نساء أبوقمرة يقفن في وجه الموت ويكتبن فصلًا جديدًا من معركة الكرامة


شهدت منطقة أبوقمرة الواقعة في جنوب دارفور مشهدًا غير مسبوق، حيث نهضت نساؤها بشجاعة استثنائية، حامِلات السلاح للدفاع عن قراهن وممتلكاتهن في مواجهة هجمات ميليشيات الدعم السريع.
تقع أبوقمرة على طريق يربط بين عدة مناطق استراتيجية في جنوب دارفور، وهي منطقة خالية من أي تواجد عسكري رسمي، ما يجعلها نقطة محورية في حماية المدنيين والحفاظ على استقرار المنطقة.
مقاتلات أبوقمرة
تعرضت أبوقمرة مؤخرًا لهجمات متكررة من مليشيا الدعم السريع، التي نهبت الممتلكات وهددت المدنيين الآمنين، في محاولة لتحويل الصراع إلى نزاع قبلي. إلا أن أبناء المنطقة وأحرارها رفضوا الانجرار وراء هذا المخطط، وأثبتوا، برفقة نسائها البطلات، أن دارفور لا تهزم وأن الحق مهما غاب سيعود بصوت الشجاعة والإصرار.
برزت النساء في أبوقمرة كركيزة أساسية في الدفاع عن الأرض والكرامة، حيث شاركن في حماية أسرهن ومجتمعاتهن، مؤكدات أن المرأة ليست هامشًا في معركة الوطن بل قلبه النابض وضميره الحي. ولعبت الأم في أبوقمرة دورًا مزدوجًا، إذ قامت بتربية جيل يعرف الصمود ويملك الإرادة للتصدي للهجمات، متجاوزة بذلك الصورة التقليدية للمرأة في مناطق النزاع.
مقاتلات أبوقمرة
وقال مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور في تصريحات خاصة: “ما شاهدناه اليوم في أبوقمرة رسالة واضحة لكل من يريد تحويل الصراع إلى نزاع قبلي؛ أبناؤنا وبناتنا أثبتوا أن الدفاع عن الأرض والكرامة لا يقتصر على الرجال، وأن المشاركة النسائية في حماية المجتمع هي جزء من إرادة شعبية صلبة لا يمكن كسرها”.
وأضاف مناوي: “إن بطولات نساء أبوقمرة مثال يحتذى به لكل مناطق دارفور، ويمثل تحذيرًا لكل الجماعات المسلحة أن محاولاتهم لزرع الفتنة لن تنجح، وأن شعب دارفور متحد في مواجهة أي تهديد يطال أراضيه وأهله”.
مقاتلات أبوقمرة
وتأتي هذه البطولات في سياق استمرار محاولات مليشيا الدعم السريع لفرض سيطرتها على مناطق استراتيجية في جنوب دارفور، بما فيها أبوقمرة، التي تعتبر مفصلًا حيويًا في معركة الكرامة والحفاظ على استقرار الإقليم، خصوصًا مع قربها من طرق إمداد رئيسية تربط بين القرى والمراكز الحيوية في الولاية.
وتؤكد مصادر محلية أن صمود نساء أبوقمرة وجرأة أبناءها يبعث رسالة قوية لكل الجماعات المسلحة بأن الهوية الدارفورية ومبدأ الدفاع عن الأرض سيظلان حجر الأساس لأي سلام حقيقي ومستدام في المنطقة، وأن أي محاولة لزعزعة هذا التوازن ستصطدم بإرادة شعبية متماسكة وجاهزة للتصدي لكل اعتداء.
أقرأ أيضًا: