أحمد: نطالب بتوحيد منهج الجغرافيا لمواجهة التهويد
من جانبه، دعا عبد الرحيم أحمد مدير تحرير بالتليفزيون المصري والمستشار الإعلامي لجمعية الجغرافيين، جامعة الدول العربية إلى إعداد منهج مبسّط لجغرافيا الوطن العربي وتوحيد مناهج الجغرافيا على الأقل لسنة دراسية واحدة، لمواجهة محاولات التهويد وطمس الهوية.
وأشار أحمد إلى أن ندوة لرفض التهجير نُظّمت في فبراير الماضي، لافتاً إلى أن خروج الفلسطينيين من غزة يعني فقدان جوهر القضية الفلسطينية.
وأضاف أن المساعدات الإنسانية ليست منّة بل حق للفلسطينيين، وواجب على مصر والدول العربية، باعتبار أن القضية الفلسطينية جزء لا يتجزأ من الهوية القومية العربية.
حسام أبو النصر: مصر وقفت دائمًا إلى جانب فلسطين
وفي مداخلة عبر تطبيق "زووم"، قال الكاتب والمؤرخ حسام أبو نصر ممثل فلسطين في في اتحاد المؤرخين العرب، إن مصر لها تاريخ طويل في دعم الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 في معركة الفالوجا، مرورًا بموقفها ضد التهجير في خمسينيات القرن الماضي، وصولًا إلى حرب عام 1967.
وأشاد أبو النصر بالجهود المصرية إلى جانب قطر للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدًا أن مصر كان لها دور بارز منذ العدوان الإسرائيلي الأول على القطاع عام 2008 وحتى هذه اللحظة.
وأشار إلى أن هناك محاولات لتشويه الدور المصري عبر ما وصفه بـ"أبواق الدجال"، والتي تروّج لتهديدات مثل ضرب السد العالي وسد النهضة، معتبراً أنها تهديدات تهدف لزعزعة الثقة بالدور المصري التاريخي.
اللواء أشرف فوزي: تحقيق السلام العادل إلا بالاعتراف بالحق الفلسطيني
أكد اللواء أشرف فوزي، الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، أن القضية الفلسطينية تجاوزت كونها نزاعًا إقليميًا لتصبح قضية ذات وعي عالمي مرتبطة بالحقوق التاريخية والقانونية للشعب الفلسطيني، مشددًا أن المعركة اليوم معركة وعي، تتطلب تقديم خطاب واقعي يستند إلى الأرقام والحقائق بعيدًا عن الخطابات الشعاراتية.
وأشار فوزي خلال ندوة نظمها الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية فرع مصر إلى حجم التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، موضحًا أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس قد بلغ أكثر من 737 ألف مستوطن بنهاية عام 2024، مع الموافقة على ما يزيد عن 28 ألف خطة لبناء وحدات سكنية جديدة.
وأضاف أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي أطلقت في أغسطس 2025 مشروعًا لبناء 3500 وحدة استيطانية ضمن خطة استراتيجية شاملة تهدف إلى فرض حقائق جديدة على الأرض، مدعومة بتمويلات أمريكية ضخمة تصل قيمتها إلى 39 مليار دولار حتى عام 2028.
كما أشار فوزي إلى الزيادة الكبيرة في المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، حيث تم تخصيص 17 مليار دولار إضافية خلال حرب 2023-2024، بالإضافة إلى مساعدات عاجلة بقيمة 4 مليارات دولار في أبريل 2025، معتبرًا أن هذه الأموال تعكس شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التفوق العسكري الإسرائيلي.
ولفت إلى أن مصر تعتبر القضية الفلسطينية قضية وجودية وهوية وليست مجرد نزاع حدودي، وأن أي محاولات لتصدير الأزمات أو تنفيذ مخططات توسعية ستواجه برفض حازم من قبل الدول العربية، مؤكداً أن تحقيق السلام العادل والشامل لا يمكن أن يتم إلا عبر الاعتراف الكامل بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وإقامة دولته المستقلة التي تكون القدس الشرقية عاصمتها القدس .
أبو رفاعي: مصر احتضنت 63 اجتماعًا للفصائل الفلسطينية
من جهته، أكد الإعلامي أمير أبورفاعي أن المقاومة الحقيقية هي الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، كما تعكسها أعداد الشهداء والجرحى.
وأضاف أن حل القضية الفلسطينية بيد الفصائل الفلسطينية نفسها، مشددًا على ضرورة وعي هذه الفصائل بمسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني، خاصة أن الشعب هو من يدفع ثمن التشتت والانقسام.
كما صرح الكاتب والإعلامي أمير أبو رفاعي أن المقاوم الحقيقي هو الشعب الفلسطيني، لا سيما أن أغلب الشهداء في قطاع غزة من النساء والأطفال
وأكد أبو رفاعي أن مصر استضافت حتى الآن 63 اجتماعًا للفصائل الفلسطينية، بمعدل 7 اجتماعات سنويًا تقريبًا، مما يعكس الحرص المصري على دعم وحدة الصف الفلسطيني، وأن الشعب الفلسطيني يدفع ثمن مواقف الفصائل
وأكد في ختام كلمته على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني، باعتباره العقبة الأكبر أمام تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.