خالد مصطفى يكتب: مصر ترد بمنتهى القوى على تخاريف نتنياهو

موقف مصر ثابت وحاسم من تصريحات نتنياهو حول تهجير الفلسطينيين عبر معبر منفذ رفح لأنه يتصل بأمنها القومي مباشرة فالقاهرة ترفض بشكل قاطع أي محاولة لفرض واقع جديد عبر الحدود وتعتبر أن معبر رفح ممر إنساني للإغاثة وليس بوابة لتهجير جماعي أو تصفية للقضية الفلسطينية لقد جاء الموقف المصري هذه المرة واضحا وحاسما يحمل رسالة لا تقبل التأويل فالأمن القومي المصري ليس مجالا للمساومة والقضية الفلسطينية ليست ورقة تُطوى بقرار من حكومة الاحتلال لم تكن القاهرة في حاجة إلى كثير من الكلمات لترد على تصريحات بنيامين نتنياهو فالتاريخ والجغرافيا والمبادئ هي البيان الأوضح مصر لا تقبل المساس بأمنها القومي ولا تسمح بتهجير الفلسطينيين تحت أي ذريعة تثبت القاهرة اليوم أنها ليست مجرد وسيط بل ركيزة أساسية لحماية القضية الفلسطينية وضمان ألا تتحول المعاناة الإنسانية إلى مشروع سياسي لتصفية الهوية الفلسطينية
إذا الرد واضح لا تهجير للفلسطينيين عبر معبر رفح ولن يسمح لأحد بفرض واقع جديد على حساب مصر أو فلسطين لأن القاهرة ترى أن
ما يطرحه الاحتلال ليس مجرد تصريحات عابرة بل محاولة خبيثة لتكرار سيناريو النكبة عبر اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم ودفعهم قسرا إلى خارج وطنهم وهنا جاء الموقف المصري ليضع النقاط فوق الحروف مصر ترى أن هذه التصريحات تعكس محاولة لإلقاء عبء الاحتلال على دول الجوار وهو ما لن تسمح به لأن أي تهجير قسري يعني إعادة إنتاج نكبة جديدة ويهدد بطمس الهوية الوطنية الفلسطينية ولهذا أكدت القاهرة أن موقفها يقوم على رفض التهجير أو التوطين تحت أي مسمى والتأكيد على أن غزة أرض فلسطينية وأهلها باقون فيها مهما كانت الظروف والتمسك بالحل السياسي على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة لذلك اعتبرت مصر بأن تصريحات نتنياهو استفزازا يهدف للهروب من استحقاقات السلام وتحميل الآخرين وزر الاحتلال فالقاهرة ترى ان تصريحات نتنياهو عن تهجير الفلسطينيين عبر معبر رفح تمثل في نظر القاهرة محاولة يائسة لتكرار مشهد النكبة وخلق واقع جديد على حساب الشعب الفلسطيني ومقدراته لكن مصر التي دفعت دماء غالية دفاعا عن الأرض والهوية تؤكد أن رفح ليست بوابة للتهجير بل معبر إنساني مؤقت لإغاثة المحاصرين لذلك تتمسك القاهرة بحق الفلسطينيين في أرضهم وأن غزة ليست عبئا على أحد بل جزء أصيل من فلسطين والتأكيد على أن الحل لا يكون إلا سياسياً بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وتحميل الاحتلال مسؤولية الجرائم والتبعات ولن تسمح لأى محاولة لتصدير الأزمة للاراضى المصرية مهما كان الثمن بهذا الموقف تعيد مصر رسم الخطوط الحمراء أمام العالم وتؤكد للجميع بأن حدودها لا تُمس وحقوق الفلسطينيين لا تُمحى ومعبر رفح سيبقى شريان حياة لا جسرا لتهجير قسري وتؤكد القيادة المصرية بأن ما يطرحه الاحتلال ليس سوى محاولة للهروب من استحقاقات السلام وإلقاء عبء جريمته على الآخرين لكن مصر التي خاضت الحروب دفاعا عن الأرض تعرف أن أي تهجير لن يكون سوى نكبة جديدة، تهدد هوية شعب بأكمله وتفتح أبواب الفوضى في المنطقة فلن نسمح مصر بإعادة كتابة التاريخ على حساب الفلسطينيين ولن تقبل أن تكون حدودها مسرحا لتصفية قضية العرب الأولى وغزة ليست عبئا على أحد بل أرض فلسطينية خالصة وأهلها باقون فيها مهما طال الحصار والعدوان بهذا الرد أعادت مصر رسم معادلة لا يمكن كسرها لأن حدود مصر لن تُمس أبدا وحقوق الفلسطينيين لن تُمحى ولن تكون رفح بوابة لصراع جديد فى الشرق الأوسط إذا الرسالة المصرية مزدوجة إلى نتنياهو بأن مشاريعه لن تمر من هنا وإلى العالم بأن القاهرة ما زالت الحائط الصلب الذي يقف ضد أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية أو العبث بمصير شعبها
لأن حدودها خط أحمر وحقوق الفلسطينيين لا تقبل المساومة
أو التلاعب ورفح ستظل شريانا لإغاثة الشعب الفلسطيني لا بوابة لاقتلاعه من أرضه أما على مستوى الشارع المصرى اشعلت تصريحات بنيامين نتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين عبر معبر رفح غضبا عارما داخل الشارع فالشعب المصري الذي ارتبط تاريخيا بالقضية الفلسطينية اعتبر تلك التصريحات استفزازا مباشرا لمشاعره الوطنية والقومية ومحاولة لإحياء مشروع قديم سقط منذ النكبة فالمصريون يدركون أن ما يطرحه نتنياهو لا يستهدف الفلسطينيين وحدهم بل يهدد أمن مصر القومي ذاته ولهذا علت الأصوات الشعبية مؤكدة بأن الشارع المصري شريك في الموقف الرسمي للدولة وأنه يقف صفا واحدا مع القيادة في رفض التوطين أو التهجير فمصر شعبا ودولة تدرك أن القضية الفلسطينية ليست قضية جيران بل قضية وجود وهوية وأن الدفاع عنها هو دفاع عن مستقبل المنطقة كلها وتعتبر انتفاضة الشعب المصري ضد تصريحات نتنياهو رسالة قوية وواضحة للولايات المتحدة ولإسرائيل وللعالم
لإنها انتفاضة وعي وكرامة وقد أكدت بأن الشعب المصري يقف كتفا إلى كتف مع الدولة في حماية أمن الوطن ودعم صمود الشعب الفلسطيني وإفشال أي مخطط يهدف لتصفية قضيته العادلة