شنخوا : الجوع يواصل حصد الأرواح في قطاع غزة


غزة 26 يوليو 2025 (شينخوا) خيم الحزن والذهول على عائلة الرضيع هود عرفات، الذي فارق الحياة صباح اليوم (السبت) في مدينة غزة بعد أسبوع فقط من ولادته، ضحية جديدة لسوء التغذية والجوع الذي ينهش أجساد الأطفال في قطاع غزة المحاصر.
وفي مشهد يجسد هذه المأساة الأليمة، حمل الفلسطيني إسماعيل عرفات، جثمان نجل شقيقه الصغير من غرفة الحضانة بمستشفى المعمداني، متجهًا به إلى ثلاجات الموتى، فيما بدت ملامح الطفل أقرب إلى هيكل عظمي وقد لُف بكفن أبيض
وقال إسماعيل عرفات لوكالة أنباء ((شينخوا)) بصوت متهدج: "هود عمره 7 أيام فقط.. مات من الجوع ونقص الحليب والفيتامينات. ما الذنب الذي اقترفه هذا الملاك الصغير؟".
وتساءل إسماعيل بمرارة بينما وقف على مقربة منه والد الرضيع مذهولًا لا يقوى على الحديث أو الحركة، "أين المنظمات الدولية؟ أين الحليب والطعام والماء؟ الأطفال والنساء يموتون جوعًا في غزة".
اقرأ أيضاً
الصين والولايات المتحدة تعقدا جولة جديدة من المحادثات الاقتصادية والتجارية في السويد.
1.8 بالمائة انخفاضا في الأرباح الصناعية بالصين خلال النصف الأول
الحكومة الصينية تقترح إنشاء منظمة عالمية للتعاون في الذكاء الاصطناعي
راعي مصر عضو التحالف الوطني تشارك مع وزارة التضامن في تنفيذ قوافل طبية بمشروعات السكن البديل
سامسونج الكترونيكس مصر تطلق الحجز المسبق لسلسلة تلفزيونات 2025 الجديدة في السوق المصري
عصام الرتمي: حل مشكلات الري بالفيوم على رأس أولوياتي
راية القابضة ووزارة الزراعة تبحثان تعزيز التعاون لدعم القطاع وتمكين المزارعين عبر ”راية فودز”
Infinix تفجّر مفاجأة في المتحف المصري الكبير: سلسلة هواتف جديدة بتكنولوجيا متقدمة وتصنيع مصري
مرصد الأزهر: صحيفة «هآرتس» تفضح بالأرقام تجويع الاحتلال لغزة وتحمل نتنياهو المسؤولية المباشرة
عمرو السولية: القاضية البطولة الأهم في مسيرتي مع الأهلي
مهند الكلش يتقدم 10 مراكز في قائمة Forbes 2025 لأقوى القادة الإقليميين في التكنولوجيا
جاهزين وهنشارك 15الف مواطن في مؤتمر حاشد لحزب مستقبل وطن بدمياط لدعم مرشحي القائمة الوطنية لإنتخابات مجلس الشيوخ
وأضاف أن والدة هود ترقد هي الأخرى في المستشفى تصارع مضاعفات الولادة وسوء التغذية، إذ لم تكن تملك سوى الخبز غذاءً، في غياب الفواكه والخضار واللحوم.
والرّضيع هود ليس سوى رقم جديد في قائمة ضحايا الجوع وسوء التغذية من الأطفال، إذ ارتفعت الحصيلة إلى 85 حالة منذ بداية الحرب من أصل نحو 127 حالة وفاة موثقة حتى الآن، بحسب وزارة الصحة في غزة.
ومنذ الثاني من مارس الماضي تمنع إسرائيل إدخال المساعدات الغذائية والإنسانية إلى قطاع غزة، قبل أن يعلن في مايو أنها قررت استئناف إدخال المساعدات عبر القنوات القائمة لحين بدء عمل آلية جديدة، هي مؤسسة "غزة الإنسانية".
وبدأت مؤسسة "غزة الإنسانية" عملها في 27 مايو الماضي عبر أربعة مراكز توزيع في جنوب ووسط قطاع غزة، في خطوة قوبلت بتنديد فلسطيني وأممي على خلفية سقوط قتلى وجرحى من المدنيين أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات.
وقُتل أكثر من 900 فلسطيني أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء منذ بدء عمل الآلية الأمريكية - الإسرائيلية، بحسب وزارة الصحة في غزة ومؤسسات حقوقية.
وفي مدينة خان يونس، خيم الحزن على عائلة الرضيعة زينب أبو حليب البالغة من العمر خمسة أشهر، التي لفظت أنفاسها الأخيرة صباح اليوم داخل مجمع ناصر الطبي بعد معاناة استمرت ثلاثة أشهر مع الجوع وفقدان الحليب
وقالت والدتها إسراء أبو حليب، وهي تبكي بحرقة على صورة ابنتها التي تحوّل جسدها الصغير إلى ما يشبه الهيكل العظمي: "زينب كانت تزن 2 كيلو فقط.. لم تكن تعاني من أي أمراض، فقط بسبب نقص الحليب".
وأضافت أن زينب كانت تملك تقارير طبية تسمح لها بالسفر لتلقي العلاج، لكنها لم تتمكن من مغادرة القطاع بسبب إغلاق المعابر، قائلة: "لو كانت المعابر مفتوحة، لكانت زينب حية اليوم… لكن مشيئة الله فوق كل شيء".
ويواجه أكثر من 100 ألف طفل دون سن العامين خطر الموت في غضون أيام في ظل انعدام تام لحليب الأطفال والمكملات الغذائية، واستمرار الحصار وإغلاق المعابر، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
ووصف المكتب هذه الكارثة بأنها "جريمة جماعية وشيكة"، موضحا أن المستشفيات والمراكز الصحية تسجل مئات حالات سوء التغذية الحاد يوميًا، وسط عجز تام عن الاستجابة أو تقديم العلاج، نتيجة الانهيار شبه الكامل للقطاع الصحي ونفاد الموارد الطبية والغذائية.