التعليم بين الواقع والمأمول
د. سيد مناع
عماد أي تقدم ومجتمع حضاري يبدأ من التعليم، وأقصد بالتعليم كل أشكاله الفني والعام، فبالتعليم ننهض بالصحة والصناعة والتجارة، وكل مناحي الحياة، ولا بد من بذل الجهد والمال والاستثمار في مجال التعليم، ووضع قواعد صارمة للعملية التعليمية.
فما يوجد الآن من مافيا الدروس الخصوصية، والكتب الخارجية، لا بد لهم من وقفة ليس من الدولة فحسب، ولكن من أولياء الأمور والطلاب كلًا في مجاله.
فيجب على الدولة قبل وضع نظام تعليمي، أن توفر الإمكانيات كاملة، ووضح هذا جليا في تطبيق نظام التابلت بالثانوي العام، وحتى الآن لا يوجد شيئا واضحا وصريحا، وحتى الآن الطلاب لا تعرف طريقه الاختبار، وما الاحتياطات حيال أي خطأ وقت الاختبار، وهل يتم احتساب درجات الصف الثاني والثالث أم الثالث فقط وغيرها من الأسئلة، وماذا لو أراد الطالب التظلم من درجاته بأي اختبار.
وأيضا حدوث خطأ من الطالب وقت الاختبار والضغوط ومستقبله عليه في ذلك الوقت، أو حدوث خطأ تقني، خصوصًا وأن الاختبار محدد بوقت.
هذا وهناك أيضا مشكلة في التصحيح وحس المدرس تجاه بعض الإجابات، وخصوصا بالمواد الأدبية واللغة العربية، وغير ذلك من المشاكل التي قد تعصف بجيل كامل وأولياء أمورهم.
وإن كنت أتمنى أن يتم تطبيق النظام علي مستوى محافظة أو أكثر أو مدارس معينة، وتعميم التجربة إن كتب لها النجاح،
نعود إلى دور أولياء الأمور في المنظومة التعليميهة، فلابد للآباء من عدم الانسياق وراء مافيا الدروس الخصوصية والتكاتف لتفعيل دور المعلم داخل المدارس وليس خارجها فالمدرس هو نفسه خارج المدرسة، ويصل أجره إلى أكثر من ألفي جنيه شهريًا للدرس الخاص بالمنزل بحجه ان لا تدريس بالمدرسة، وهذا تشجيع للدروس الخصوصيه وخصخصه التعليم للقادر فقط، وهذا مبدأ مرفوض تماما، ولابد له من وقفة ودور إدارة المدارس، لابد أن يفعل وحث المدرس لشرح مقرراته كما ينبغي وفصل الفاسد منهم المتراخي.
ولا يتم هذا إلا بالتزامن من رفع المستوى الاجتماعي للمعلم، ورفع راتبه بالشكل اللائق حتى يتسنى للإدارة أخد أي قرار في حال إثبات أنه يعطي درس خاص.
نعود ثانيًا إلى شق لا يقل أهمية عن سابقيه إلا وهو التعليم الفني، ولابد لربط ما يدرس به بالاحتياجات. الفعلية لسوق العمل وعمل ربط بين المدارس والمصانع، وأن تتكفل المصانع بكافة تكاليف تخريج دفعات من أقسام معينة بالتعليم الفني ليكونو صف ثان لجيل بالمصانع وغيرها من المجالات، وهذا ينطبق على كافه فروع التعليم الفني، ويمكن أن يطبق على التعليم الجامعي أيضًا، ولابد أن تلغي فكرة كليات القمة والقاع، فلابد للربط بين احتياجات السوق والتعليم حتى لا يدب اليأس والوهن في نفوس شبابنا، وحتى لا يكن الشاب أرض خصبة للفكر المتطرف والمخدرات والانحراف وقلة الانتماء والتفكير في الهجرة غير الشرعية، وغيرها من الأفكار الهدامة.
فالشباب في دول العالم أساس التنمية، وثروة بشرية لابد من استثمارها ببلدنا الحبيب.