زهرة شوشة تكتب: الدكتور عطية طنطاوي.. جسر مصر الثقافي نحو أفريقيا

في وقت تتعالى فيه النداءات من أجل عودة مصر لريادتها الطبيعية في قلب القارة السمراء يبرز اسم الأستاذ الدكتور عطية طنطاوي عميد كلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة كأحد الأصوات الأمينة على قضايا أفريقيا و المعبّرة عن وجدانها و الواعية لتاريخها و مساراتها الحضارية والثقافية ليس غريبا أن يُلقب بـ "العميد الأب والحارس الأمين لقارة أفريقيا" فهذا اللقب لم يُمنح مجازا بل وُلِد من مسيرة حافلة بالعطاء والالتزام والانتماء الحقيقي
الدكتور طنطاوي لم يكن مجرد أكاديمي يدرّس قضايا القارة بل مفكر آمن بأن أفريقيا ليست مجرد جغرافيا بعيدة بل امتداد حي في قلب كل مصري أصيل دافع عن حق الشعوب الأفريقية في المعرفة والكرامة وكرّس جهوده لبناء جسور حقيقية من التفاهم والتبادل الثقافي بين مصر وجيرانها في الجنوب ومن خلال عمادته لكلية الدراسات الأفريقية العليا حوّلها إلى منبر حيوي للبحث والحوار ومنارة علمية تقود نقاشات معمّقة حول مستقبل القارة وتحدياتها
تأتي عضويته الجديدة في المجلس الأعلى للثقافة بقرار من رئيس مجلس الوزراء كتقدير مستحق لمسيرته و دلالة رمزية على أن الدولة المصرية تعي جيدا أهمية البُعد الأفريقي في رسم ملامح الشخصية الثقافية المصرية الحديثة فهذا الاختيار لا يمثل مجرد تكريم لأستاذ أكاديمي بل هو اعتراف ضمني بأن مصر حين تستمع إلى أفريقيا فإنها في الحقيقة تُصغي لصوتها الداخلي وتتصالح مع جذورها الحضارية.
هذا التكليف الوطني الجديد يُعد فرصة لتوسيع نطاق التأثير الأفريقي داخل المؤسسات الثقافية المصرية وتعزيز التفاعل مع ثقافات الجنوب ليس من موقع الوصاية بل من روح الشراكة والمصير المشترك إن وجود الدكتور طنطاوي في هذا الموقع يفتح الباب أمام رؤية ثقافية جديدة ترى في التنوع قوة وفي الانتماء الأفريقي طوق نجاة
وبينما تتجه الأنظار نحو المستقبل يظل حضور الدكتور عطية طنطاوي شاهدا على أن الإيمان بالقارة لا يقاس بالشعارات بل بما يبذل من فكر وعمل وإخلاص هو صوت من قلة نادرة آثرت أن تكون جزءا من الحل فصار قدوة ومسارا لا مجرد اسم عابر في سجل المناصب.