السبت 14 يونيو 2025 04:07 صـ 17 ذو الحجة 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    آراء وكتاب

    الدكتورة فاتن فتحي

    دكتورة فاتن فتحي تكتب.. مصر الثقل الإقليمي والدولي الأهم في استقرار الشرق الأوسط والمنطقة العربية

    في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتشابك المصالح، لم تعد مواقع التواصل الاجتماعي مجرد منصات للتعبير، بل تحولت في بعض الأحيان إلى ساحة تعج بالعبثية، وتضج بأوهام لا تستند إلى منطق ولا إلى معرفة حقيقية بتعقيدات السياسة الدولية، ومن بين تلك الأوهام، ما يتردد مؤخرًا من تعليقات وتقليل لدور مصر ومكانتها على خلفية زيارات قام بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لبعض دول الخليج.
    من المؤسف أن يغيب عن بعض المعلقين حجم مصر الحقيقي، ودورها التاريخي والمستمر كفاعل مركزي في قضايا المنطقة. فزيارة ترامب ــ التي تحمل بعدًا رمزيًا واستثماريًا أكثر من كونها تعبيرًا عن تحالفات استراتيجية عميقة ــ لا تُنقص من ثوابت الدور المصري، ولا تغيّر من معادلات التأثير في الملفات الشائكة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
    لقد أعادت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية الأخيرة التأكيد على الثوابت المصرية تجاه القضية المركزية للعرب، حين شدد بشكل واضح لا لبس فيه على أن "لا سلام ولا تطبيع دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية". كانت الكلمة بمثابة تذكير صريح بأن بوابة الاستقرار الإقليمي لا يمكن أن تُفتح دون المرور عبر الحق الفلسطيني، ودون اعتبار مصر ضامن ووازن حقيقي في مسار التسويات لكل المشكلات الإقليمية والقارية .
    لم يقتصر حضور مصر على الكلمات والمواقف، بل يتجلى كذلك في تحركات رفيعة المستوى تؤكد إدراك القوى الدولية لدورها المحوري. فزيارة كبير مستشاري ترامب لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا إلى القاهرة مؤخرًا، على رأس وفد أمريكي رفيع المستوى، جاءت في توقيت حساس يعيد ترتيب أوراق المنطقة، وكانت دلالة قاطعة على أنه لا يمكن تجاوز مصر أو القفز على وزنها السياسي والجغرافي والدبلوماسي الأهم فى المنطقة .
    لقد ظلت مصر، رغم كل التحديات، صمام أمان إقليمي، ووسيطًا موثوقًا في أصعب الملفات، من مفاوضات غزة إلى استقرار السودان وليبيا، إلى العلاقة المتوازنة مع القوى الكبرى. وكل من يعرف بواطن التحركات الدولية يدرك أن صمت القاهرة أحيانًا لا يعني غيابًا، بل حكمة في انتظار اللحظة المناسبة لتقديم الحل.
    إن ما يدور على منصات التواصل الاجتماعي من تهوين أو تهجم أو مقارنة سطحية بين أدوار الدول لا يغير من الحقائق شيئًا، ولا يليق بعقول تعرف تاريخ مصر ووزنها، فالمعادلات الجيوسياسية لا تُقاس بعدد الصور المنشورة أو التصريحات الجوفاء، بل بما تملكه الدول من أوراق تأثير، ومواقف صلبة، وقدرة على الصمود حين تترنح المواقف الأخرى أو تشترى بالرشوة أو الجباية ..أو سمها الإتاوة بمقتضى الحال .
    مصر ليست دولة تبحث عن الظهور، بل دولة تصنع التوازن، وتحمي جوهر القضايا العربية من الابتذال أو التفريط. ومن لا يرى ذلك، فهو إما جاهل أو حاقد أو لا يفهم من السياسة شيئا .. وليس أدل على مكانة مصر من شهادات كبار الساسة في العالم، ممن أدركوا عبر عقود أن القاهرة ليست مجرد عاصمة لدولة، بل مفتاح لاستقرار الإقليم. فقد قال هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق: "لا حرب في الشرق الأوسط دون مصر، ولا سلام دون سوريا، ولكن السلام الحقيقي يبدأ من القاهرة". أما شارل ديغول، الرئيس الفرنسي الراحل، فصرّح قائلًا: "إن لم تكن مصر فاعلة، فلا شرق أوسط أصلًا". واعترف ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، بأن "العرب ليسوا خطرًا على إسرائيل، الخطر الحقيقي هو مصر، فهي وحدها إذا نهضت تستطيع تغيير المعادلة كلها".
    كما قال باراك أوباما، الرئيس الأمريكي الأسبق: "مصر هي حجر الأساس في بناء السلام الإقليمي، ومن دونها لا يمكن رسم مستقبل للشرق الأوسط". وأضاف جيمي كارتر، الذي رعَى اتفاقية السلام التاريخية في كامب ديفيد: "قمتُ بأهم عمل دبلوماسي في حياتي عندما جلست مع السادات.. لأن مصر هي الدولة القادرة على نقل المنطقة من الصراع إلى الحلول". وصرّح أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية السابقة، بأن "استقرار مصر يعني استقرار البحر المتوسط وأوروبا، وموقعها يجعلها قوة لا يمكن تجاهلها". فيما قال فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، خلال زيارة له إلى القاهرة: "مصر تلعب دورًا محوريًا في الشرق الأوسط، ونحن نقدر سياستها المتزنة ودورها القيادي".
    هذه التصريحات التي صدرت فى سياقات مختلفة من قادة يمثلون توجهات وأيديولوجيات مختلفة تعكس إدراكًا دوليًا عميقًا بأن مصر لاعبًا أساسيا ولازماً في المشهد السياسي العالمي، و تؤكد حقيقة واحدة لا تتغير: أن مصر تظل مركز الثقل في معادلات الشرق الأوسط والمنطقة العربية والقارة السمراء، وأن استقرارها والتزام دورها ومكانتها شرط أولي لتحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي، بل حجر زاوية لا غنى عنه في صنع التوازنات الكبرى.

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    السبت 04:07 صـ
    17 ذو الحجة 1446 هـ 14 يونيو 2025 م
    مصر
    الفجر 03:07
    الشروق 04:53
    الظهر 11:55
    العصر 15:31
    المغرب 18:57
    العشاء 20:31