فاينانشيال تايمز: أزمة غذاء طاحنة تلوح في أفق أفريقيا والعالم يحذر من تبعاتها
أ ش أاعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن تبعات الأزمة الراهنة بين روسيا وأوكرانيا تتبلور حاليًا في قلب القارة السمراء في شكل بوادر أزمة غذاء طاحنة تركت الملايين عاجزين عن تغطية نفقاتهم اليومية أو احضار الطعام لذويهم.وسلطت الصحيفة -في مستهل تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي حول هذا الشأن، صباح اليوم /الخميس/- الضوء على تحذيرات الأمم المتحدة وخبراء دوليين وجمعيات خيرية من أن الزيادات الحادة في أسعار الغذاء والوقود الدولية منذ بدء العمليات العسكرية الروسة في أوكرانيا تركت ملايين الأفارقة يواجهون الجوع وانعدام الأمن الغذائي هذا العام، موضحة أن ارتفاع الأسعار أدى إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية الناجمة عن جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، ما أثار مخاوف من وقوع اضطرابات في البلدان الأكثر تضررا.
وقال برنامج الغذاء العالمي إن مناطق في إفريقيا تواجه "حالة طوارئ غذائية غير مسبوقة" هذا العام، ويرجع ذلك جزئيًا إلى "الحرب في أوكرانيا".من جانبه، قال وزير المالية الإثيوبي أحمد شيدي -في تصريح خاص للفاينانشيال تايمز- إن الصراع في أوكرانيا أدى إلى ارتفاع الأسعار العالمية للوقود والأسمدة وكذلك زيت الطعام والسكر والقمح على وجه الخصوص، الأمر الذي قد يجلب صدمات جديدة للنظام في إثيوبيا.بدورها.
قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو": إن المنطقة التي تمتد من شمال كينيا إلى الصومال وأجزاء كبيرة من إثيوبيا، قد يعاني فيها ما يصل إلى 20 مليون شخص من الجوع في عام 2022، وذلك بسبب أسوأ موجة جفاف تضربها منذ أربعة عقود والتي تفاقمت تداعياتها بسبب الحرب في أوكرانيا، لافتة إلى أن أكثر من 40 مليون شخص في منطقة الساحل وغرب إفريقيا يواجهوا هذا العام انعدامًا حادًا للأمن الغذائي.
وأبرزت الصحيفة: أن روسيا وأوكرانيا كانتا تشكلان، قبل الأزمة، نصيبًا يتألف من رقمين في واردات القمح لأكثر من 20 دولة بإفريقيا جنوب الصحراء، بما في ذلك مدغشقر والكاميرون وأوغندا ونيجيريا، وفقًا للفاو، فضلًا عن أن إريتريا تعتمد على هذين البلدين في جميع وارداتها من القمح، موضحة أن حتى تلك البلدان التي لا تعتمد على الواردات من روسيا وأوكرانيا تضررت هي الأخرى من ارتفاع الأسعار.
ومن جانبه، قال البنك الدولي يوم أمس /الأربعاء/ إنه وافق على برنامج بقيمة 2.3 مليار دولار لمساعدة البلدان في شرق وجنوب إفريقيا على معالجة انعدام الأمن الغذائي، فيما رجح صندوق النقد الدولي أن ترتفع أسعار المستهلكين في أفريقيا جنوب الصحراء إلى 12.2 % هذا العام - وهي أعلى نسبة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، موضحا أنه في إثيوبيا ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 42.9 % في أبريل عن نفس الشهر قبل عام.
ورصدت " فاينانشيال تايمز" مخاوف من أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية قد يؤجج الاضطرابات في البلدان الفقيرة، حيث يشكل الغذاء جزءًا أكبر من الإنفاق اليومي منه في البلدان المتقدمة، وأعادت الأذهان إلى ما حدث إبان أزمة الغذاء التي ضربت مناطق عديدة بالعالم خلال عامي 2007-2008 بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والجفاف في مناطق إنتاج المحاصيل، ما أدى إلى وقوع اضطرابات اجتماعية في حوالي 40 دولة كان أكثر من ثلثها في القارة الأفريقية.
وأوضحت -في ختام تقريرها- أن أسعار زيوت الطعام قفزت في مايو الماضي وحده بأكثر من 45 %عن العام الماضي في كينيا، في حين زاد الدقيق بنسبة 28 %، وفقًا للبنك الدولي، حتى في نيجيريا، وهي بلد منتج للنفط وعضو في منظمة أوبك، تضرر المواطنون من ارتفاع أسعار الغذاء والوقود العالمية.