رفعت فياض يكتب : الذكاء الإصطناعى خطر قادم .. يمكن أن يكون نعمة وأن يكون نقمة !


- سيغير وجه التعليم على مستوى العالم ، وسيغير طبيعة الوظائف ويخلق وظائف جديدة .
- لن يكون بديلا عن الإنسان إذا طور نفسه ووضوع من الضوابط مايقلل مخاطره .
نعم سيغير الذكاء الإصطناعى وجه العالم كله فى مختلف المجالات بعد أن أصبحت الآلة عن طريقه تفكر أكترونيا مثل الإنسان ، وتبدع مثل الإنسان ، وتنتج من المعرفة مالا يعلمه الإنسان ، وأصبح على الإنسان ضرورة أن يعمل بجد عن كيف يستفيد منها ، وفى نفس الوقت لابد أن يطور من نفسه فى مختلف المجالات وفى مختلف الوظائف للتعامل مع هذه التقنية الرهيبة المعروفة بإسم الذكاء الإصطناعى حتى تساعده فى تطوير نفسه وخلق وظائف جديدة ، لكنها قد تضره وتكون بديلا عنه فى ممارسة العديد من الأنشطة والمهام ، وتحرمه من العديد من الوظائف التى يمتهنها الآن، وقد تتسبب فى الإضرار به أيضا سواء فى خصوصياته أو مستقبل حياته إذا لم يقم بوضع الضوابط التى تنظم كيفية التعامل بينه وبين هذه التقنية الحديثة التى ستغير وجه العالم فى كل شيئ .
هذا ماشهدته فى الندوة التى شرفت بالمشاركة فيها بمؤسسة دار المعارف والتى نظمها منتدى المفكر العربى بالتعاون المركز العربى للبحوث والإدارة آراك وكان هدفها فى البداية مناقشة ماجاء بأول كتاب يطرحه د0محمد العزب عن " ثورة التعليم والذكاء الإصطناعى " لتمتد المناقشات لتتناول أخطر قضية تواجه العالم الآن فى كل شيئ وخاصة فى مجال التعليم وهى " الذكاء الإصطناعى " وكيفية التعامل معها خاصة بعد أن أصبح الذكاء الإصطناعى متداخلا فى كل شيئى سواء فى الطب والصيدلة والهندسة والعلوم والإقتصاد ـ فيما يشبه ثورة فى مجال البرمجة والتى من الممكن أن يستخدمها الإنسان لصالحه فيما يخدم البشرية جمعاء ـ وقد يهدد هذا الذكاء الإصطناعى نفس هذا الإنسان ويكون بديلا عنه فى كثير من الأعمال والمهن والتخصصات ـ وقد تخرج هذا التقنية فى إستخداماتها عن السيطرة وقد تضر بالإنسان ذاته إذا لم يتم وضع الضوابط والأطر والقوانين التى تحدد ملامج التعامل مع هذا الوارد الجديد فى مجال التطور الرقمى فى تكنولوجيا المعلومات .
نحتاج لخارطة طريق
وقد إشترك فى مناقشة كل هذه القضايا كل من د0معتز خورشيد وزير التعليم العالى الأسبق ، ود0طارق خليل مؤسس جامعة النيل ، ود0سامى نصار الأستاذ بكلية الدراسات التربوية بجامعة القاهرة 0وبعد أن تحدث د0محمد العزب ملخصا ماسطره فى كتابه عن هذه القضية وبدأ يتساءل : هل نحن بالفعل مع تقنية الذكاء الإصطناعى أمام ثورة تعليمية اصبحت تشغل بال العالم كله ؟ أم أنها مجرد تقنية حديثة ؟ ـ وهل نعيش حاليا ثورة التعليم بالذكاء الإصطناعى أم هى تحولات التعليم بالذكاء الإصطناعى ؟ وهل نحتاج بالفعل الآن خارطة طريق لبناء التعليم بإستخدام الذكاء الإصطناعى ـ خاصة وأن النظم التعليمية لم تعد تؤدى الغرض الذى نريده ـ وأصبحت هناك بالفعل فى معظم الجامعات فجوة بين التعليم وبين متطلبات سوق العمل ولابد أن يحدث هناك تعليم حقيقى يلبى إحتياجات سوق العمل خاصة فى التخصصات المستحدثة ـ تعليم يقوم على المعرفة والتعليم وليس الحفظ كما هو الآن فى معظم الدراسات الجامعية لدخول الإمتحان والحصول على شهادة فقط ؟ وقد يتساءل البعض هل يمكن للذكاء الإصطناعى أن يحل محل الإنسان مادمنا قد وصلنا إلى تقنية تجعل الآلة تفكر وتختزن المعلومات وتعطى القرارات وتحلل البيانات وتطرح من الأفكار الكثير وتنتج المعرفة ؟ والاجابة بالتأكيد لا 00 وفى مجال التعليم فى عصر الذكاء الإصطناعى الذى يمكن للمتعلم أن يحصل عن طريقه على كل مايريد من معرفة سيتحول دور المعلم فى المدرسة أو الجامعة وقتها من ناقل للمعرفة إلى موجه ومدرب ومصمم للخبرات التعليمية التى تساعد الطالب أن ينهل من المعلومات الكثير عن طريق الذكاء الإ صطناعى ـ كما أن الذكاء الإصطناعى سيساهم بشكل كبير جدا فى توفير سبل التعليم المختلفة لذوى الهمم الذين صعب عليهم الحضور للمدرسة ، ويصعب عليهم الذهاب إلى الجامعة لأنه سيعمل على توفير المعلومة المناسبة لكل فئة ،كما يساعد على حل كثير من القضايا التعليمية ومن كثافات الفصول عن طريق الفصول الإفتراضية خاصة فى المناطق النائية ـ
ثورة التعلم
وهذا ماأكد عليه أيضا د0معتز خورشيد وزير التعليم العالى الأسبق عندما تناول كيفية ربط التعليم بالذكاء الإصطناعى وكيفية التغير إلى الأفضل فى كل المراحل التعلمية المختلفة عن طريق الذكاء الإصطناعى ـ كما أن هذه التقنية الحديثة والمتسارعة فى تطورها أيضا ستسهل للإنسان التعلم مدى الحياة ـ وأن يكون التعليم فعلا من المهد إلى اللحد ، خاصة وأن تقدم الدول يتم إحتسابه بمقدار قدرتها على تطوير التعليم ،ولذلك لابد بأن يكون لدينا من الآن رؤية مستقبلية لتطوير التعليم فى ظل تقنية الذكاء الإصطناعى .
أما د0سامى نصار الأستاذ بكلية الدراسات التربوية بجامعة القاهرة فقد أكد اننا مقبلون بالفعل على ثورة التعلم وليس فى ثورة فى التعليم ، خاصة وأننا نعانى حاليا من الكثير من المعوقات فى التعليم ومازلنا نعطى للشهادات وزنا أكبر عند التخرج أكثر من المهارات التى يجب أن يكتسبها المتعلم حتى يتعامل بشكل جيد مع متطلبات سوق العمل وهو ماسوف يخلصنا منها الذكاء الإصطناعى بتغيير نظام التعليم من التلقين إلى التعليم بالحوار مع الذكاء الإصطناعى ، وسيخلصنا أيضا هذا الذكاء الإصطناعى من المركزية فى التعليم وإختفاء الفواصل بين المراحل التعليمية المختلفة وسيكون التعليم مدى الحياة وليس قاصرا على فترة زمية محددة كما هو الحال الآن ـ وسيتيح لنا الدخول بسهولة إلى المصادر المتعددة من المعارف والمهارات وسوف تنتقل عملية التقييم فى العملية التعليمية إلى مؤسسات قومية لمحاسبة الفرد الذى إكتسف العديد من المهارات ، لكن المشكلة ستكون عند التعامل مع الذكاء الإصطناعى هو كيفية السيطرة على المحتوى ولهذا لابد من أن نستعد لكل ذلك من الآن .
رأى الحضور
وقد شارك كثير من الحضور بالندوة فى التحدث فى هذه القضية وأكدوا أن
الذكاء الاصطناعي سيحدث بالفعل ثورة في مجال التعليم، حيث يمكن استخدامه لتحسين جودة التعليم وتوفير تجارب تعليمية مخصصة للطلاب. ومن بين الطرق التي يمكن أن يسهم بها الذكاء الاصطناعي في التعليم:
الذكاء الاصطناعي سيحدث بالفعل ثورة في مجال التعليم، حيث يمكن استخدامه لتحسين جودة التعليم وتوفير تجارب تعليمية مخصصة للطلاب. ومن بين الطرق التي يمكن أن يسهم بها الذكاء الاصطناعي في التعليم:
- *التعلم المخصص*: حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل أداء الطلاب وتقديم محتوى تعليمي مخصص لكل طالب بناءً على احتياجاته الفردية.
- *التقييم والتصحيح الآلي*: حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تقييم الواجبات والامتحانات بشكل آلي، مما يقلل من عبء العمل على المعلمين ويوفر تغذية راجعة فورية للطلاب.
- *توفير موارد تعليمية*: حيث يمكن للذكاء الاصطناعي توفير موارد تعليمية تفاعلية ومتقدمة، مثل الفصول الافتراضية والواقع المعزز.
- *دعم الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة*: حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم دعم مخصص للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، مما يساعدهم على التعلم بشكل أكثر فعالية.
- *تحسين كفاءة المعلمين*: حيث يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة المعلمين في إدارة الفصول الدراسية وتقديم الدعم للطلاب، مما يسمح لهم بالتركيز على الأنشطة التعليمية الأساسية.
تحديات كثيرة
ومع ذلك أكدوا أن هناك أيضًا تحديات يجب مراعاتها عند دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم، مثل:
- *الخصوصية والأمان*: حيث يجب ضمان حماية بيانات الطلاب والمعلمين وضمان أمان استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم.
