سلطانة الغرام ... أسرار وقصص

في محراب الفن المصري لمع الكثير من الفنانين والفنانات المصريات وصار لهم شهرة كبيرة في الوسط الفني ولهم جمهورهم وعشاقهم حتى أصبحوا نجوم كبار وخلدوا في ذكرة الفن اسماءهم بأبرز الأعمال الفنية والقصص التي مازالت ولا تزال تروى عنهم في كل مكان حتى يومنا هذا.

 

ومن بين هؤلاء النجوم فنانة مصرية، وواحدة من أكبر نجمات مصر قبل سنوات عديدة، قد لا يتذكرها الجميع أو لا يعرف عنها شئ الآجيال الحاضرة، فلقد كانت موهبتها البوليسية كجاسوسة مصرية تعمل لحساب دول المحور بزعامة ألمانيا تخطت مواهبها الفنية بكثير، وأشتهرت ضمن المتهمين في قضية شبكة التجسس الألمانية التي اكتشفتها بريطانيا في القاهرة إبان الحرب العالمية الثانية.

 

وهنا نستعرض عن أدق أسرار حياتها التي لا يعرفها إلا القليل في عدة حلقات متتالية، ونبدأها بالحلقة الأولى.

 

• ألقاب كثيرة في حياتها .

 

لم يمنع المجهود السياسي هذه النجمة من الظهور في السينما، وذلك بأعمال قليلة لم تتعد الـ6 أفلام منذ عام 1929، فقد حصدت في شبابها على كل ألقاب الشهرة والمجد على حدٍ سواء، ووصفت بــ " سلطانة الطرب " و " مس إيجبت " و " سلطانة الغرام " و " الممثلة " و " الراقصة " و " الجاسوسة " و " السجينة " و " المتشردة " و " الكاهنة "، وهذه الألقاب جميعها تأتي بالترتيب مع الخطوات التي أتخذتها في حياتها واحدة تلو الأخرى.

 

ورقصت أمام أشهر رؤساء وملوك العالم، ثم كانت نهايتها المؤلمة التي لم تخطر لها على بال مطلقًا، فهزمتها الدنيا وتجاهلتها الصحافة... إنها سيدة بملامح مصرية خالصة، سوداء الشعر سمراء البشرة، ذات جسد رائع، وحركات متجانسة، وأعين نجلاء، ربما لم تكن لتلفت نظر العامة كثيرًا في شوارع المحروسة خلال النصف الأول من القرن العشرين؛ لكن أصبحت فيما بعد نجمة الجماهير، ... إنها النجمة الكبيرة والفنانة والراقصة المصرية " حكمت فهمي ".

• ممثلة بفرقة على كسار المسرحية .

 

ولدت النجمة والراقصة " حكمت فهمي " في الـــ 24 نوفمبر من عام 1907 بمحافظة دمياط، أي في بدايات القرن العشرين بسبع سنوات، أقتحمت عالم الفن من خلال فرقة علي الكسار المسرحية، أشهر فرق الكوميديا آنذاك حيث عملت كممثلة بالفرقة، والتي كانت منافسة ً لفرقة نجيب الريحاني، وعمرها لم يتخط الــ 21 عامًا، حيث قدمت معهم العديد من العروض الفنية التي أثبتت من خلالها موهبتها الفنية الفذة، وفي عام 1929 تحديدًا قدمت فيلمها الأول " جهنم في الرمال "، والذي شاركت فيه مع الفنانين: " " بشارة واكيم، وفيكتوريا كوهين، ووداود عرفي".

 

• 6 أفلام في مسيرتها الفنية.

 

قدمت في مسيرتها الفنية 6 أفلام للسينما وهم: " الزواج، وتيتاونج، والحب المورستاني، والعزيمة، ورباب، والمتشردة ".

 

• راقصة بفرقة بديعة مصابني.

لم يكن التمثيل غايتها الأولى لتنتقل بعدها لفرقة بديعة مصابني لتعمل راقصة بالفرقة، وأثبتت براعتها في الرقص بسرعة كبيرة لم يتخلها الكثير، لتصبح أشهر الراقصات في تاريخ مصر بالكامل، والتي يأتي الجميع من كل مكان للاستمتاع برقصها حتى شمل الأثرياء والحكام وتربعت على عرش الرقص الشرقي، ولُقبت بــ " سلطانة الغرام "، وهذا اللقب الذي أطلق عليها لقدرتها الفائقة على سلب فؤاد ناظريها عند رؤيتهم لها وهي تتمايل بجسمها المتناسق، فكانت نموذجًا للجمال العربي.

 

كانت النجمة " حكمت فهمي " راقصة ممتازة، ولا يوجد خارج القاهرة مثل هذا القوام، لا في برلين ولا في حدائق الشتاء أو الاسكالا، أو حتى في الفولي برجير في باريس أو في كازينو دي باريس. وعندما ترقص يدوي التصفيق كالعاصفة، ويقذفون إليها بباقات الزهور ويقوم الصبية الصغار بالسير جيئة وذهابا حاملين بطاقات المعجبين الأثرياء إليها، وكانت تتنقل كالملكة يصحبها بلاطها وكان أصدقاؤها ومعارفها أسطورة.

 

• علاقاتها.

