المرأة النصف الآخر للإنسانية
د. منال جاب الله
المرأة هي في الحقيقة نصف ساهم في صنع التاريخ والحضارة.. فإذا تجولنا بعيون المرأة فنجد أنفسنا قد سبحنا معها فى بحار الغربة, وحلقنا معها فى الفضاء ودخلنا معها إلى كهوف المعاناة والقهر, وصحبناها فى ثوراتها ضد الظلم والجهل والتخلف, فهناك القصص الكثيرة التى ورائها نضال وكفاح وإرادة وإيمان, ونضال يحتذى به بداية من المرأة المصرية فى عصر الدولة المصرية القديمة التى كانت لها بصمة مؤثرة فى التاريخ المصرى القديم.
وعندما جاء الإسلام بنورة على الأرض أتاح لها أن تكون سباقة فى ميادين العمل والقتال والأدب, فوجدناها ملكة, سباقة, زعيمة, رائدة, عالمة, أديبة, مُكتشفة, مناضلة محاربة, مقاتلة.
وبالرغم من كل ذلك إلا إنه فى عصرنا الحالى لم يرحم المجتمع المرأة وخصوصاً التى تعانى من ظروف مجتمعية خارجة عن إرادتها فرضتها عليها هذة الظروف, وكأنه يحاول أن يعاقبها على ذنب لم ترتكبه وعليها أن تتطهر منه ما تبقى لها من سنوات عمرها على الرغم من أن الحياة تطورت وتغيرت فى الكثير من المفاهيم.
إن سبب نظرة المجتمع إليها نظرة سلبية يعتمد على ثقافة الشخص نفسه, فالشخص الناضج المثقف لا ينظر إليها نظرة سلبية من جانب واحد من حياتها... فالتخلف والجهل هما العاملان الرئيسيان لنظرة المجتمع لتلك المرأة.
ولكن تبقى هذه النظرة القاصرة والجاهلة المسمار الكبير فى نعشها طالما ظلت عقلية الرجل والمجتمع تقع فى دهاليز القرون الوسطى.. ولا عزاء للجهل والتخلف.