خالد مصطفى يكتب: المال المشبوه مفتاح تسلل الإخوان للأحزاب

اختراق الإخوان للأحزاب من خلال التبرعات
يعد من أخطر الأساليب الناعمة التي يلجأ إليها التنظيم الإرهابى للتسلل إلى الحياة السياسية دون أن يثير الانتباه المباشر فلم يعد اختراق الإخوان للأحزاب مجرد شبهة أو حديث في الكواليس بل بات حقيقة واقعية تتسلل عبر قنوات مالية تحمل لافتة تبرعات ودعم إنساني لكنها في جوهرها وسيلة ناعمة للهيمنة والسيطرة فالجماعة التي اعتادت العمل
في الظل وجدت في الأحزاب السياسية بوابة خلفية للعودة إلى المشهد بعد أن لفظها الشارع فاتخذت من المال وسيلة لشراء النفوذ
وصناعة الولاءات وتغيير موازين القوة من الداخل يذكر ان الإخوان لا يدخلون من الأبواب بل يتسللون من الثغرات وحين أُغلقت أمامهم طرق العنف المباشر لجأوا إلى المال باعتباره السلاح الأكثر تأثيرا والأقل ضجيجا فالتبرعات التي يُفترض أن تكون أداة دعم للمجتمع تحولت عندهم إلى حصان طروادة لاختراق الأحزاب والسيطرة على مفاصلها فالتبرعات التي تقدم في ظاهرها على أنها مساعدات إنسانية أو دعم مالي للأحزاب والأنشطة الخدمية تتحول عمليا إلى وسيلة لشراء النفوذ وكسب الولاءات
وإيجاد موطئ قدم داخل هذه الأحزاب
من الواضح ان بعض الأحزاب تعانى من ضعف التمويل فيظهر المال الإخواني في صورة دعم سخي للأنشطة الحزبية والخدمات الاجتماعية فيتحول الممول إلى صاحب قرار وتصبح التبرعات قيدا غير معلن يوجّه الحزب حيث
يريد المانح لا حيث يريد أعضاؤه
حيث ان الجماعة تعلم جيدا أن الأحزاب تعاني من ضعف التمويل فتعرض دعما سخيا يغري بعض القيادات لتصبح التبرعات رشوة
سياسية تتوارى خلف لافتة الدعم الخيري
فتتدفق الأموال في شكل قوافل طبية مساعدات غذائية أو دعم للأنشطة الخيرية
وكلها أدوات تبدو للوهلة الأولى عملاً إنسانيا لكنها فى النهاية تحمل توقيع الجماعة لتتحول الأحزاب من مؤسسات وطنية إلى واجهات تعمل لمصلحة مشروعات موازية كلها تتحرك تحت اسم الأحزاب لكنها في الحقيقة بصمة إخوانية تعيد للجماعة حضورها في الشارع بغطاء جديد فالحزب يظهر وكأنه قريب من الناس بينما هو مجرد ستار لمخطط أكبر فالمال لا يتوقف عند دعم الأنشطة فقط بل يمتد إلى شراء ذمم بعض الكوادر الحزبية ليصبحوا أدوات ضغط من الداخل ليمررون قرارات ويعطلون أخرى في إعادة إنتاج لنفوذ الجماعة بطرق ملتوية
لا يتوقف الأمر عند المال فقط بل يصل إلى تجنيد أفراد داخل الأحزاب حيث يبيعون أنفسهم للتمويل المشبوه فيتحولون إلى
أبواق تدافع عن الإخوان من داخل الكيان الحزبي نفسه وهنا يصبح الحزب أسيرا لإرادة خفية تُعيد رسم توجهاته فهذا الأسلوب يفتح ثغرات عديدة قد تمكن الإخوان من إعادة تموضعهم رغم الحظر القانوني والمجتمعي كما أنه يحول الأحزاب إلى واجهات تخدم مشروعا غير وطني بعيدا عن أهدافها الحقيقية فيجب تعزيز الرقابة على مصادر التمويل داخل الأحزاب والشفافية في الإعلان عن التبرعات وأوجه صرفها وتوعية الأحزاب بخطورة تلقي الدعم المشروط أو مجهول المصدر لان هذا النمط من الاختراق يمثل تهديدا مباشرا للأمن السياسي للدولة إذ يحوّل الأحزاب إلى حصان طروادة يعبر من خلاله الإخوان إلى قلب الحياة السياسية متخفين وراء شعارات الوطنية والخدمة العامة
فالمعركة هنا لم تعد أمنية فقط بل أيضا تشريعية وتنظيمية فيجب تشديد الرقابة على مصادر تمويل الأحزاب وفرض الشفافية في الإعلان عن كل تبرع وأوجه صرفه وبناء وعي حزبي وسياسي يفضح أساليب الاختراق الناعم
لان هذا الأسلوب أخطر من المواجهة المباشرة لأنه يُدخل الإخوان إلى قلب الحياة السياسية بملابس مدنية ووجوه جديدة وهكذا تتحول الأحزاب إلى قنطرة عبور تهدد استقرار الدولة وتسمح للجماعة المحظورة بأن تعيد إنتاج نفسها في ثوب شرعي فيجب علينا جميعا السير فى طريق المواجهة ورقابة صارمة على مصادر تمويل الأحزاب وتوفير الشفافية المطلقة
في الإعلان عن التبرعات ومصارفها ومحاسبة
أي قيادة حزبية تسمح بتمرير دعم مشبوه
وتوعية الشارع بأن كل مال بلا مصدر
واضح قد يكون رصاصة في قلب الدولة
فالتبرعات ليست مجرد أموال بل قد تتحول
إلى طرق مفروشة بالورود قد يسير عليها الاخوان لإعادة إنتاج أنفسهم في ثوب جديد
التبرعات ليست دائما دليل عطاء فقد تكون أداة اختراق أخطر من أي مواجهة مباشرة ولعل أخطر ما في الأمر أن يُخدع الناس والأحزاب بغطاء إنساني بينما تُعاد صياغة المشهد السياسي بأموال مشبوهة تخدم الجماعة التى لفظها الشعب ورفضها التاريخ فاختراق الإخوان للأحزاب عبر التبرعات ليس مجرد دعم مالي إنه مخطط ممنهج لإعادة التمركز داخل المشهد السياسي والسكوت عن هذا الخطر يعني أن نفتح أبواب الوطن بأيدينا أمام جماعة لفظها الشعب لكنها لا تزال تبحث عن ثغرة للعودة لتهدم إستقرار الوطن