جولة تثقيفية داخل قلعة قايتباي برشيد بحضور مدير أوقاف البحيرة وقيادات الدعوة

في أجواء مليئة بالروح الوطنية والاهتمام بتاريخ مصر العريق، نُظمت جولة تثقيفية مميزة داخل قلعة قايتباي الأثرية بمدينة رشيد، شارك فيها نخبة من قيادات الأوقاف، وعدد من الأطفال والناشئة، في إطار سعيهم لاكتساب المعرفة بتاريخ بلادهم والتعرف على معالمها الأثرية التي تروي مجد الأجداد وعظمة الحضارة المصرية.

حضر الجولة الدكتور سامي العسالة مدير مديرية أوقاف البحيرة، وفضيلة الشيخ عبد المجيد الشورة مدير إدارة أوقاف رشيد، حيث كان في استقبالهم فضيلة الشيخ أحمد عليبة إمام مسجد الكردي، والحاج عيد الهشة، اللذان رحّبا بالضيوف ورافقوهم في جولة داخل أروقة القلعة التي تُعد من أبرز الحصون التاريخية على شاطئ البحر المتوسط.

وخلال الجولة، قدّم المنظمون شرحًا مبسطًا للأطفال عن تاريخ قلعة قايتباي، وأهميتها في الدفاع عن مصر أثناء العصور المختلفة، حيث تم بناؤها في القرن الخامس عشر على يد السلطان الأشرف قايتباي، لتكون حصنًا منيعًا يحمي البلاد من الغزوات البحرية.

كما تم التطرق إلى قصة حجر رشيد الذي اكتُشف بالقرب من القلعة، ودوره التاريخي الكبير في فك رموز اللغة المصرية القديمة، وهو ما فتح للعالم باب المعرفة بالحضارة الفرعونية الخالدة.

وأكد الدكتور سامي العسالة خلال الجولة أن هذه الزيارات الميدانية تأتي في إطار الدور التوعوي والثقافي الذي توليه وزارة الأوقاف اهتمامًا كبيرًا، من خلال دعم الأنشطة التي تربط الأجيال الناشئة بهويتهم وتاريخهم، وتغرس فيهم قيم الانتماء وحب الوطن، مشيرًا إلى أن فهم التاريخ هو أساس بناء الشخصية الواعية القادرة على المساهمة في نهضة المجتمع.

كما أشاد الشيخ عبد المجيد الشورة مدير أوقاف رشيد بحسن التنظيم وحفاوة الاستقبال، مثمنًا الجهود التي بُذلت في إعداد هذه الجولة الثرية بالمعلومات، مؤكدًا أن محافظة البحيرة، ولاسيما مدينة رشيد، تزخر بالكنوز الأثرية التي يجب تعريف الأجيال الجديدة بها، حتى يدركوا قيمة أرضهم وما تحمله من شواهد تاريخية عظيمة.

من جانبه، عبّر الشيخ أحمد عليبة عن سعادته بهذه الزيارة التي جمعت بين الدعوة والعلم والتاريخ، موضحًا أن مثل هذه اللقاءات تُسهم في رفع الوعي الثقافي والديني لدى الشباب، وتؤكد أن رسالة الأوقاف لا تقتصر على المنابر فقط، بل تمتد لبناء الفكر المستنير والهوية الوطنية.

وفي ختام الجولة، أعرب الأطفال المشاركون عن سعادتهم بما شاهدوه وتعلموه داخل القلعة، حيث التقطوا الصور التذكارية وسط جدرانها التاريخية التي تحمل عبق الماضي، مؤكدين أن اليوم كان مليئًا بالفائدة والمعرفة والجمال.

يوم سيبقى في الذاكرة، جمع بين عبق التاريخ ونور العلم وروح الانتماء للوطن.