امراءالمسلمين ليسوا أبناء زنا ولكنكم تحبون تحبون جورجينا وتحترمون ساركوزي
بقلم : د . زينب المنسي
فوجئت في الاونة الأخيرة بالعديد من الأصدقاء يرسل لي مقالا
لاسامة أنور عكاشة َ عنوانه كيف صار أمراء الزنا أمراء للمسلمين وبرغم عشقي لفن أسامة أنور عكاشة ومسلسلاته الرائعة الا أنني اندهشت كثيرا من سذاجته في التفسير التاريخي وايقنت وقتها
الفرق بين المؤرخ والقارئ العادي المتلقي.
فالمؤرخ لديه قواعده وعمقه البحثي وتفسيراته العلمية
كما أنه على علم بالفروقات بين المصادر والدوافع الأصيلة وراء توجهات كل مؤرخ
نعود إلى مقال الفنان لا المؤرخ أسامة أنور عكاشة
لافاجئ بالكثير من المثقفين يقومون يقومون بإعادة نشر المقال المذكور على صفحاتهم وما بين صاحب غرض وصاحب مرض وجدت سيل من التعليقات َمن يسب العرب
ويشتم المسلمين الأول وبين من يحاول ان يدافع عن الهوية المصرية فلا يجد سبيلا الا بالنيل من المسلمين والعرب.
ومن ناحية أخرى وجدت الكثير من الرافضين للمقال لا يردون الا بالسب والشتم لكاتب المقال وناشره .فوجدت انه من واجبي كأكاديمية متخصصة في التاريخ الإسلامي وكمسلمة مصرية عربية أن ارد على هذا المقال وسيكون الرد موجزا في ثلاث نقاط
١. سؤال هل أبناء جورجينا من كريستيانو أبناء زني
فمثلا لو ان احد من الأولاد تولى منصب في البرتغال سيكون ابن زني؟ الإجابة لا
وهل كانت علاقة ساركوزي بكارلا بيروني علاقه زنا
الإجابة لا بل وتم استقبالهم معا في الكثير في الدول من بينها مصر .
ماذا لو أن أحد ناشري المقال المذكور قابل جورجينا أو كريستيانو أو ساركوزي هل سينعتهم بالزنا الإجابة لا بالطبع
بل انه سيسارع ويكافح
ليلتقط معهم بعض الصور ليضعها على صفحته مثلما وضع المقال المذكور .
لماذا لان تلك العلاقات وفق قواعدهم الاجتماعية لها شكل اجتماعي مقبول ولو حدث اي تغير اجتماعي بعد ذلك فلايجوز ان نسقط المستحدث على القديم لانه سيكون من باب التشويه
وهكذا الأمر فيما ذكره كاتبنا فأن تلك العلاقات قبل الإسلام كان لها قبول اجتماعي.
تم تحريمه بعد الإسلام فنستطيع ان نوصف حياة العرب قبل الإسلام بالشكل الليبرالي المقبول في الغرب الان والذي تغير بعد الإسلام
٢. معظم من ذكروا في المقال كان لديهم حظ من التعليم والذكاء والفطنة والعلاقات الواسعة وحسب مفهوم جلب المنافع تم الاعتماد عليهم كعناصر مفيدة لبناء الدولة وذلك الأسلوب يعتبر من أهم مباديء الدولة المدنية التي لاتهتم بابن من انت بقدر اهتمامها بمدى افادتك للدولة وهي نفس المبادئ التي يدعوا لها ناشري المقال
٣.معظم ما استقاه كاتبنا كان من كتابات مغرضين للدولة الأموية أمثال الواقدي واغفل كاتب المقال المنهج العقلي والتحليلي للكثير من الروايات كما اغفل روايات أخرى تدحض ماذكره مثل
* وصفه لابناء الزنا والبغاء بصفات الغدر وعدم الحياء وهي صفات نسبية وعامة وقد يخلق من ظهر العابد فاسد والعكس
* وصفه بهند بنت عتبة بأنها ممن اشتهروا بالبغاء في حين أن هناك الكثير من الروايات قد برأتها علاوة علي حديث صحيح بينها وبين النبي صلى الله عليه وسلم وكان ردها فيه
أو تزني الحرة
ولكن كاتب المقال اعجبته روايات إلاتهام .
*لم يفرق كاتب المقال بين السب والاتهام فقد أورد عبارات السباب بين العلويين و الأمويين على أنها اتهامات صحيحة بل اقرها وأطلق حكمه فيها .كأن يسب أحدا فلان ويصفه بأنه ابن حرام فهل يصبح ذلك السباب قرينة بعد عدة قرون على أن المسبوب ابن زنا
أن ماذكرناه في هذا الموضوع هو نفس الأمر الذي نعانيه مع من يستقون معلوماتهم عن
الفترة الأيوبية من كتابات الشيعة أو كتابات ابن الاثير الذي لم يكن محبا لصلاح الدين الأيوبي.
نفس الأمر نجده في بعض الروايات عن القائد الأيوبي بهاء الدين بن قراقوش والذي كان من اكفأ رجال الدولة الأيوبية فحتي يومنا هذا نذكر عبارة هو حكم قراقوش للدلالة على الديكتاتورية والصلف وتوارثنا تلك العبارة لان هناك مؤرخ يدعي ابن مماتي لم يكن محبا للوزير بهاءالدين قراقوش فألف كتابا أسماه الفاشوش في حكم قراقوش أورد فيه مجموعة من الوقائع الفكاهية والطريفة ونسبها للرجل ولكن بمرور الوقت صدقها العامة وغير المتخصصين .
ونفس المشكلة تعرضت لها الفترة الناصرية فهناك الكثير من الكتابات نالت من تلك الفترة مثل مذكرات اعتماد خورشيد وزينب الغزالي فتجد البعض مشحون على عبد الناصر وفترته ويكيل له الاتهامات لانه اختار ان يقرأ كتب معارضيه المليئة بالقصص التي قد لايقبلها عقل أو منطق ولكنك ستجد من يتبناها ويعيد نشرها.