رانيا براغيث تكتب : تحصيل العلم في مدرسة الحياة
تشاركا مقعدا واحدا لتحصيل العلم في مدرسة الحياة كلا من النفس و الروح و تخرجا سويا في نفس التوقيت و مالت النفس إلى اللهو و عرجت الروح للتأمل و كلما رأيتهما تعجبت من هذا التناقض العجيب الذي حل بكل منهما علي الرغم من نشأتيهما المشتركة و إذا راقبت النفس عن كثب تجدها تميل إلي الموبقات و المجون و المهاترات بينما إذا شوهدت الروح عن مقربة تلمست فيها نهمها إلي الخلوة للتدبر و عجبا علي النفس تاره ترتدي حجاب و مره تضع صليب و أحيانا تلبس الكبه و كثيرا ما تشعل البخور تجوب دور العبادة بحثا عن موعظة ثم تخرج و تنشرها علي شكل رداء تلبسه إذا حكمت الظروف و تخلعه إذا سنحت أيضا.
و يا لعجب العجاب من الروح و إبداعها في وضع القوانين التي تهذب بها نفسها ومن التزامها بنقاء هو في حد ذاته آيه قد تهتدي بها النفس إذا للحظه صدقت مع حالها.
النفس تستعرض باستهتارها و تتباهي بفسقها بينما الروح تركن إلى جانب الصفاء و تجمع من الخبرات والتجارب خيوط و أنسجه لتخيط منها خيمه تستر بها إذا اشتدت بين الخلائق و قويت النزاعات .. النفس تميل للتعري و الكشف عن العورات لجذب أقرانها من المشوشين و فاقدي معني الإيمان بينما الروح تسمو و تهيم في الأرض و في السماء تسأل الحكماء عن مفهوم العفه و الحياء .
النفس و الروح في حالة من التضاد و لكنهما ليسوا أبدا أعداء تعايشوا و تكيفوا علي اختلافاتهم طول الوقت و لكن اتفقا علي أن تجمعهما ساعة يتحدا فيها كلما إختلطت الأمور و تعب العقل وأصبح عاجزا عن التفكير و تشوشت الرؤية و تزاحمت الأفكار ربما في هذه الدقائق تستطيع النفس الاندماج بالروح و تنجح الروح في غسل النفس .
هذا الاندماج و الغسل هو الفهم العميق لحقيقة المزيج الذي يقوم عليه الإنسان فإذا نجحت انت أيها البني آدم في مساعدة النفس و الروح الوصول لهذه المرحلة فقد نجوت و أن لم تقدر ستضيع بين نداءات النفس الشقيه و رؤي الروح البريئه و للأسف ستختل حياتك إذا ما أخذت جانب اَي منهما دون الأخر.