خالد مصطفى يكتب: ترامب احرج زعماء العالم ومصر ليست الدولة الضعيفة التى تستدرج لمواقف محرجة

خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ظهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل لافت وأثار الجدل فى تصرفاته مع بعض الرؤساء منهم إيمانويل ماكرون رئيس فرنسا الذى اضطر للانتظار في الشارع لأن موكب ترامب أوقف المرور حتى أنه اتصل به مازحاً وقال له تخيل
أنا واقف في الشارع بسبَبك بالإضافة الى أجهزة الصوت التى تعطلت خلال الاجتماعات كما توقفت السلالم المتحركة أثناء صعود ترامب وزوجته ميلانيا حتى ترامب وصف هذه الحوادث بأنها أعمال تخريبية شريرة وفتح تحقيقاً أمنياً بشأنها هذه التفاصيل أحرجت المشهد الدبلوماسي وأظهرت الزعماء وكأنهم عالقون في مواقف غير معتادة في قلب نيويورك في المقابل الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يسافر إلى نيويورك هذا العام نظرا لتقارير موثوقة أكدت أن مصر رفضت بشدة أي حديث عن تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء أو الأردن واعتبرت ذلك ظلماً وتهديداً لأمنها القومي ووضح ان زيارة السيسي إلى واشنطن قد تأجلت بسبب خلافات واضحة مع إدارة ترامب حول ملف غزة والمساعدات الأميركية وهو ما يعكس توتراً غير معلن بين القاهرة وواشنطن عدة أمور جعلت السيسى لايغامر بالسفر منها رفضه التهجير القسري للفلسطينيين والسفر مع تأجيل الانخراط في مشهد قد يضع مصر في موقف صعب وغير مريح امام ترامب وكأن السيسي اختار أن يوجّه رسالة غير مباشرة مضمونها ان مصر لن تكون جزءً من الإحراجات ولا من الحلول الظالمة وعلى هامش الاجتماعات لم تخلوا اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك من مشاهد لافتة، قلبت الأنظار من خطب القاعة إلى مواقف الشارع فالنتيجة كانت لحظات محرجة أظهرت قادة العالم وكأنهم محاصرون في تفاصيل لوجستية أكثر من انشغالهم بالملفات الكبرى اما بالنسبة لمصر كانت لها حسابات مختلفة في الوقت الذي انشغل فيه العالم بهذه المشاهد كان القرار المصري واضحا الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يتجه إلى نيويورك واعلنت القاهرة موقفاً صارماً يتلخص فى رفض قاطع لأي سيناريو يطرح تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء أو الأردن ووصفت ذلك بأنه ظلم مرفوض وتهديد للأمن القومي فغياب السيسي لم يكن فراغاً في الصورة فقط بل كان رسالة سياسية مدروسة لأن مصر ليست الدولة الضعيفة التى تُستدرج إلى مواقف محرجة على الهامش كالتي تعرض لها زعماء كبار في نيويورك والقاهرة ترفض أن تكون طرفا في حلول غير عادلة خصوصًا ما يتصل بالقضية الفلسطينية وهذا القرار يعكس براغماتية مصرية حين تكون الأجواء مشحونة والنتائج غير مضمونة الأفضل أن تتكلم المواقف من القاهرة لا من نيويورك
فالقيادة المصرية قرأت المشهد مبكراً وفضّلت الابتعاد عن الأجواء المشحونة والاكتفاء بإرسال رسائل سياسية من الداخل بينما خرج ترامب إلى العلن بمشاهد أربكت القادة اختار السيسي أن يخرج من اللعبة برمتها وفي السياسة أحياناً الغياب موقف أقوى من الحضور