خالد مصطفى يكتب: يفتح قلبه ويكتب تعالى نفتكر أيام زمان
تعالى نرجع شوية لزمن كان أبسط وأدفى
من حكاية الراديو وقت المغرب لما كانت البيوت تسكت فجأة علشان تسمع نشرة الأخبار أو مسلسل إذاعي وصوت المذيع يملأ البيت هيبة وطمأنينة وكل العيلة قاعدة حوالين الراديو كأنه فرد منهم لمّة الجيران باب البيت المفتوح والستات تتبادل الأطباق وريحة الأكل تملى الشارع لو طفل غاب تلاقي الحارة كلها بتدور عليه كأنه ابنهم تعالى نرجع لأيام رمضان زمان مدفع الإفطار وفانوس الشمعة والمسحراتي اللي ينادي بالأسماء اصحى يا نايم وحد الدايم والفرحة كانت أكبر من أي زينة تعالى نفتكر السينما الأبيض والأسود التذكرة الرخيصة ومروحة في السقف وتصفيق حار لما البطل ينتصر في الآخر وأغاني عبد الحليم أو أم كلثوم خارجة معانا لحد البيت تعالى نفتكر المدرسة أيام زمان كشكول واحد وقلم رصاص وهيبة المدرس وجرس الفسحة اللي كان أسعد صوت
في اليوم زمن يمكن ما كانش كامل بس كان قريب من القلب كنا بنعيش في زمن لم تكن فيه الساعات تُقاس بالدقائق كان النهار يبدأ بصوت بائع اللبن وينتهي بدعاء أم تُطفئ النور وتترك باب القلب مفتوحاً
كان الفرح بسيطاً كرة من قماش ضحكة صافية وكوب شاي يُشرب على مهل وكأن الوقت صديق لا يهرب البيوت كانت تعرف أسماء ساكنيها والشوارع تحفظ خطوات الأطفال إذا بكى طفل بكت الحارة معه وإذا ضحك ضحكت جميع النوافذ كان الحب يُقال خجلاً نظرة من الشباك رسالة تُخبأ في كتاب وقلب ينتظر بلا استعجال الأمهات كنّ يدعين أكثر مما يشتكين والآباء يتعبون بصمت والقليل كان كثيراً والكثير لم يكن مطلباً في ذلك الزمن لم نكن نملك كل شيء لكننا كنا نملك أنفسنا وننام وقلوبنا خفيفة نثق أن الغد لأنه سيشبه اليوم وسيكون بخير كان الزمن يمشي بهدووووء كشيخ طيب يتكئ على عصاه لا يركض
ولا يدفع أحداً وكان القلب يسع يوماً كاملاً بلا تعب
و في الصباح كانت الشمس تدخل البيوت بلا استئذان توقظ الأمهات قبل المنبه وتغسل الوجوه بنور صادق رائحة الخبز كانت أصدق من أي وعد
وصوت الأذان كان طريق الرجوع إلى النفس الأب يعود متعباً لكن التعب لم يكن عيباً كان وساماً صامتاً على الجبين يجلس يشرب شايه ببطء وكأن العالم كله يمكن أن ينتظر حتى ينتهي من تلك الرشفة و كانت الأم وطناً صغيراً تخيط القميص وتخيط معه الطمأنينة تعرف وجعك قبل أن تنطق وتبتسم كي
لا يخاف الغد أما الأطفال لم يكونوا يعرفون معنى الوحدة و الشارع كان أماً ثانية والغروب إشارة للعودة فلا خوف من العالم لأن العالم كان يعرف أسماءهم
و الحب لم يكن صاخباً بل كان يعيش في الصبر في الانتظار الطويل في يد تُمسك يداً كأنها تقول أنا هنا ولن أرحل لم يكن كل شيء مثالياً لكن القلوب كانت أنقى والكلام أقل والمعنى كان أكثر ذلك الزمن لم يمت هو فقط يسكن فينا حين نشتاق بلا سبب ونبتسم بحزن جميل ونقول في سرنا يا ليت الأيام تعود كما كانت




















العدد الجديد من جريدة الميدان «1027»
العدد الجديد من جريدة الميدان «1022»
غدًا العدد الجديد من «جريدة الميدان» في الأسواق
العدد الجديد من جريدة الميدان «983»
مأدبة غداء بحضور جورج قرداحى و رئيس اليمن الاسبق على ضفاف النيل
المستشار ربيعي حمدي والكاتب الصحفي محمود أبو السعود يهنئان الدكتور محمد عبد...
الكاتب الصحفي سيد دويدار ينعى والدة آل السيسي
الميدان تنعى ببالغ الحزن الحاج نور أبوسمرة المعداوي وتتقدم بخالص العزاء لأسرة...