ماذا يبقى من أمريكا بعد ما يفعله ترامب ؟
بقلم _ طه المكاوي
أمريكا في عام ترامب الثاني: دولة جديدة تتشكل أم ديمقراطية تتفكك؟
عام واحد… يكفي لإعادة تعريف الدولة؟
من يتأمل المشهد الأمريكي في عام 2025 يكتشف أن ما يجري ليس مجرد خلاف حزبي أو صراع انتخابي، بل تحول جذري في فلسفة الحكم. فترامب، في ولايته الثانية، لم يعد يتحرك كزعيم جمهوري تقليدي، بل كقائد يسعى إلى إعادة هندسة الدولة نفسها على قواعد جديدة: الولاء، المركزية، والاشتباك المباشر مع مؤسسات القوة.
لم يعد السؤال: ماذا يفعل ترامب؟
بل أصبح: ماذا يبقى من أمريكا بعد ما يفعله ترامب؟
---
الدولة العميقة… بين المطرقة والسندان
اختار ترامب أن يخوض معركة مفتوحة مع البيروقراطية الفيدرالية التي يسميها "الدولة العميقة". لكنه لم يكتفِ بنقدها، بل بدأ في تفكيكها هيكليًا عبر تعيينات صادمة، أبرزها إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي، ثم بيت هيجسيث في الدفاع، وروبرت كينيدي جونيور في الصحة.
الرسالة كانت واضحة:
لن أحكم عبر المؤسسات… بل سأعيد تشكيل المؤسسات ذاتها.
هذا النهج أحدث شرخًا داخل واشنطن: بين من يرى أن المؤسسات تحتاج فعلاً إلى هزة، ومن يخشى من تحول الدولة إلى جهاز شخصي تابع للرئيس.
---
القرارات التنفيذية: حكم سريع… بلا حسابات سياسية
قاد ترامب موجة أوامر تنفيذية أشبه ما تكون بـ"جرافة سياسية" اقتحمت ملفات الهجرة والمناخ والتعليم.
إغلاق الحدود وإعلان طوارئ الهجرة، الانسحاب من اتفاق باريس، العفو عن مداني اقتحام الكونجرس، وتفكيك وزارة التعليم.
هذه ليست سياسات متفرقة، بل عقيدة حكم تقوم على فرض واقع جديد قبل أن يتمكن خصومه من تنظيم ردودهم.
لكن يبقى السؤال:
هل تستطيع أمة بحجم الولايات المتحدة أن تُدار بهذه الوتيرة الصدامية؟
---
الاقتصاد… عندما يتحول البلد إلى معمل تجارب
اقتصاديًا، لعب ترامب بالنار والمستقبل في وقت واحد.
فرض رسومًا تؤدي إلى تضخم، وقيودًا تقلص العمالة، لكنه في المقابل أطلق أكبر مشروع للتحول الرقمي المالي: احتياطي البيتكوين، و"الحرية للعملات المشفرة".
يختلف المحللون بين من يراه مبتكرًا شرسًا، ومن يراه مقامرًا سياسيًا يختبر اقتصادًا عالميًا لا يملك رفاهية المخاطرة.
---
البنتاجون في قلب العاصفة
الصدام مع الجيش لم يكن مجرد خلاف إداري؛ كان صراعًا على تعريف القوة داخل الدولة.
إقالة 15 جنرالًا، نشر الجيش في المدن، واستخدام قانون يعود لعام 1798 لترحيل المهاجرين.
خطوات تكشف أن ترامب يرى الأمن "مجالًا للولاء"، لا ساحةً للخلاف.
---
رد الفعل الشعبي: بداية الارتداد
انتخابات نوفمبر 2025 شكّلت أول جرس إنذار حقيقي. فوز الديمقراطيين في ولايات رئيسية، وصعود زهران ممداني كأول مسلم يقود نيويورك، مثل استفتاءً شعبيًا ضد سياسة الصدام.
---
خاتمة: إلى أين تتجه أمريكا؟
بين من يرى في عام ترامب الثاني محاولة إعادة بناء جذرية للدولة، ومن يراه عملية تفكيك للديمقراطية الأمريكية، تبقى الحقيقة أن الولايات المتحدة دخلت مرحلة ليست ككل ما سبق.
فهل نرى دولة جديدة تتشكل؟
أم نتجه نحو ديمقراطية في طور الانهيار؟
---






















العدد الجديد من جريدة الميدان «1027»
العدد الجديد من جريدة الميدان «1022»
غدًا العدد الجديد من «جريدة الميدان» في الأسواق
العدد الجديد من جريدة الميدان «983»
الكاتب الصحفي سيد دويدار ينعى والدة آل السيسي
الميدان تنعى ببالغ الحزن الحاج نور أبوسمرة المعداوي وتتقدم بخالص العزاء لأسرة...
الميدان ينعي ببالغ الحزن عائلتي مرجان وأبو غانم في وفاة والده الأستاذ...
بالتفاصيل...طعن على الانتخابات البرلمانيه ٢٠٢٥ امام المحكمه الادارية العليا