"جوزيه كاردوتشي".. قصائد متوحشة


يذكر التاريخ جوزيه كاردوتشي، المدرس والشاعر الإيطالي الموهوب، والذي حمل يوماً لقب "شاعر البلاط"، كأول إيطالي يحصل على جائزة نوبل في الأدب، ويعتبر واحداً ممن صنعوا مجد الشعر الإيطالي الحديث .
ولد جوزيه أليساندرو جوسيبي كاردوتشي في مدينة بييتراسانتا في مقاطعة لوكا، شمال غرب إقليم توسكانا في 27 يوليو 1835، لأب يعمل طبيباً في الأرياف، والذي كان عضواً في جمعية كاربونيريا السرية -التي لعبت دورا بارزاً في توحيد إيطاليا- وبعد أن حصل جوزويه على شهادة الثانوية عام 1855 بمدينة فلورنسا بدأ يمارس أعمال التدريس، وفي تلك المرحلة بدت عليه علامات قرض الشعر، وفي عام 1860 عُيّن مدرساً للأدب الإيطالي في جامعة بولونيا؛ لكن الفتى الذي كان يحلم دوماً بالذهاب إلى روما والبقاء فيها قرر استكمال حلمه وسافر إلى العاصمة؛ وهناك التقي بمرجريت دوسافواي، التي كانت زوجة للأمير الإيطالي أمبرتو الأول والتي راحت تقربه منها، ليُصبح شاعر الحزب في عام 1890، ثم تم تعيينه عضوا في البرلمان الإيطالي.
في عام 1899 نشر كاردوتشي ديوانه "أغنيات وإيقاعات"، وفي عام 1904 ترك مهنة التدريس بعد أن اشترت الملكة مرجريت مكتبته، وظهرت الأعمال الكاملة له في عشرين جزء ضمت دواونية المشهورة "أشعار جديدة" المنشور عام 1872 . و"قصائد متوحشة" المنشور عام 1877؛ كما ضمت أعمالة الكاملة كتابين من إبداعاته النثرية تحت عنوان "نثر جوزويه كاردوتشي" نشرت بعد وفاته بعام واحد؛ كما نشرت مختارات من أعماله الشعرية والنثرية جمعها بعض تلاميذه .
كان كاردوتشي واحداً من ثلاثة أدباء صنعوا مجد الشعر الإيطالي الحديث، أما الآخران فهما جيوفاني باسكوالي، وجابرييل دانونسيو؛ والذين وصفهم الناقد فرانسوا لفي أستاذ الأدب بجامعة السوربون بقوله "إن هولاء الثلاثة قد جمعتهم نقاط مشتركة غير الشعر، منها أنهم قد اقتربوا من السلطة السياسية، كما كتبوا النثر وخاصة الرواية وعرفوا نجاحاً مبهراً خارج بلاده".
رحل كاردوتشي عن عالمنا في عام 1907، بعد عام واحد من حصوله على جائزة نوبل في الآداب، وتوفي في مدينة بولونيا بإيطاليا عن عمر يناهز 71 عاماً، وتحول منزله إلى متحف.