خالد مصطفى يكتب: قراءة فى خطاب الرئيس بقمة الدوحة

اكد الرئيس عبدالفتاح السيسي بأن التجاوزات الإسرائيلية بلغت حداً غير مسبوق وتخطت كل منطق سياسي أو عسكري وما يحدث في غزة لم يعد مقبولا بأي معيار إنساني أو دولي على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته قبل أن تنفجر الأوضاع بما لا يُحمد عقباه لأن ما ترتكبه إسرائيل من تجاوزات تخطى كل حدود المنطق وما جرى في غزة لم يعد أمر غير قابل للتبرير وإن استمرار هذه الانتهاكات يهدد الأمن الإقليمي برمته ومصر لن تصمت أمام جرائم تُرتكب ضد الأبرياء وعلى القوى الدولية أن تدرك أن لحظة الحسم قد اقتربت إذا لم يتوقف نزيف الدم فورا فالغطرسة الإسرائيلية لم تعد مجرد تجاوزات بل جريمة مكتملة الأركان تخطت حدود الإنسانية ولن تقبل مصر أن تُذبح الشعوب العربية أمام صمت المجتمع الدولي وإن استمرار هذا النهج يعني انفجارا لن ينجو منه أحد وعلى إسرائيل أن تفهم أن للصبر المصري حدود وأن حساب الشعوب حين يأتي لا يعرف هوادة وانتقد الرئيس السيسي تصرفات بعض القادة الإسرائيليين وأكد أنها تنذر بخطورة بالغة وقد تضر بمستقبل عملية السلام برمتها لأن مصر تؤكد دائما بأن السلام لا يمكن أن يقوم على الاستفزاز والتجاوز بل على احترام الحقوق المشروعة للشعوب وأي عبث بهذا التوازن سيقود المنطقة إلى مسار مجهول فالتصرفات المتهورة لبعض القادة الإسرائيليين تجاوزت حدود العقلانية وأصبح من شأنها أن تُقوض عملية السلام وتنسف كل الجهود المبذولة عبر العقود إن مصر تؤمن بالسلام كخيار استراتيجي لكنها تحذر من أن استمرار هذه السياسات العدائية لن يفتح إلا أبواب الفوضى وسيضع المنطقة بأسرها على حافة الانفجار ومصر لن تسمح بأن تتحول دعوات السلام إلى غطاء للعدوان وعلى إسرائيل أن تدرك أن استقرار المنطقة ليس ورقة للمقامرة وأن استمرار هذه السياسات المدمرة سيقابل بمواقف حاسمة لأن شعوب المنطقة لا يمكن أن تُساق إلى الهاوية بسبب حسابات ضيقة أو نزوات عابثة وحرص الرئيس السيسى على توضيح عبارة مهمة للعالم بأن مصر لن تشارك بأي شكل من الأشكال في أي عملية تهجير قسري ولن تسمح مطلقا باستغلال أراضيها أو مواردها لتنفيذ مخططات تهدف إلى تهجير السكان أو تفتيت النسيج الإقليمي للشعب الفلسطيني وقد أهاب الرئيس بالمجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في حماية المدنيين ودرء المخاطر التي قد تهدد الأمن والسلم الإقليميين لأن أى تغيير للواقع الديموغرافي سيقابل أي محاولة من هذا النوع بجبروت القانون وحزم الدولة المصرية ولن تتردد مصر أبدا في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية سيادتها كما ركز الرئيس السيسي أكد أن أمن العرب جزء لا يتجزأ من
أمن مصر وأن مصر لن تنعزل عن محيطها العربي مهما كانت التحديات فالمصير واحد والتهديدات التي تستهدف أي دولة عربية تمس الأمن القومي المصري بشكل مباشر ومن هنا شدد الرئيس على أن مصر ستظل داعمة لكل قضايا الأمة العربية وستقف بالمرصاد أمام أي محاولة لتهديد استقرارها أو النيل من وحدة شعوبها كما شدد السيد الرئيس على أن أمن العرب هو الامتداد الطبيعي لأمن مصر وأن العلاقة بينهما ليست مجرد شعارات سياسية بل واقع استراتيجي يفرض على القاهرة أن تكون في قلب كل معركة تخص الأمة فمصر التي تحملت أعباء الدفاع عن قضايا العرب عبر تاريخها ما زالت ترى أن أي تهديد للأمن العربي هو تهديد مباشر لأمنها القومي وأن مصر لن تسمح بتمرير اى مخططات تستهدف تفتيت المنطقة أو النيل من استقرارها وأن قوة العرب في وحدتهم وأن مصر ستظل الدرع والسند لكل شقيق عربي يواجه الأخطار فاستقرار الخليج جزء من استقرار وادي النيل وأمن الشام والمغرب العربي يكتمل بأمن القاهرة لتظل مصر والعرب كياناً واحداً ينهض معاً أو يسقط معاً فهذا الموقف يجسد فلسفة السياسة المصرية القائمة على أن المصير
العربي مشترك والأمن لا يتجزأ وأن مصر ستظل قلب العروبة النابض وحارسها الأمين