كأس العالم للأندية.. ومأساة الكرة الأفريقية

أسدل الستار عن بطولة كأس العالم للأندية بمفاجأة كبيرة وهي تتويج فريق تشيلسي الانجليزي بالبطولة بعدما تسيد المباراة النهائية واكتسح باريس سان جيرمان بثلاثية نظيفة.

ومما عزز من صدمة تتويج أسود لندن هو الأداء المبهر لمنافسهم الفرنسي في الأدوار الإقصائية واكتساح عمالقة أوروبا بايرن ميونيخ الألماني وريال مدريد الإسباني بثنائية ورباعية على التوالي.

لتنتهي واحدة من أمتع البطولات الكروية على المستوى الفني بالرغم من التحديات التنظيمية التي واجهت جميع الفرق من تذبذب الأحوال الجوية وسوء أرضية الملاعب وتوقيتات المباريات، ليكون جرس انذار بأن الولايات المتحدة لا تصلح لتنظيم كاس العالم 2026.

وعلى المستوى الافريقي شاركت 4 فرق هي الأهلي المصري والوداد المغربي والترجي التونسي وصن داونز الجنوب الافريقي، وخرج الرباعي من دور المجموعات بعد فشلهم في مجاراة الفرق الأوروبية واللاتينية.

وتجلى الاختلاف التام بين الكرة التي تمارس داخل قارة أفريقيا والكرة المجودة في أوروبا وامريكا الجنوبية في المواجهات المباشرة مع الفرق البرازيلية والإنجليزية والألمانية.

فانهار افضل لاعب داخل القارة الجنوب افريقي ويليامز حارس صن داونز امام دورتموند متسببا في خسارة فريقه، وكذلك انهيار الوداد في مجموعة الموت امام السيتي واليوفنتوس.

وعلى نفس الدرب سار الترجي بالخسارة السهلة امام فلامنجو وتشيلسي بدون أي مقاومة.

ولم يحقق الأهلي المنتظر منه على الرغم من التدعيمات الكبيرة التي تمت قبل البطولة إلا أن الفريق تذيل مجموعته السهلة بعد التعادل في مباراتين كان من الممكن جدا تحقيق الفوز فيهما لولا رعونة لاعبيه، وخسارة متوقعة أمام بطل المجموعة بالميراس البرازيلي.

فعلى الرغم من احتواء القارة الأفريقية على العديد من النجوم الكروية التي تسطع في سماء الكرة الأوروبية، ولولا تلك الطيور المهاجرة لما كانت للمنتخبات الأفريقية أي قيمة ولاصبحت قارة أفريقيا كقارة استراليا كروياً.

فان ما يحدث داخل القارة بعيد كل البعد عن كرة القدم وذلك بسبب العبث الاداري والفساد المالي الذي يضرب اروقة الكاف والاتحادات المحلية.

فتدار كافة البطولات الأفريقية والدوريات المحلية بشكل عشوائي على مستوى التنظيم والتحكيم والملاعب و سمسرة قطاعات الناشئين.

عقلية الهواة لم تعد تثمر كروياً على الرغم من خصوبة الأراضي الأفريقية العامرة بالجواهر المدفونة.