- *التدريب والتأهيل*: حيث يجب تدريب المعلمين والطلاب على استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل فعال.
- *الاعتماد المفرط على التكنولوجيا*:حيث يجب الحرص على عدم الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي وتجنب تقليل التفاعل البشري في العملية التعليمية.
مخاطر الذكاء الإصطناعى
وكشف المتحدثون أيضا أن استخدامات الذكاء الاصطناعي تحمل العديد من المخاطر المحتملة، من بينها:
وكشف المتحدثون أيضا أن استخدامات الذكاء الاصطناعي تحمل العديد من المخاطر المحتملة، من بينها:
- *فقدان الوظائف*: حيث يمكن أن تؤدي التطورات في الذكاء الاصطناعي إلى استبدال بعض الوظائف البشرية، مما قد يؤدي إلى فقدان الوظائف وتغييرات في سوق العمل.
- *الخصوصية والأمان*: حيث يمكن أن تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لجمع وتحليل كميات كبيرة من البيانات الشخصية، مما قد يؤدي إلى مخاطر على الخصوصية والأمان.
- *التمييز والتحيز*: حيث يمكن أن تُظهر نماذج الذكاء الاصطناعي تحيزات تمييزية إذا كانت البيانات التي تم تدريبها عليها متحيزة، مما قد يؤدي إلى نتائج غير عادلة.
- *المسؤولية والأخلاق*: حيث يمكن أن تثير استخدامات الذكاء الاصطناعي تساؤلات حول المسؤولية والأخلاق، خاصة فيما يتعلق بالقرارات التي تتخذها النظم الذكية.
- *الأمان السيبراني*: حيث يمكن أن تكون النظم الذكية عرضة للهجمات السيبرانية، مما قد يؤدي إلى مخاطر على الأمان والخصوصية.
- *الاعتماد المفرط*: حيث يمكن أن يؤدي الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي إلى فقدان المهارات البشرية والقدرة على اتخاذ القرارات بشكل مستقل.
- *التأثير على المجتمع*: حيث يمكن أن تؤدي التطورات في الذكاء الاصطناعي إلى تغييرات كبيرة في المجتمع، مما قد يؤدي إلى مخاطر على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. ولهذا فإنه من المهم أن يتم التعامل مع هذه المخاطر بجدية واهتمام، وأن يتم تطوير استخدامات الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة ومتوازنة.
تدريس الذكاء الإصطناعى
ومن جانبه أكد الكاتب رفعت فياض أمام الحضور أن وزارة التربية والتعليم فى مصر قد قررت تدريس مادة الذكاء الإصطناعى هذا العام لجميع طلاب الصف الأول الثانوى العام سواء الذين سيدرسون بنظام البكالوريا أو بنظام الثانوية العامة التقليدية ، وستكون هذه المادة شرط نجاح ، وسيتم تدريسها بالإتفاق مع الجانب اليابانى بنفس الطريقة التى يتم تدريسها لطلاب اليابان وذلك بعد الإتفاق الذى تم مؤخرا بين وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف والجانب اليابانى وذلك من خلال منصة ألكترونية يتم فيها التعلم الذاتى لهذا التخصص يسبقه جانب معرفى سيقوم بتدريسه معلمون مصريون فى مجال تكنولوجيا المعلومات أما الجزء الخاص بالبرمجة والذكاء الإصطناعى سوف يتم تدريسه من خلال المنصة الألكترونية وستكون هناك إمتحانات فى نهاية الفصل الدراسى الاول والثانى وسيقوم الجانب اليابانى بمنح شهادة دولية فى مجال الذكاء الإصطناعى للطلاب الذين سيجتازون هذه المادة وستكون هذه الشهادة بمقابة شهادة " مبرمج مبدتئ " تتيح للطالب بعد ذلك أن يبدأ فى تنمية مهاراته فى مجال الذكاء الإصطناعى .
توصيات الندورة
وفى نهاية الندوة تلى فارس عزام رئيس تحري بقطاع الأخبار بالتلفزيون ومدير الإعلام بمنتدى المفكر العربى توصيات هذه الندوة التى خلصت إلى ضرورة تأسيس برامج وطنية لتوظيف الذكاء الإصطناعى فى تطوير المناهج بما يحقق تكاملا بين المعرفة الأكاديمية والمهارات العملية ـ مع ضرورة إعداد خطة تدريب متكاملة للمعلمين على إستخدام أدوات التعليم الذكى مع الحفاظ على دورهم الإنسانى والتربوى ـ وإنشاء منصات تعليمية رقمية مفتوحة تتيح فرص التعلم للجميع وتساعد على تقليل فجوة الأميةالرقمية والأبجدية ، وتعزير الشراكات بين الجامعات والمراكز البحثية والقطاع الخاص لتسريع إدماج الذكاء الإصطناعى فى منظومة التعليم ، ودعم المشروعات البحثية العربية المشتركة التى تعالج التحديات الأخلاقية والإجتماعية المرتبطة بتطبيقات الذكاء الإصطناعى.