اللواء حسن شريف يكشف: ”معركة الأسلحة المشتركة” السر وراء عبور أكتوبر العظيم
أكد اللواء حسن شريف، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، أن الانتصار الساحق في حرب أكتوبر 1973 لم يكن وليد القوة العسكرية وحدها، بل نتاج خطة خداع استراتيجي محكمة على كافة المستويات، تهدف إلى تحقيق المفاجأة الكاملة للعدو.
وكشف "شريف"، خلال لقائه مع الإعلامي أشرف محمود، ببرنامج "الكنز"، المذاع على قناة "الحدث اليوم"، عن المكونات الرئيسية لهذه الخطة التي استهدفت ترويج اعتقاد بشيء غير حقيقي، وتنوعت بين الدعاية (البروباغاندا) والإلهاء والتمويه، موضحًا أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات لعب دورًا محوريًا في خطة الخداع، مستغلاً قدرته الشخصية والسياسية على إخفاء النوايا، وكان الرئيس السادات يمتلك موهبة إخفاء نواياه العسكرية الكبرى، فما يظهر على وجهه كان عكس ما يبيت في داخله، وقام السادات بترتيب لقاء سياسي رفيع المستوى يوم 6 أكتوبر، حيث كان من المقرر أن يجتمع وزير الخارجية الأمريكي مع نظيره المصري لدراسة مبادرة للسلام، وهذا الترتيب أبعد فكرة الحرب تمامًا عن الأذهان دوليًا وإسرائيليًا.
وأوضح أن السادات لسنوات دأب منذ عام 1971 على التحدث عن عامل الحسم دون أن يُقدم على عمل عسكري، مما أصاب القيادة الإسرائيلية بالاسترخاء وعدم الاهتمام، ظنًا منها أنه مجرد كلام، واختيار شهر رمضان، الذي يُستبعد فيه شن حرب من قبل الدول العربية، زاد من عنصر المفاجأة، فضلا عن استخدام القوات المسلحة تكتيكات إلهاء وتمويه متقدمة لخفض درجات استعداد العدو على خط بارليف والساتر الترابي، وكانت القوات المصرية تُحرك وحدات عسكرية من مواقعها إلى أماكن أخرى، وعندما ترصدها أبراج المراقبة الإسرائيلية، كانت تل أبيب ترفع درجات الاستعداد وتستدعي الاحتياط، وبعد أسابيع، كانت هذه القوات تُعاد إلى مكانها دون حدوث أي شيء، مما تسبب في إرهاق واستنزاف للاحتياط الإسرائيلي.
ولفت إلى أنه تم استحداث فرقة "الكسالة"، وهي مجموعة من الجنود يظهرون كل صباح بالزي المدني وهم يلعبون كرة القدم، أو يجلسون على الجبل "يمصون القصب"، وكانت هذه المشاهد تُنقل لأبراج المراقبة لتوصيل رسالة الاسترخاء التام وعدم النية للحرب، فضلا عن الدعاية الإعلامية المُضللة، وتم نشر أخبار في وسائل الإعلام عن فتح باب السفر لأداء الحج والعمرة للقادة العسكريين، مما رسخ الاعتقاد بأن القيادات لن تخوض حربًا في هذه الفترة، واعتمدت الخطة على الدقة والسرية المطلقة في توقيت الصفر، وتم اختيار توقيت الهجوم (الساعة 2 ظهراً) عمداً، وهو توقيت غير مسبوق في الحروب العالمية، ويُعد وقتًا غير متوقع للاقتحام.
ونوه بأنه لم يتم إبلاغ القادة على الحدود بتوقيت الهجوم الدقيق إلا قبل لحظات بسيطة جداً من العبور، وتم استخدام المراسلين (الذين يحملون الأوامر شفوياً أو بالجواب) بدلاً من الأجهزة اللاسلكية في اللحظات الحاسمة، لتجنب الرصد، وعند استخدام الاتصالات اللاسلكية خلال الحرب، تم اللجوء إلى اللغة النوبية كلغة شفرة مبهمة لم تتمكن إسرائيل من فك رموزها.
أكد اللواء حسن شريف، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، أن نجاح عملية العبور لم يكن ليتحقق لولا التخطيط المتقن لتنفيذ معركة الأسلحة المشتركة الشاملة، التي شملت كافة فروع القوات المسلحة.
ووصف "شريف"، خلال لقائه مع الإعلامي أشرف محمود، ببرنامج "الكنز"، المذاع على قناة "الحدث اليوم"، عملية العبور بأنها كانت حربًا شاملة ضمت المدرعات، المشاة، المدفعية، القوات الجوية، القوات البحرية، والحرب الإلكترونية، مشددًا على أن كافة هذه الأسلحة تدربت مرارًا وتكرارًا على تنفيذ خطة العبور في منطقة "الخطبة"، التي تحاكي مجرى قناة السويس.
وأوضح أن عملية الاقتحام والعبور بدأت في توقيت متفق عليه سرًا من القيادة العامة (الساعة الثانية ظهراً) بضربة نارية ضخمة ومركزة، حيث انطلقت أكثر من 2000 مدفع ثقيل لقذف خط بارليف، بهدف تليين الدفاعات الصعبة للعدو، وفي التوقيت نفسه ضربت القوات الجوية الاحتياطات الإسرائيلية الموجودة في عمق سيناء، إضافة إلى قصف المطارات الرئيسية مثل مطاري المليز والعريش، وكان الهدف من هذا "التليين" هو إجبار القوات الإسرائيلية على البقاء داخل النقاط الحصينة لخط بارليف تحت وطأة النيران الضخمة، مما يسهل عملية الاقتحام البري،
ومع انطلاق العبور وإزالة الموانع تحت ساتر النيران الكثيفة، بدأت مراحل العبور والاقتحام المتتابعة، وبدأ الجنود بالعبور باستخدام القوارب المطاطية، حاملين أسلحتهم الخفيفة، وبالتزامن، بدأ المهندسون العسكريون دورهم الحاسم باستخدام طلمبات المياه القوية التي تم استيرادها تحت غطاء أنها مخصصة لأغراض الزراعة، لكنها كانت معدة خصيصاً لفتح الثغرات في الساتر الترابي.
وأكد على أن هذه العملية نُفذت بدقة متناهية، وكانت سببًا رئيسيًا في نجاح العبور، الذي اعتُبر مستحيلاً نظراً لتحصينات خط بارليف التي قيل إنها تحتاج لقنبلة ذرية لا
ختراقها.




















العدد الجديد من جريدة الميدان «1027»
العدد الجديد من جريدة الميدان «1022»
غدًا العدد الجديد من «جريدة الميدان» في الأسواق
العدد الجديد من جريدة الميدان «983»
أسرة تحرير جريدة الميدان تهنئ الكاتب الصحفي وجدي صابر بزفاف نجله أدهم
الميدان تهنئ الحاج سعيد غانم وعائلته بمناسبة حفل زفاف نجله الأستاذ سعد...
رجل الأعمال عاطف رمضان يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بافتتاح المتحف المصري...
السفير التركي ينعي نجل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد