عبد السلام العوامي: مصر صاغت السلام بقوة المبدأ وحكمة الدبلوماسية


قال الشيخ عبد السلام الزارف العوامي، رئيس الهيئة الدولية لاتحاد القبائل العربية بالمجلس الأعلى للاقتصاد العربي الإفريقي، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة السلام بشرم الشيخ تُمثل درة الخطاب السياسي والقيادي في الأزمات، موضحًا أن خطاب الرئيس السيسي يستحق إشادة بالغة لا تقتصر على محتوى الكلمات، بل تتعداه إلى الرؤية الاستراتيجية والإرادة الدبلوماسية التي تقف خلفها.
وأضاف “العوامي”، أن خطاب الرئيس السيسي هو وثيقة قيادة شاملة تستحق إشادة قوية، موضحًا أن الرئيس السيسي ارتفع بالنقاش من كونه أزمة إقليمية إلى مستوى مسؤولية إنسانية عالمية، فقوله إن اتفاق غزة سيغلق صفحة أليمة في تاريخ البشرية هو اعتراف عميق بمدى المعاناة، وتأكيد على أن الهدف ليس مجرد هدنة، بل إنهاء حقبة مُظلمة، وتوصيف القمة بأنها لحظة تاريخية فارقة يُلهم القادة ليتحملوا مسؤوليتهم أمام التاريخ، ويُرسخ مصر كصانع للتاريخ ومحور للتغيير الإيجابي.
وأوضح أنه في عالم مُتقلب، قدم الرئيس السيسي رسالة ثبات لا يلين بقوله أن السلام سيظل خيار مصر الاستراتيجي، وهذا التعهد يُرسخ الثقة الدولية في الدور المصري كمرتكز للاستقرار، والأهم هو الإصرار على العدالة؛ حيث أكد الرئيس السيسي أن الشعب الفلسطيني له الحق في تقرير مصيره، وهذه الجملة هي أساس السلام الدائم، وتؤكد أن رؤية مصر تتجاوز التسوية المؤقتة إلى حل يقوم على الحق والكرامة.
ولفت إلى أن خطاب الرئيس السيسي أظهر براعة استثنائية في استخدام كل أدوات التأثير، موضحًا أن دعوته للرئيس ترامب للانضمام إلى قادة العالم الداعين إلى السلام، ثم تتويجه بـإهداء قلادة النيل، هي لفتة عبقرية؛ تُكرس الدور الأمريكي كمُحفز أساسي للسلام وتزيد من الزخم الدولي لدعم الاتفاق، وتضع مصر في موقع القوة التي تُقدر وتُوجه الشراكات الاستراتيجية، علاوة على أن إدراكه أن السلام لا تصنعه الحكومات وحدها بل تبنيه الشعوب وتحويل هذا المبدأ إلى عمل من خلال توجيه رسالة مباشرة للشعب الإسرائيلي "مدوا أيديكم بالسلام العادل"، يُعد قمة في الشجاعة وبُعد النظر، وهذه رسالة لبناء بنية تحتية للتعايش المستدام.
وأكد أن هذا الخطاب هو خارطة طريق مُلهمة تؤكد أن مصر لم تستضف السلام فحسب، بل صاغته بقوة المبدأ وحكمة الدبلوماسية، لتفتح أمامنا جميعًا فرصة للوصول إلى شرق أوسط تنعم فيه جميع الشعوب بالسلام.