مع دخول العيد..هل كنت تعلم من قبل أن الأضحية لها مشاعر مثل البشر ؟!

صفوف متراصة لمجموعات من الماشية (جاموس، بقر، خراف، ماعز) تقف في سوق كرداسة، ترى في أعينها إحساس غالب بمرحلة اقتراب الذبح مع دخول أيام عيد الأضحى المبارك، يترجمه كثرة الحركة داخل السوق، أما داخل الحظيرة فيمتنع عن تناول العلف وإصدار الخوار "صوت البقر والجاموس" طوال الليل، مع كثرة الدموع في عينه، التي تزداد ليلة العيد.

رصدت عدسة "الميدان" صور الماشية وهى تصطف في سوق كرداسة الذي يقام كل يوم أثنين، منتظرين المشتري، فالتاجر يقوم بتربية الأضحية وعلفها لمدة تتراوح ما بين 6 شهور إلى سنة، ليبدأ طرحها في موسم عيد الأضحى، حسبما وصف سيد زكريا أكبر تاجر ماشية في السوق حال الماشية قبل عيد الأضحى.

مشاعر الأضحية

قال سيد زكريا، أن الماشية يغلب عليها مشاعر الحزن وفراق المكان التي تربت فيه، وهذا يكون واضحا، عندما يشتري أي مضحى ماشية، يجدها لا تأكل لديه بل يظل ينقص وزنها حتى موعد الذبح، ويرجع ذلك إلى عزله الحيوان بعيد عن القطيع الذي كان يعيش معه، وشعور الحيوان بعيد الأضحى.

وأضاف زكريا أثناء حديثه لـ "الميدان"، أن يفضل لمضحى أن يترك الذبيحة حتى ليلة العيد، وذلك حفاظا على إلا ينقص وزنها لديه، بعدما تغير مكانها والصحبة التي كانت معها، مؤكدا أن الحيوان مثل الإنسان يتأثر بأي مستجد يحدث في حياته والبيئة التي يعيش فيها.

وأكد أن الحيوان يشعر بعيد الأضحى، فتغلبه الدموع وإصدار صوت "الخوار" طوال الليل، مع كثرة الحركة والرغبة في فك القيد والهروب، فهو يكون في حالة نفسية سيئة، مشيرا إلى أنه يجب على المضحى الحفاظ على شعور الماشية قبل الذبح وعدم إظهار السكين أمامها أو ذبح ذبيحة، فذلك من تعاليم الإسلام وتوصية الرسول لنا "صلى الله عليه وسلم".

كيف أشتري أضحية

وعلى الجانب الأخر، أوضح تاجر الماشية، أن هناك بعض التعليمات التي يجب أن يرعي المضحى شراءه ، عند اختيار أضحية العيد، وهي التأكد من صغر سن الماضية عن طريق النظر إلى أسنان الماعز أو الخروف الأمامية والتأكد من سلامتها، ومن عمرها فإن كانت أربع أسنان في الفك السفلي فيكون عمرها أقل من سنة، وألا يكون بها كسور أو فواصل.

 

وحذر زكريا من الخراف التي يميل لون عينيها إلى الاحمرار، وإلا يكون ضعيف بطيء الحركة، كما يجب أن يكون شعر الخروف كثيفا وطويلا ، وأن يغطى البدن بالكامل ولا يوجد به بثور أو قروح جلدية وأن تكون قرونه طويلة، كما يجب خلو الماشية من الإفرازات التي تكون من الفم أو الأنف، والتأكد من تماسك البراز بحيث لا يكون مصابا "بالإسهال".

وأوضح أن هناك مواصفات أخرى عند شراء العجول، وهو التأكد من عدم إفراز مياه من الفم، وأن تكون العين بيضاء، وأن تكون الأسنان عريضة، والتأكد من عدم وجود حمى قلاعية أو "أوب" وهو مرض جلدي يصاب به جلد البقر.

وسائل النصب في الأسواق

وأضح زكريا أن هناك بعض وسائل النصب يمارسها التجار في الأسواق وخاصة في عيد الأضحى، وهي أعطاء الخروف كمية من المياه المملحة من أجل زيادة الوزن عند الميزان، مشيرا إلى أن إذا وجد المضحى أجسام الماشية ممتلئة بالطعام والشراب، ولكن عظام الظهر ظاهر، فأن هذا يدل على أنه سمنة كاذبة، وأن الماشية ضعيفة.

الحكومة VS الجزارين

وعلى الجانب الأخر نجد أن حركة البيع والشراء، في السوق القطاعي غلبت عليها الركود الحاد، فالحكومة نجحت هذا العام في السيطرة على سوق الماشية خلال موسم عيد الأضحى، وسحب البساط من الجزارين، فمن خلال منافذها المتعددة استطاعت السيطرة بنسبة 70% على السوق، وطرح لحوم وماشية بأسعار مخفضة، تحارب الغلاء واستغلال الجزارين لهذا الموسم.

وقال أحمد عبد المؤمن، بائع ماشية في سوق كرداسة، إن سوق الماشية هذا العام يغلب عليه الركود الحاد، وعدم وجود حركة بيع وشراء على الماشية مثل الأعوام الماضية، مشيرا إلى أن ذلك يرجع لأسباب عديدة أبرزها الحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وقلة الرواتب، فالمواطن الذي كان يذبح العام الماضي عجل، سيذبح خروف، والذي كان يشتري خروف سيشتري لحوم.

وأضاف عبد المؤمن خلال حديثة لـ "الميدان"، أن الأسعار لم تشهد ارتفاع عن العام الماضي، فهي مازالت مستقرة، ولكن القيمة الفعلية لراتب المواطنين أصبحت النصف أو الربع، أي لا تكفيه لشراء أضحية مثل العام الماضي، مشيرا إلى أن المتواجدين بالسوق هم تجار، يتداولون الماشية بين بعضهم البعض، ولكن لا يوجد مشتري.

وأكد محمد وهبة، رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، إن هناك بعض القرارات التي اتخذتها المحليات في الفترة الأخيرة أثرت على الجزارين في موسم عيد الأضحية، حيث أصدرت قرارات بمنع إقامة شوادر ومنع ذبح الأضحية في المحلات، في حين أن قطاعات الحكومة تقيم شوادر للأضحية في المحافظة.

وأضاف وهبة في تصريحات خاصة لـ "صحفية" إن موسم الأضحية هذا العام يعد الأسوأ بعد سيطرة التموين والزراعة والأوقاف على الأسواق بنسبة 70%، مؤكدا أن هناك ركودا حادا، "فعيد الأضحى لن يمر علينا هذا العام".

أسعار الماشية

وأكد سيد زكريا، بائع الماشية بالسوق، أن سعر كيلو الخروف الحي 60 جنيها، والعجل 55 جنيها، والذكر 60 جنيه، والجدي 55 جنيها، فيما تراوح سعر العجل بدون ميزان من 12 ألف جنيه حتى 25 ألاف جنيه.

وأضاف زكريا، أن الأسعار سترتفع ليلة عيد الأضحى بنسبة تتراوح ما بين 10% إلى 15%، مشيرا إلى أن ذلك هو نهاية الموسم، فقد بداية سعر العجل من 15 ألف جنيه.

وخارج سوق كرداسة .. رصدت الميدان أسعار الماشية في الشوادر الحكومية

 

وزارة التموين

طرحت وزارة التموين أكثر من 8 آلاف رأس ماشية، لتباع لحوما طازجة بسعر 85 جنيها للكيلو، و1200 طن لحوم مجمدة سعر الكيلو 45 جنيها للكيلو، و1400 طن دواجن مجمدة، و15 ألف ذبيحة خراف وبيعها ضأنا مبردا بـ90 جنيها للكيلو، و2600 خروف بلدي حيا، بسعر الكيلو 62 جنيها، لطرحها في 56 شادرا بالمحافظات، و1200 مجمع استهلاكي.

 

وزارة الزراعة

طرحت وزارة الزراعة 2775 رأسا من العجول البلدية (البقري والجاموس وأغنام الأضاحي)، بينها 1919 رأسا من عجول الجاموس والأبقار و856 رأسا من الأغنام، للبيع للمواطنين من خلال مزارعها ومحطاتها البحثية وجمعيات الإصلاح الزراعي، بسعر موحد 57 جنيهًا للكيلو القائم، استعدادًا لعيد الأضحى.

 

وزارة الأوقاف

ووقعت وزارة الأوقاف مع "التموين" بروتوكولا يشمل مبدئيا 180 طن لحوم لصكوك الأضاحي كمرحلة أولى، وتم طبع 100 ألف صك، وتبلغ قيمة الصك 1500 جنيه ومتوفرة في فروع البنك الأهلي وبنك مصر، وسيتم توفيرها في المديريات والإدارات والمساجد الكبرى، وتستهدف الأسر الأولى بالرعاية.

 

منافذ أمان

أعلنت وزارة الداخلية عن توفير لحوم الأضاحي والخراف الحية في منافذ "أمان" المنتشرة على مستوى الجمهورية وتتبع الوزارة، بأسعار مخفضة، وتنافسية للجمهور، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، حيث يبلغ عدد المنافذ 900 منفذ، منها 200 منفذ في القاهرة.

وبلغ سعر كيلو اللحوم البلدية 95 جنيها، والضاني 85 جنيها، واللحوم السوداني 42 جنيهًا للكيلو.