31 عامًا على رحيل شرير السينما.. «يا آه يا آه» و «أحلى من الشرف مفيش» رسمت ملامح حب المصريين لتوفيق الدقن


حلت أمس الذكرى الحادية والثلاثين لرحيل الفنان القدير توفيق الدقن، والذي وافته المنية في الـ 26 من نوفمبر من عام 1988، حيث أثرى الحياة الفنية المصرية والعربية منذ حقبة الخمسينيات وحتى أواخر الثمانينيات من القرن الماضي.
توفيق الدقن من مواليد 3 مايو عام 1924 ، بقرية "هورين" ببركة السبع بمحافظة المنوفية، ونشأ في أسرة متدينة تتألف من خمس بنات وأربعة أولاد، وكان والده يحبه بشدة بسبب وفاة شقيقه الأكبر، والذي ولد في عام ١٩٢٠م فلما ولد توفيق لم يستخرج له والده شهادة ميلاد، بل عاش بشهادة ميلاد شقيقه الذي توفى.
المساعي المشكورة
التحق الدقن بكتاب القرية لحفظ القرآن وحصل على الابتدائية من مدرسة "المساعى المشكورة" بالمنوفية، ثم حصل على الإعدادية والتوجيهية، وأراد أن يساعد والده على أعباء الحياة فعمل بالحسابات في ورش السكة الحديد، ولعب الدقن في فريق المنيا كما لعب بنادى السكة الحديد قبل أن تقوده الصدفة ليقف على خشبة المسرح ويتجه للتمثيل.
أقامت أسرة توفيق الدقن بمحافظة المنيا وكانت تعرض حينها ذاك رواية على مسرح جمعية الشباب المسلم، وتغيب عبدالعزيز خليل ولم تجد روحية خالد وفتوح نشاطى بداً من منح الدور لتوفيق الدقن، الذي نجح بشدة ونصحته روحية خالد بالذهاب إلى زكى طليمات، وعن طريقه التحق بمعهد الفنون المسرحية وتخرج فيه عام 1950وبدأ حياته الفنية منذ أن كان طالبا في المعهد من خلال أدوار صغيرة إلى أن اشترك في فيلم " ظهور الإسلام" عام 1951.
التحق الدقن، بعد تخرجه بالمسرح الحر لمده سبع سنوات ثم التحق بالمسرح القومى وظل عضوا به حتى إحالته إلى التقاعد، اشتهر بأدوار الشر وإن لم يخل أدائه من خفه ظل، حيث كان ناجحاً في أدوار اللص والبلطجي والسكير والعربيد إلى درجة أن بسطاء الناس كانوا يصدقونه فيما يفعله ويكرهونه بسبب تلك الأدوار.
تزوج الفنان الراحل، من السيدة "نوال الرخاوي" من خارج الوسط الفني وأنجب منها ثلاثة أولاد هما "ماضي" يعمل محاميا و"هالة" تعمل مديراً عاماً في الرقابة على المصنفات الفنية، و"فخر" يعمل في إحدى شركات الخليج في دبي.
الشرير والجزار
يروى عن سيرته أنه عندما سكن لأول مرة في العباسية ذهب ليشتري لحماً من دكان جزار يقع تحت بيته، فطارده الجزار بالساطور لأنه لا يسمح للصوص بدخول محله وظل لعدة أشهر ينظر إليه شذراً عند دخوله وخروجه من البيت.
شارك توفيق الدقن في نحو 130 عملًا فنيًا بين الأفلام والمسرحيات والمسلسلات، والتي كان أشهرها أحلام الفتى الطائر، غريب في المدينة محمد رسول الله جزء الأول، مارد الجبل، القط الأسود، هارب من الايام، نور الإسلام، مفتش المباحث، الفلاحة الحائرة، الف ليلة وليلة الجزء الأول.
ومن أشهر المسرحيات التي شارك في التمثيل بها الفرافير، انتهى الدرس يا غبي، سكة السلامة، المحروسة، البلدوزر، ومن الأفلام عالم عيال عيال، سبع الليل وكر الأشرار، الشيطان والخريف، سر طاقية الإخفاء، عريس مراتي، أدهم الشرقاوي، أمير الدهاء، سعد اليتيم وغيرها من الأفلام التي تعد تراثًا للسينما المصرية.
يا آه يا آه
من أقواله المشهورة،:" أحلى من الشرف مفيش، همبكة، آلو يا أمم، أستر يا اللي بتستر، يا آه يا آه ، خلاص يا نوسه هانت والنبي، أهلا وسهلا، صلاة النبي أحسن".
حصل توفيق الدقن على العديد من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير، منها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1956، وسام الاستحقاق، شهادة الجدارة في عيد الفن عام 1978، درع المسرح القومي، جائزة اتحاد الإذاعة والتلفزيون، جائزة جمعية كتاب ونقاد السينما، حصل على جوائز عن أدواره في عدد من الأفلام، منها "في بيتنا رجل"، و”الشيماء”، و"صراع في الميناء"، و"القاهرة 30"، و"ليل وقضبان".
الدقن ومأساة المسرح
الدقن كان له انتماء كبير للمسرح، حيث قال عنه في حوار تليفزيوني مسجل،:" اعتقد أن الممثل المسرحى يكاد يكون أقل إنسان موجود بالنسبة للناس، بعض الأجهزة المسئولة لا تستطيع أن تفي حقوق الممثل المسرحي، الفنان المسرحي لا يقل في القيمة عن ممثل السينما أو الإذاعة أو التليفزيون، لو جيتلي للمسرح وسألتني أنا باخد كام، هقولك بمنتهي السعادة أنا باخد 50 جنيه، لكن للأسف أنا آخذ من المسرح 50 جنيها، بعد الاستقطاعات بيكون المرتب 19 جنيهًا، فهل هذا يكفي الممثل في الانفاق على نفسه وبيته وأسرته".
وأضاف الفنان الراحل "أنا مضطر لتقديم أعمال لا أرضى عنها في السينما، للأسف اعترف بأنني أقدم أعمالا دون المستوى، لكن هعمل إيه؟".
وعن الفن قال:" ليس سهل كما يتصوره كثيرون انما هو مشوار طعامته في شوكه كالوردة حلاوتها في الشوك اللي بيلفها"