ألكسندر إيزاك ووسام أبو علي.. عنوان موجة جديدة من ”الضغط الذكي” على الأندية


بين "الرضوخ للمطالب" و"التمرد المحسوب"، يبدو أن كرة القدم الحديثة دخلت مرحلة جديدة من التفاوض، بات اللاعبون فيها هم الطرف الأقوى في كثير من الأحيان، خاصة حين يتعلّق الأمر بالانتقالات. فمع انطلاق سوق الانتقالات الصيفية، تتكرر الظاهرة: نجوم يتغيبون عن التدريبات، يختلقون أعذارًا بدنية، ويضغطون إعلاميًا للرحيل، في مشهد يتكرر من أوروبا إلى الشرق الأوسط.
إيزاك يشعل التمرد في نيوكاسل
أحدث الفصول بطلها المهاجم السويدي ألكسندر إيزاك، نجم نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، الذي يبدو أنه قرر كسر الحواجز والضغط للرحيل عن صفوف "الماكبايس" نحو تحدٍ جديد بقميص ليفربول، أحد أبرز المهتمين بضمه.
إيزاك، البالغ من العمر 25 عامًا، تغيّب عن بعثة الفريق المسافرة إلى سنغافورة لخوض المعسكر التحضيري للموسم الجديد، بحجة الإصابة في عضلة الفخذ، رغم عدم صدور أي تقارير طبية رسمية تثبت غيابه، ما دفع البعض داخل الأوساط الإعلامية للتكهن بأن اللاعب بدأ في تنفيذ "خطة الضغط" على الإدارة.
إدارة نيوكاسل تبدو حتى الآن صامدة أمام رغبة اللاعب، حيث يرتبط إيزاك بعقد يمتد حتى صيف 2028، ما يمنح النادي الأفضلية القانونية، إلا أن الموقف مرشح للتصعيد في ظل نية ليفربول تقديم عرض ضخم قد تصل قيمته إلى 150 مليون جنيه إسترليني.
اقرأ أيضاً
عرض الهلال لإيزاك: 100 مليون يورو... مع استعداد للزيادة
أزمة بين وسام أبو علي والنادي الأهلي: غياب عن الفحوصات وتوتر بشأن الرحيل
اشتعلت سيارته.. تفاصيل مروعه لوفاة جوتا زميل صلاح
محمد صلاح: سلوت أفضل من كلوب لهذا السبب
محمد صلاح يقود ليفربول أمام كريستال بالاس اليوم في ختام البريميرليج
صلاح يقود ليفربول في مواجهة قوية أمام أرسنال بالجولة 36 من البريميرليج
محمد صلاح يقود ليفربول أمام تشيلسي في الدوري الإنجليزي
رسميًا ليفربول يُتوج بالدوري الإنجليزي الممتاز
بقيادة صلاح .. ليفربول يستضيف توتنهام في مواجهة لحسم لقب البريميرليج
محمد صلاح يقود ليفربول أمام ليستر سيتى بالدورى الإنجليزى
محمد صلاح يقود ليفربول لتعزيز صدارته فى الدورى الإنجليزى أمام وست هام
محمد صلاح يقود ليفربول أمام فولهام في الدوري الإنجليزي
وفي أول تعليق رسمي، بدا مدرب نيوكاسل، إيدي هاو، حريصًا على عدم تصعيد الأزمة إعلاميًا، مكتفيًا بالقول:
"لا مفاوضات حالية لتجديد عقد إيزاك... ما يحدث يجب أن يصب في مصلحة النادي، وأتمنى بقاءه، لكن لن أفصح عن تفاصيل المحادثات."
وسام أبو علي... نسخة عربية من السيناريو
الأمر لا يقتصر على أوروبا. المشهد ذاته تكرر في القاهرة، عندما دخل الفلسطيني وسام أبو علي، مهاجم النادي الأهلي، في صدام غير مباشر مع إدارة ناديه، بعد تألقه اللافت في كأس العالم للأندية 2025 بالولايات المتحدة، حيث سجل ثلاثية رائعة أمام بورتو البرتغالي، ما رفع من قيمته السوقية وجعل اسمه يتردد في أروقة الأندية الأوروبية والعربية.
رغم تلقي الأهلي عرضين رسميين فقط (من الوصل الإماراتي وكولومبوس كرو الأمريكي)، رفضت الإدارة التفريط في اللاعب بأقل من 9.5 مليون دولار، بالإضافة إلى حوافز تصل لـ2.5 مليون أخرى، بينما لم يتجاوز العرض الأمريكي 6 ملايين دولار ونسبة إعادة بيع.
ومع تعثر المفاوضات، اختار أبو علي الرد بـ"خطوة احتجاجية صامتة"، إذ تغيب عن جلسة القياسات البدنية ضمن بداية برنامج الإعداد للموسم الجديد، ليبدأ فصل التمرد الهادئ.
بعد أيام من الشد والجذب، أعلنت إدارة الأهلي عن إتمام صفقة انتقال وسام رسميًا إلى كولومبوس كرو، بعد الاتفاق على التفاصيل المالية والطبية كافة، في صفقة كشفت عن قدرة اللاعب على فرض إرادته بطريقة محسوبة وذكية.
من يملك القرار؟
التمرد لم يعد مجرد عصيان فجّ، بل تطور إلى سلوك تفاوضي محكم ومدروس، يُمارسه اللاعبون في ظل إدراكهم لقيمتهم السوقية وتأثيرهم الإعلامي.
ويبقى السؤال مطروحًا:
هل ترضخ إدارة نيوكاسل أيضًا أمام إصرار إيزاك كما فعل الأهلي مع أبو علي؟ أم تتمسك برفضها رغم الضغوط المتزايدة؟
في عالم تتحول فيه كرة القدم إلى "بزنس عابر للحدود"، لم يعد الانضباط وحده سلاح النجاح، بل أصبح التمرد أحيانًا بوابة لفرصة العمر.