لام شمسية...ما بين خيال المؤلف ...وإبداع الواقع
بقلم : صباح عاصم
أشيد دائما وأبدا بدور الأعلام وأهميته في توعية المجتمع من خلال طرح المشكلات ودق ناقوس الخطر وإيجاد الحلول... بجانب دوره في الارتقاء بالذوق العام... ليطل علينا الأعلام النزيه بأعمال درامية راقية تمس مشكلات المجتمع ليقوم بدوره الفعال والأساسي في التوعية والتنبيه وبإلقاء الضوء علي أزمات واقعية قد تمر بها أسر عديدة... ومن بينهم مسلسل لام شمسية يعرض مشكلة الاعتداء الجنسي علي الأطفال -ومع الأسف- من المقربين للطفل وأسرته... أشاد الجميع بالعمل وأهميته للتوعية للأسرة ولفت الانتباه بأهمية متابعة الآباء للأطفال والأشراف علي جميع أنشطتهم وطرح الأسئلة والتقرب من الأبناء بلا خوف من عقاب... مع مراقبة الأبناء لاكتشاف أي تغيرفي سلوكهم مبكرا.
نسج المؤلف المسلسل بخيال به خلفية واقعية... ليطل علينا الواقع الذي نعيشه بنفس المشكلة ليبدع الواقع متجاوزا الخيال بمراحل... وإذا عرض الواقع في عمل درامي لأنكرناه جميعا ولاتهمنا المؤلف بخيال واسع...!!! لنستيقظ علي قضية اغتصاب جنسي لطفل في الخامسة من عمره علي يد إداري المدرسة ذو ال80 عاما... وبمساعدة الناني الخاصة بالأطفال... وتستر من إدارة المدرسة والمدرسين...!!!.
وسط صدمة المجتمع وثورة عارمة من كافة أطياف الشعب علي منصات التواصل الاجتماعي وفي محافظة الطفل بالإجماع علي بشاعة الجرم المرتكب والمطالبة بالقصاص العادل لحق الطفل داعمين لأسرة الطفل... فمكان الواقعة هو أكثر الأماكن التي تمثل الأمان للآباء والأمهات وللطفل نفسه... إنها المدرسة وما بها من مقومات أمن وسلامة والمس والمستر ومديرين ومشرفين وإدارة تعليمية... كيان وبيئة آمنة لأي طفل... ومع الألم الشديد الوقائع المؤسفة كلها خيانة أمانة من جميع المتعاملين معه داخل أسوار المدرسة وممن علم بالواقعة من كل القيادات التعليمية والمحافظة وغيرها.
ولم يتحرك ساكنا للقضاء علي فساد يطال أطفال المدرسة لا ذنب لهم... باتخاذ أبسط الأجرآت من الإيقاف عن العمل لكل الأطراف وفحص الكاميرات بالمدرسة والتحفظ عليها ومكان الواقعة التي وصفها الطفل بدقة والتحقيق الموسع الذي يشمل جميع العاملين في المدرسة... مع تشديد التواجد الأمني علي الأطفال... أجرءآت إدارية كثر كانت كفيلة بإنهاء الأزمة... ومع شجاعة أم نحييها ونقدرها وإصرارها للقصاص من الجاني... خاضت الأم المعركة الضارية القاسية علي الأسرة ودافعت عن حق أبنها باستماتة... وعن حق أطفال المدرسة كلهم في بيئة نظيفة آمنة لهم... في القضاء علي فساد واضح بالمدرسة... وبعيدا كل البعد عن ديانة أو غيره... فهي اختارت أرقى المدارس التي يشيد لها الجميع بالتربية والتعليم.
اقرأ أيضاً
ويستمر الواقع في الإبداع لتنتصر قضيتها التاريخية ويقول القضاء كلمته أمس بحكم عادل لقاض – علي نفس ديانة المتهم- يحكم بالمؤبد للمعتدي بعد أكثر من عام صعب مر علي الأسرة والمحيطين بها... ومتوقع خلال الأيام القادمة إقالات وتحقيقات عدة من جهات مختلفة.
مبارك عليك الانتصار يا ياسين... أقوى سبايدر مان... وليتولاك الله لتمر من الأزمة النفسية بسلام ولأسرتك كل الشكر لما قدمتموه ولكم الدعاء بالصبر -أعانكم الله- علي الابتلاء وبإذن الله ستمر الأزمة بالصبروبالأيمان بالله الحق العدل لتصبح ذكرى في طي النسيان.
وحديثي إلي المجتمع بأكمله بوجود توعية جنسية للأطفال منذ الصغر... من خلال الأعلام الواعي المسئول... في المدرسة والبيت... الأسرة التي تربي وتعلم تتابع ترشد وتوجه تغرس الدين والقيم في نفوس الأبناء... المدرسة البيئة الأكثر أمانا للطفل... رجال الدين مؤسسات الدولة المسئولين كل في مكانه لكل منا دور أما أن نكون قادرين علي تحمل المسئولية والقيام بالدور على أكمل وجه وأما الانسحاب من مكان القيادة... نعم الانسحاب من الإنجاب إذا لم نستطع التربية والتوجيه والمتابعة... الانسحاب من جهة العمل إذا لم أستطع القيام بواجبي من أمن أو تعليم أو أشراف... انسحاب المؤسسة الإعلامية بدلا من عرض القدوة المشوهة ونشر التلوث السمعي والبصري... أنسحب لتعطي الفرصة للأقدر والأكفاء والأجرأ الذي لا يخشى في الحق لومة لائم فكلنا مسئولون وكلنا مسائلون من جهات عملنا ومن رب كريم لا يرضي الظلم علي العباد فلنستقم جميعا وإذا استقام الأفراد استقام المجتمع ولاستقامت الدولة وارتقت... استقيموا يا أول الألباب...!!! .