«عظيمات مصر».. حين تتحول تمكين المرأة من خطاب إلى مشروع دولة
بقلم _ طه المكاوي
هناك لحظات فارقة في تاريخ المجتمعات؛ لحظات لا تُقاس بما يُقال فيها، بل بما تؤسس له من تغيير وما تفتحه من آفاق. وإطلاق مؤسسة «عظيمات مصر» يأتي كإحدى هذه اللحظات التي تؤشر إلى أن تمكين المرأة في مصر لم يعد مجرد شعارات رنانة أو برامج موسمية، بل تحول إلى بنية مؤسسية ورؤية استراتيجية تتسق مع مشروع الدولة في بناء الجمهورية الجديدة.
على مدار عقود طويلة، طُرحت ملفات المرأة على طاولة النقاش العام، لكن الأهم اليوم أن تتحول هذه الطاولة إلى منصات فاعلة وبرامج تنفيذية ومؤسسات تمتلك القدرة على التدريب والتأثير وبناء جيل من القيادات النسائية القادرات على قيادة العمل العام وصناعة القرار.
المرأة.. من الهامش إلى مركز صناعة المستقبل
ما تشهده مصر اليوم هو انتقال تدريجي من مرحلة التمثيل الرمزي للمرأة إلى مرحلة التمكين المنتج. المرأة لم تعد صوتًا يُستحضر في المناسبات الوطنية، بل أصبحت ركيزة حقيقية في الإدارة العامة، الاقتصاد الاجتماعي، مقاومة الفقر، المبادرات التنموية، والعمل البرلماني.
مؤسسة «عظيمات مصر» ليست كيانًا إضافيًا في قائمة المنظمات، بل استجابة لضرورة تاريخية؛ ضرورة أن تمتلك المرأة أدوات إنتاج القوة الناعمة والخشنة معًا، وأن تنتقل من دور المتلقي للدعم إلى صانعة للوعي وشريكة في صناعة النهضة.
قراءة في التوقيت والرسالة
يأتي إطلاق المؤسسة في لحظة دقيقة تشهد فيها مصر إعادة هندسة منظومة التنمية الاجتماعية، وبناء الإنسان كركيزة أساسية للتقدم. وفي هذا السياق، يبرز دور المرأة بصفتها قلب المجتمع ومحركه القيمي والتربوي والاقتصادي.
ويضاف إلى ذلك أن دعم القيادة السياسية للمرأة لم يكن يومًا خطوة تجميلية، بل توجه دولة يدرك أن المجتمعات القوية لا تُبنى بنصف قدراتها البشرية.
نموذج "الحلة".. الدليل قبل الكلام
حين تتحول قرية مهمشة في جنوب مصر إلى قرية بلا أمية ولا أمراض متوطنة وصديقة للبيئة، فهذه ليست صدفة ولا زينة إعلامية. إنها تجربة تثبت أن العمل المجتمعي الذي تُديره عقول واعية وإرادة حقيقية قادر على تغيير الواقع.. لا وصفه فقط.
إن مبادرة "أمل مصر" هي برهان عملي على أن تمكين المرأة ليس فكرة، بل مشروع إصلاح اجتماعي واقتصادي شامل.
لماذا نحتاج "عظيمات مصر" اليوم؟
لأننا نعيش زمنًا لا يُمنح فيه المستقبل لمن ينتظر، بل لمن يصنع ويخطط ويثق بقدراته.
ولأن المرأة لم تعد تطرق باب المجال العام، بل تحمل مفاتيحه.
ولأن بناء أجيال جديدة من النساء القادرات على القيادة ليس رفاهية فكرية، بل ضرورة أمن قومي إنساني ومجتمعي.
كلمة أخيرة
ربما أجمل ما في مشهد إطلاق المؤسسة هو أنه يحرّك المياه الراكدة ويمنح ملف تمكين المرأة روحًا جديدة، قائمة على الفعل لا الكلام، وعلى المؤسسات لا المبادرات الفردية.
نحن أمام خطوة تعزز البناء الهادئ والممنهج لقيادة نسائية أكثر وعيًا وعمقًا، وتعيد تعريف المرأة ليس كرقم في مشهد، بل كـصانعة للمشهد ذاته.
الجمهورية الجديدة لن تُبنى إلا بعقول نسائها، عزيمتهن، وإصرارهن على أن يكنّ جزءًا من الحاضر.. وشريكات في صناعة المستقبل.
































العدد الجديد من جريدة الميدان «1027»
العدد الجديد من جريدة الميدان «1022»
غدًا العدد الجديد من «جريدة الميدان» في الأسواق
العدد الجديد من جريدة الميدان «983»
أسرة تحرير جريدة الميدان تهنئ الكاتب الصحفي وجدي صابر بزفاف نجله أدهم
الميدان تهنئ الحاج سعيد غانم وعائلته بمناسبة حفل زفاف نجله الأستاذ سعد...
رجل الأعمال عاطف رمضان يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بافتتاح المتحف المصري...
السفير التركي ينعي نجل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد