رحيل الدكتور أحمد عمر هاشم.. العالم الأزهري الذي علّم الأمة الوسطية والرحمة


ودّعت مصر والعالم الإسلامي العالم الجليل الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وأحد أبرز علماء الحديث والدعوة، الذي رحل بعد رحلة حافلة بالعطاء العلمي والفكري والدعوي امتدت لأكثر من ستة عقود، جمع خلالها بين العلم والخلق، وبين الدعوة والاعتدال.
النشأة
وُلد الدكتور أحمد عمر هاشم في السادس من فبراير عام 1941 بقرية بني عامر بمحافظة الشرقية، ونشأ في بيئة أزهرية محبة للعلم والدين. حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة، وبرز نبوغه المبكر فشدّ الرحال إلى الأزهر الشريف ليواصل دراسته في كلية أصول الدين، حيث حصل على الليسانس عام 1961.
منذ سنوات دراسته الأولى، تميّز بحب السنة النبوية وعلوم الحديث، فاختار أن يتخصص فيها، ليكرّس حياته لاحقًا لخدمة هذا العلم الشريف.
بعد تخرجه، عُيِّن معيدًا في قسم الحديث بكلية أصول الدين، وتدرج في الدرجات العلمية حتى حصل على الماجستير ثم الدكتوراه في الحديث وعلومه.
استمر في عطائه الأكاديمي حتى أصبح أستاذًا، ثم عميدًا لكلية أصول الدين بالزقازيق، قبل أن يتولى رئاسة جامعة الأزهر عام 1995، في مرحلة شهدت تطورًا في التعليم الأزهري وانتشار فروع الجامعة داخل مصر وخارجها.
اقرأ أيضاً
وصول جثمان العالم الجليل الدكتور أحمد عمر هاشم إلى الجامع الأزهر لإقامة صلاة الجنازة عقب صلاة الظهر
مفتي الجمهورية ينعى العالم الجليل الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء
”الشبراوي” ينعي العالم الجليل الدكتور أحمد عمر هاشم
شيخ الأزهر ينعى العالم الجليل الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر
مدبولي يؤدي صلاة الجنازة على الدكتور علي المصيلحي بمسجد الشرطة
صلاة الجنازة على زوج نشوى مصطفى فى مسجد حسن الشربتلى بالتجمع
تشييع جثمان طالب غرق داخل حمام سباحة جامعة المنوفية
صلاة الجنازة على نبيل العربي في مسجد قرية الدبلوماسيين بالساحل الشمالي
الأوقاف تعلن قرارًا جديدًا بمنع تصوير الجنازات
ما حكم انفراد النساء بصلاة الجنازة جماعة ؟.. الإفتاء توضح
المئات يؤدون صلاة الجنازة على وزير الصحة الأسبق بمسجد الشرطة بحضور رئيس الوزراء
الحجار : الإسلام علمنا مراعاة شعور الآخرين حتى الحيوانات
كان الدكتور أحمد عمر هاشم من العلماء الذين جمعوا بين التعليم والإدارة، فعمل على دعم البحث العلمي، وتوسيع دائرة التواصل بين الأزهر والمجتمع، مؤمنًا بأن رسالة الأزهر لا تقف عند حدود الجامعة، بل تمتد إلى كل بيت في مصر والعالم الإسلامي.
عالم الحديث
كرّس الراحل حياته لخدمة السنة النبوية، وكان من أبرز المتخصصين في هذا المجال في العالم العربي.
أصدر عشرات الكتب التي تناولت الحديث وعلومه، وقضايا الشباب، وبناء الشخصية الإسلامية، والوسطية في الفكر الإسلامي.
تميز أسلوبه بالبساطة والوضوح، فكان يشرح الحديث بأسلوب قريب من الناس، ويربط النص النبوي بالحياة اليومية، حتى أحب الناس محاضراته وأحاديثه في المساجد والبرامج الدينية.
صوت الوسطية والاعتدال
اشتهر الدكتور أحمد عمر هاشم بخطابه الوسطي المعتدل، فكان دائم الدعوة إلى نبذ التطرف، وإلى فهم الدين برحمة وعقل، بعيدًا عن التشدد والغلو.
دعا إلى الحوار واحترام الاختلاف، مؤكدًا أن الإسلام دين سلام وإنسانية، وأن الخلاف لا يفسد للمحبة قضية.
كانت كلماته دائمًا تذكّر الناس بأن الدين أخلاق قبل أن يكون شعائر، وأن العالم الحقيقي هو من يقرّب الناس من الله، لا من ينفّرهم منه.
لم يكن الدكتور أحمد عمر هاشم عالمًا أكاديميًا فحسب، بل كان صوتًا وطنيًا حاضرًا في كل المناسبات الدينية والاجتماعية.
شارك في مجلس الشعب والشورى، وكان دائم الدفاع عن قضايا الوطن، مؤمنًا بأن خدمة مصر واجب ديني ووطني.
كما شارك في لجان الإصلاح وحل النزاعات المجتمعية، وساند مبادرات الأزهر لترسيخ السلم المجتمعي.
عرفه الناس بإنسانيته وتواضعه، فقد كان قريبًا من طلابه، حريصًا على الاستماع إلى الناس وتخفيف آلامهم، يرى في قضاء حوائجهم عبادة لا تقل عن التدريس أو الخطابة.
حضور إعلامي
عرفه الجمهور العربي من خلال برامجه الدينية التي كانت تُبث عبر الإذاعة والتلفزيون، خاصة في شهر رمضان المبارك.
كان صوته مميزًا وأسلوبه جذابًا، يعتمد على الإقناع واللين لا الجدل والصدام، فيغادر المستمع درسه وقد شعر بالطمأنينة والفهم في آنٍ واحد.
كان حديثه في الإعلام مدرسة في الأخلاق والبلاغة، وكان يحظى باحترام واسع داخل الأوساط الدينية والإعلامية.
إسهاماته الفكرية ومؤلفاته
ألّف الدكتور أحمد عمر هاشم عددًا من الكتب المهمة التي أصبحت مراجع في مجالها، منها:
الإسلام وبناء الشخصية – من هدي السنة النبوية – الإسلام والشباب – الشفاعة في ضوء الكتاب والسنة – قصص السنة – التضامن في مواجهة التحديات – القرآن وليلة القدر.
وتناولت مؤلفاته قضايا تمسّ حياة الناس، فجمعت بين العلم والدعوة، وبين النص والواقع.
الرحيل
تدهورت الحالة الصحية للعالم الجليل في الأيام الأخيرة، قبل أن يعلن نبأ وفاته صباح اليوم، وسط حالة من الحزن الكبير بين طلابه ومحبيه.
أُقيمت صلاة الجنازة عليه في الجامع الأزهر الشريف، قبل أن يُوارى جثمانه الثرى في مسقط رأسه بمحافظة الشرقية.
تدفقت كلمات النعي من العلماء والأئمة وتلاميذه ومحبّيه في مصر والعالم العربي، مؤكدين أنه كان عالمًا ربانيًا حمل رسالة الأزهر بكل أمانة.
















