محمد يوسف يكتب : مذيعو الغبره..بطلوا هرى !


ليس بخاف على أحد ما تمر به مصر من ظروف غاية في الحساسية ، إن لم نقل القسوة والصعوبة ، فمع الارتفاع غير المسبوق في أسعار السلع الغذائية والخدمات والفواتير التي تثقل كاهل المواطنين .. يعاني أبناء الشعب المصري أشد معاناة إلا أنهم صابرين وصامدين ومتحملين وفاءً منهم لوطنهم المفدى أرض الكنانة مصر.
لكن و"بصريح العبارة" فإن ما لا يستطع أحد عليه صبراً هو "غتاتة" و"سماجة" و"تناحة" وكل مفردات اللغة التي لا تكفي لوصف بعض الأبواق اإعلامية المقيتة التي اعتادت على الاستهانة بعقول الجماهير والخروج عليهم كل ليلة "بطلعتهم الشؤم" حتى تولد مشاعر الضيق والحنق بصورة قد تفوق لهيب الأسعار وجحيم الدولار.
فتخرج علينا هذه "الوجوه البهية" لتسفه من معاناة المواطنين ، بدلاً من أن تشاركهم في إيجاد حلول لها أو حتى الصبر عليها ، وتجدهم بكل بجاحة يطالبون الناس بالتحمل والزهد والتقشف لمواجهة غلاء الأسعار والصبر على العيشة الصعبة ، طيب ما هي الناس متقشفة أصلاً وصابرة وراضية بقدرها ، ومما يفقأ المرارة ، إذا لم تكن قد اندثرت من زمان ، تلاقي المذيع "من دول" حاطط مكياج وعامل "ميك أب" ولا كأنه "عروسة في ليلة دخلتها".
وكلنا نعلم تمام العلم كم الملايين التي يحصل عليها هذا "الأراجوز" أو ذاك حيث يتقاضون أعلى المرتبات .. ورغم ذلك لا يتورعون ولا "يختشون على دمهم" ، هذا إن كان عندهم دم أصلاً ، بمطالبة الشعب بشد الحزام والابتعاد عن "البيض الأورجانج" والاكتفاء بـ"رجول الفراخ" أو شوربة "الفول النابت" بل أن أحدهم دعا مشاهديه لشرب الشاي بعسل النحل بدلاً من السكر ولا صاحبنا اللي طالع يحلف بأيمانات المسلمين أنه مش بياكل "رز" علشان يوفر ، وبالتأكيد هو صادق لأنه لا يأكل "رز الغلابة" اللي مليان حصى وقش.
اقرأ أيضاً
بيبسي ترفع سعر زجاجة الـ 2 لتر من أول يناير الجارى.. تفاصيل
الغرف التجارية تكشف الاستعدادات لبدء عمل منافذ للسلع بأسعار مخفضة
نائب محافظ البحيرة خلال إجتماع المجلس التنفيذي .... التوسع فى فتح المنافذ الغذائية لاتاحة كافة السلع الغذائية بها بالاسعار الاقتصادية
مدبولي: عقوبة الامتناع عن إعلان الأسعار بالمحلات تصل إلى الغلق
رئيس الوزراء: ليس من العدالة وقف زيادة الأسعار بالأسواق
العلاوة السنوية في موعدها للموظفين وأصحاب المعاشات.. الصرف في يناير ويوليو
«مجدى عفيفي» : الغلاء يفترس الغلابة .. و”حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية” لا يحمى المنافسة ويشجع على الاحتكار
فتوى من 79 سنة.. الإبلاغ عن التجار الذين يرفعون الأسعار واجب والممتنع ”آثم”
أسعار الذهب اليوم الجمعة 7-10-2022 في مصر بمنتصف التعاملات
رئيس الوزراء: موجة الغلاء الحالية تمس العالم كله ونسعى لتخفيفها
بالصور .. إقبال المواطنين علي قوافل معا ضد الغلاء لتوفير السلع الغذائية بالأسعار الإقتصادية المخفضة بالبحيرة
اشتعال الاحتجاجات فى أمريكا اللاتينية ومطالب بإجراءات ضد التضخم ..فيديو
فإلى هذا الحد وصل الاسفاف والجهل والاستهانة بمشاعر المواطنين .. ألا يعلم هؤلاء الأفاقين أن أغلب طبقات الشعب تكافح وتنحت في الصخر لإطعام ذويهم "العيش الحاف" .. وإذا مرض أبنائهم لا يستطيعون توفير قيمة "فيزيتا الأطباء" التي أصبحت بالمئات ، وإذا نجحوا في تدبيرها فإنهم يعجزون عن شراء الدواء الذي ارتفعت أسعاره إلى عنان السماء.
إن من أبجديات التعامل بين البشر أنك لا يجب أن تتحدث عن الطعام مع إنسان جائع ، ولا أن تذكر الأموال وأنت في حضرة شخص مفلس .. فنحن هنا لا نتحدث عن سلع ترفيهية (جزمة أو فستان) باعتبارها رجس من عمل الشيطان .. فالأزمة وبكل أسف طالت المأكل والمشرب .. فهل جرب أحد هؤلاء المدعوين "مذيعين" شعور العجز عن سداد مصروفات الدراسة لإبنه وحجم الإهانة والحرج الذي يحس به الطفل بالنقص أمام أقرانه.
هل عجز أحدهم ذات مرة عن دفع فاتورة الكهرباء أو المياه أو الغاز .. وهل يستطيعون أن يصفوا لنا كيف هو حال المواطن وهو يتهرب من جبروت المحصلين الذين يطاردوهم لسداد المتأخرات وإلا قطع التيار أو الحرمان من المياه والغاز يكون مصيرهم.
فكل ما نرجوه منكم يا سادة أن تراعوا شعور الغلابة وأن تراعوا ضمائركم ، أو ما تبقى منها ، وأنتم تتحدثون إلى مواطنين أنهكهم الغلاء وصعبت عليهم العيشة .. أو أقولها لكم بصراحة "ياريت تنقطونا بسكاتكم" أو كما قالها الرئيس "بطلوا هري".