وكان معروف عنها علاقتها القوية بضباط القوات البريطانية من خلال ترددهم على الملهى الذي كانت ترقص فيه، ولكن لظروف الحرب سافرت لأوروبا.

 

• رحلتها لأوروبا.

 

حققت " حكمت فهمي " نجاحًا كبيرًا بموهبها الفنية المتعددة، نجاح قادها لعروض وجولات أوروبية، فكانت ملاهي الرقص تحتفي بالراقصة المصرية، التي كما كانت مواهبها طريقها إلى أوروبا، كانت أيضًا طريقها إلى مكان قد يبدو أقرب بالنسبة لها من حيث المسافة، إلا أنه كان أصعب في الوصول إليه من حيث المكانة، البلاط الملكي.

- من محبوبات الملك فاروق.

 

كانت النجمة " حكمت فهمي " من صنف النساء الذي يحبه الملك فاروق، كما يروي الكاتب الأميركي " وليم ستادين "، في كتابه بعنوان " فاروق ملك مصر.. حياة لاهية وموت مأساوي "، ولم تفوت هي تلك الفرصة، حيث تقربت من الملك الشاب، وتواجدت بشكل شبه دائم في القصر، وكانت لاحقًا أحد أسباب في سقوط تاجه؛ لكن سقوط تاج ملك مصر لم يكن قد حان وقته بعد، فقصة الراقصة مع السياسة كانت لازالت تكتب فيها السطور الأولى.

 

• علاقة بجيش الاحتلال البريطاني.

 

لم تكن علاقة " حكمت فهمي " بالملك فقط هي التي توطدت، بل كانت الراقصة على علاقة جيدة جدًا أيضًا بضباط جيش الاحتلال البريطاني، آنذاك، والذي كان على بعد أيام من دخول معركة كبرى.

 

• الرقص بقصور وملوك أوروبا.

 

سافرت سلطانة الغرام إلى أوروبا بسبب انلاع الحرب العالمية آنذاك، حيث كانت الأجواء متوترة هناك حيث حرب تلوح في الأفق لكن الأجواء لاتزال تحتمل بعض الرقصات من " حكمت فهمي "، فقد رقصت في هذه الفترة بقصور وملوك أوروبا، وبسبب ذياع صيتها وإعجاب الجميع فتمكنت تحديدًا في ألمانيا النازية من الرقص أمام كلٍ من : " الحاضر الفوهرر نفسه، وأدولف هتلر "، ومن نازية ألمانيا ينتقل خصر " حكمت فهمي " لإيطاليا الفاشية، لترقص أمام زعيمها " بينيتو موسيليني ".

 

• خطف قلب الزعيم النازي.

والجدير هنا أن بداية أنطلاقها في أوروبا كان من النمسا في إحدى الحفلات بفينا، فتحت أنغام الموسيقى تمايلت " حكمت فهمي "، فيما جلس وسط الحضور رئيس المخابرات الألمانية، وإعجاب الأخير بالراقصة المصرية، جعله يرشحها للرقص أمام " هتلر" نفسه، وقد حدث، لتخطف قلب الزعيم النازي والذي سأل عنها في إحدى حفلات فينا فأجابوه : " إنها أجمل راقصة في الشرق"، فيما شاهدها معه وزير دعايته السياسية " جوزيف جوبلز " ، والذي أعجب بـــ " حكمت فهمي "، واقترح تجنيدها للعمل لصالح الألمان.

 

• زواجها.

 

تزوجت النجمة " حكمت فهمي " بعد ذلك من المخرج محمد عبد الجواد، وأنجبت منه.

 

• إنتاج فبلم يسرد قصة حياتها.

 

فيما قدمت سيرتها الذاتية في الإذاعة المصرية في الستينيات، وقد تم إنتاج فيلم عن قصة حياة حكمت فهمي حمل اسمها، عام 1994، من بطولة الفنانة نادية الجندي والفنانين فاروق الفيشاوي وحسين فهمي وأحمد مظهر، من تأليف بسير الديك، ومن إخراج حسام الدين مصطفى، ومونتاج صلاح عبد الرازق، ومن إنتاج أفلام محمد مختار، وموسيقى تصويرية جمال سلامة.

وكان طاقم التمثيل بالفيلم كالتالي : -

نادية الجندي : (حكمت فهمي)

فاروق الفيشاوي : (هانز إبلر / حسين جعفر)

حسين فهمي : (مايلز لامبسون)

محمد مختار : (بيتر - مسئول المخابرات البريطانية بالقاهرة)

أحمد عبد العزيز : (محمد أنور السادات)

أحمد مظهر : (عزيز المصري)

ماجد المصري : (سير إنجليزي - ابن تشرشل)

منى جلال : (راشيل اليهودية)

يوسف فوزي : (ضابط إنجليزي)

محمد الصاوي: (ألبير ألبارمان اليهودي - زوج راشيل)

صبري عبد المنعم : (موسى اليهودي)

محمود طوبار: (عزت)

محمد صلاح: (ضابط ألماني)

فكري عبد الحميد

إبراهيم صبحي

كريم رفيق

عبد الرازق فوزي

عمرو يسري

 

أنتظرونا بإذن الله تعالى في الحلقة الثانية ...،،،