قرن جامعة سوهاج!!

الجامعة هى محراب العلم بلا شك، ومعيار تقدم الأمم ونهضتها يقاس بعدد جامعاتها وتصنيفها، وفى رحاب الجامعات يتم صنع الانسان فكريا وأخلاقيا وسياسيا وانسانيا. فالجامعة كانت فى بلادنا مصدر من مصادر قوتنا الناعمة، ومصدرا من مصادر نشر الوعى والمدنية والقيم الإنسانية وتفوقنا قديما فى مجالات كثيرة حتى أن اطباءا من بلاد أوروبية درسوا فى القصر العينى نظرا لتقدم دراسة الطب عندنا وتفوقها على أوروبا فى فترة ازدهار مضت منذ أكثر من مائة عام للاسف ولم تعد حتى الٱن.
ونظرا لتدهور حاد فى منظومة التعليم الجامعى، وهو بلاشك له أسباب كثيرة يطول شرحها، لكننا توقفنا عند انهيار منظومة القيم الجامعية التى كانت عريقة، حتى وصلنا إلى أن طالبا بجامعة سوهاج يشرع فى قتل زميله بمطواه " قرن" غزال!!
لست من أصحاب النظرة السطحية لهذا الحادث المخزى كى أحمل أفراد أمن الجامعة مسؤولية دخول طالب بهذا السلاح إلى حرم الجامعة، ولست بصدد تحليل اسباب مجتمعية وثقافية وتربوية يطول شرحها، لكننى أتوقف عند دور الجامعة ومسؤوليتها عن هذا الحادث المشين.
إن اختيار قيادات جامعية لم تكن حديث وسائل الاعلام فى المخالفات والتسريبات الصوتية فقط ،بل كانت في مرمي سهام البرلمانيين الذين طالبوا بمحاسبتهم لتضليلهم الرأي العام فيما يخص كورونا واغلاق فقسم الاستقبال والطؤاري بمستشفي سوهاج الجامعي الذي يخدم 6 مليون مواطن ، ولأن الشباب الواعي رأي بعينه أن هؤلاء فوق المحاسبة والمسآلة،فكانت الطامة الكبري لقلب المعاييرلديهم ـفيما يخص القدوة والنموذج ،ولعل هذا سببا رئيسيا للحادث.
اقرأ أيضاً
وزير التعليم العالي : يوجه بالاستمرار في تطوير أداء المعاهد العليا
برعاية وزير التعليم العالي.. ورشة عمل متخصصة لجراحة المسالك البولية بمعهد تيودور بلهارس للأبحاث
برعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي بروتوكول تعاون بين الهيئة القومية للاستشعار من البُعد وعلوم الفضاء ومحافظة الفيوم لتنفيذ مشروعات بحثية وعلمية لدعم جهود التنمية
معهد بحوث أمراض العيون ينجح في عقد الامتحانات النهائية لإتمام شهادة زمالة كلية الأطباء
محافظ المنيا يفتتح المهرجان الكشفي الإرشادي السابع في جامعة المنيا
وزير التعليم العالي يشارك في الاجتماع التشاوري للجان الوطنية للتربية بتونس
وزير التعليم العالي يترأس اجتماع مجلس إدارة هيئة فولبرايت
رئيس جامعة المنصورة يستقبل رئيس العلمين الدولية ووفد لويفيل الأمريكية
وزير التعليم العالي و الرئيس التنفيذي لشركة اي اند مصر يشهدان توقيع اتفاقية تعاون بين جامعة الجلالة وشركة ”إي آند مصر” لإنشاء مختبر للاتصالات السلكية واللاسلكية
وزير التعليم العالي يوجه رسالة لأعضاء هيئة التدريس والعاملين والطلاب بالجامعات والمعاهد بمناسبة انطلاق الفصل الدراسي الثاني
وزير التعليم العالي يبحث تعزيز التعاون مع منظمة اليونيسف بالقاهرة
”عاشور” يبحث تعزيز التعاون مع السفير الفرنسي ورئيس الجامعة الفرنسية بمصر
ولم يكن هذا الحادث نتيجة عامل واحد بل سبقها عوامل منها رعاية الأنشطة التافهة بلا مضمون، واختيار الطلاب قليلي الموهبة وعديم السمات الشخصية وتصدرهم للمشهد الجامعى والاغداق عليهم فى السفريات والفعاليات، اضافة إلي ضحالة المستوى الثقافي الذى تقدمه الجامعة حاليا.
ولعل ما شهدته وسائل التواصل الاجتماعي في الفترة الماضية من تجبر استاذ جامعي قريب من رئيس الجامعة علي الطلاب ومنهم طالبة مصابة بالسرطان وعدم اتحاذ رئيس الجامعة وقيادتها أي موقف سوي دعم هذا الاستاذ والدفاع باستماته عنه ،فلم يجد الطلاب متنفسا لهم إلا الفيس بوك ليخرج صوتهم من سوهاج التى استغنت بالفرد عن كل الطلاب ليملئ كل ارجاء مصر المحروسة ولتأتي نسمات الرحمة من وزير التعليم العالي الذى طالب بالتحقيق مع هذا الاستاذ ووقفه عن العمل ،والعجيب أن رئيس الجامعة قبل قرار الوزير بساعتين أصدر بيانا يدافع فيه باستماتة غير مسبوقة عن هذا الاستاذ غير المنضبط وما أن جاءته قارعة الوزارة عاد واصدر بيان يكذب فيه نفسه ـفكيف لطلاب يرون الشئ ونقيضة أن ينضبطوا سلوكيا .
وللعلم لم تتخد الجامعة قرارا بإيقافه الا بعد ضغط من الوزير الدكتور أيمن عاشور، والذى لم يعجبه موقف الجامعة وتواطئها ضد الطلاب ودفاعها بالباطل عن أستاذ حاد عن جادة الصواب، وكان ينبغى بتره من الجسد الجامعى.
إن القيادة الجامعية التى تكرر غرس شجرة أمام الكاميرات كل يوم فى مشهد هزلى ممجوج مثير للسخرية والشفقة معا، هذه القيادة التى تهتم باللقطة وتلميع نفسها لكى يراها صاحب القرار فى منصب ٱخر، هذه القيادة التى تقرب منها الطبالين وأصحاب المصالح، يليق بها هذا الحادث الغير مسبوق، فطبيعى جدا فى فترة سوداء كهذه فى تاريخ الجامعة، طبيعى جدا أن "يغرس" طالب قرن مطواته فى صدر زميله ليتركه يصارع الموت ويسيل الدم داخل الحرم الجامعى.
إن حادثا كهذا يستدعى أن يستجوب رئيس الجامعة شخصيا أمام البرلمان وأمام وزير التعليم العالى، وأن يتم اتخاذ إجراء رادع بإقالة مدير أمن الجامعة الذى ترك مهمته الأساسية وقبع على السوشيال ميديا مسبحا بحمد رئيس الجامعة فى كل بوست ومتملقا له .
هذا حادث ليس كأى حادث، وهو أمر جلل، ومؤشر خطير يحتاج إلى مراجعة أمور كثيرة تخص الجامعات بداية من اختيار قيادات لها قيمة أخلاقية وقدوة للطلاب وليس قيادات تثار حولها شبهات وتسريبات اخلاقية، وانتهاءا بإعادة النظر فى منظومة الأمن الجامعى المدنى وما سببه من كوارث بعد إلغاء حرس الجامعة.
باختصار، غابت القيادة الحكيمة والقدوة الحسنة، فظهر قرن الغزال وربما يظهر السلاح النارى يوما ما، ندعو الله ألا يحدث.