الأحد 23 نوفمبر 2025 11:00 مـ 2 جمادى آخر 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    آراء وكتاب

    الكاتب الصحفي أحمد صلاح

    أحمد صلاح يكتب: الحد الأدنى للأجور.. البيضة ولا الفرخة

    رفع الأجور واجب وضرورة… لكن السياسة الاقتصادية التي لا ترى الفوارق بين المؤسسات تُشبه الطبيب الذي يعطي نفس الدواء لكل المرضى؛ ربما ينفع البعض، لكنه بالتأكيد سيقتل آخرين. فحماية العمال لا تبدأ بفرض أعباء إضافية على أصحاب المشروعات، بل تبدأ بإنقاذ المؤسسات الصغيرة التي تشكل عصب الاقتصاد الحقيقي، والتي إذا انهارت ضاع معها آلاف الأسر.

    وهنا تظهر المفارقة الكبرى التي تشبه السؤال القديم المتجدد: البيضة ولا الفرخة… من يسبق؟ ومن الأهم؟
    هل الأهم حماية العامل ورفع دخله؟
    أم حماية صاحب المشروع ليستمر ويوفر العمل؟
    الحقيقة أن كل طرف هو سبب في وجود الآخر.
    العامل يحتاج لوجود مشروع قوي ليعمل داخله، وصاحب المشروع يحتاج للعامل ليستمر.
    فإذا انهار أحدهما انهار الثاني فورًا؛ تمامًا كمعادلة لا يمكن فصل طرفيها عن بعض.

    القضية ليست في مبدأ تحسين دخول العاملين، فهذا مطلب إنساني لا يختلف عليه أحد. المشكلة تبدأ عندما يُفرض حد أدنى موحد وكأنه يناسب جميع الأنشطة بغض النظر عن حجم المؤسسة أو قدرتها الفعلية على الالتزام. هكذا تختلط النوايا الطيبة بواقع اقتصادي لا يرحم، ويبدأ الضغط الأكبر على الورش الصغيرة والمحال العائلية والمشروعات الناشئة والجمعيات والمؤسسات غير الهادفة للربح.

    المؤسسات الكبيرة تستطيع تحمل التكاليف، لكن أصحاب الأنشطة الصغيرة يعملون في هامش ضيق بين البقاء والانهيار. ومع ذلك، تُعامل هذه المؤسسات الصغيرة كما لو كانت كيانات ضخمة متربحة، فتُفرض عليها نفس الالتزامات دون أي تفرقة أو مراعاة للفروق الجوهرية.

    وتتضح الصورة أكثر عندما نتخيل العامل نفسه وهو يحاول الاستقلال وفتح محل بقالة صغير يحتاج للعمل لساعات طويلة. فيبحث عن شخص يساعده، ثم يكتشف أنه لا يستطيع دفع الحد الأدنى للراتب. هنا يدرك أن القرار الذي كان يعتبره حماية له عندما كان عاملًا أصبح عائقًا أمامه عندما أصبح صاحب مشروع ناشئ.
    وهكذا يعود سؤال البيضة والفرخة مرة أخرى: من يخدم من؟ ومن يجب أن يُدعم أولًا؟

    هذه المفارقة ليست جديدة على اقتصادنا، فقد ظهرت من قبل في تجربة قانون الإصلاح الزراعي. كانت الفكرة نبيلة وتهدف إلى العدالة الاجتماعية ومنح الفلاحين حقهم. لكن تقسيم الأراضي إلى مساحات صغيرة ثم تفتتها عبر الوراثة، ثم بناء مساكن عليها، انتهى بكارثة زراعية وفقدان جزء كبير من الرقعة الخضراء.
    هنا أيضًا كانت النية طيبة… لكن تجاهل الواقع أنتج نتائج معاكسة تمامًا للهدف الأصلي.

    اليوم يتكرر المشهد بصيغة مختلفة.
    قرارات الأجور تهدف لحماية العامل، لكنها قد تؤدي إلى إغلاق المشروعات الصغيرة أو تقليل العمالة أو اللجوء للاقتصاد غير الرسمي.
    وبذلك يفقد العامل مصدر دخله كله بدل أن يتحسن.

    نحن بحاجة إلى تشريعات مرنة تعترف أن البيضة والفرخة عنصران أساسيان لا يمكن التضحية بأحدهما لصالح الآخر.
    نحتاج قرارات تراعي الفروق بين المؤسسات، تمنح فترات انتقالية، تضع استثناءات للكيانات غير الربحية، وتسمح بالتدرج بدل الصدمة.
    الإصلاح الحقيقي لا يكون بقرارات جامدة، بل برؤية ترى كل أطراف المعادلة بوضوح وعدل.

    إنقاذ العمال يبدأ بإنقاذ المؤسسات الصغيرة… وإذا أغلقنا بابًا بحجة حماية طرف، سنجد أننا أغلقنا معه فرصة حياة كاملة للطرف الآخر.

    وفي النهاية…
    لقد ترددت كثيرًا في كتابة هذه الكلمات، وكلما هممت بكتابتها توقفت لأنني أرى نفسي مدافعًا دائمًا عن حقوق العمال. لكني أدركت أن المصلحة العامة تفرض عليّ أن أكون منصفًا ومحايدًا، وأن أقول الحقيقة كما هي… حتى لو خالفت مشاعري أو كلَّفتني بعض الخسائر.
    فالعدل لا يتحقق بالانحياز لطرف، بل بالنظر إلى الصورة كاملة، بما يحمي العامل… ويحمي أيضًا المشروع الذي يعيش منه العامل.

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    الأحد 11:00 مـ
    2 جمادى آخر 1447 هـ 23 نوفمبر 2025 م
    مصر
    الفجر 04:56
    الشروق 06:27
    الظهر 11:41
    العصر 14:36
    المغرب 16:56
    العشاء 18:17