رانيا براغيث تكتب: الطريق ليس ممهدا !
![](https://www.elmydannews.com/img/24/02/25/216927.jpg)
![](https://www.elmydannews.com/ix/GfX/logo.png)
لم تكن المسافه التي قطعتها لتمييز ما أرادت ان تميزه بعيده .. أبدا .
ولكن الطريق الذي سلكته كان ليس ممهدا .. تسألت قبل أن تخطو الخطوه الأولي و زمجرت كيف سأمشي علي هذه الحصوات الصغيره و حذائي صمم للسير علي أرض ملساء .. عده عمليات حسابيه أجرتها بذهنها لتحسب الزمن الذي ستقطعه وصولا لغايتها بسرعه الخطي علي أرض غير مستقيمه و حذاء غير مريح في المشي لمثل هذه الرحلات و بعض التحليلات لآليه الخطوه و مدي تأثر ساقها و عمودها الفقري لتحمل الألم الذي سينتج و فضلا عن هذا خساره حذاء تعتبره المفضل لديها .
إستقرت علي قرارها و أنها ستمضي ..لابد من حسم هذه المعضله .. فالصوره مشوشه و إذا وجدت الرغبه و النيه لإكتشاف حقيقه ما فعليها إختبار التفاصيل عن قرب .. لكي تتسني لها الرؤيه بوضوح .
الخطوه الأولي بدت غير ثابته ثم الثانيه كانت مائله وصولا للثالثه المترنحه و توالت الخطوات حتي باتت قريبه جدا من غايتها و يا للعجب وجدت نفسها تمشي بخطى ثابته واثقه نحو هدفها .. هنا أدركت أن الحافز و الدافع للتقدم جعلها تذلل الوسيله بل و تطوعها ..شيئا فشيئا أدركت أنه لتحقيق الأماني كل ما عليك هو التحرك .
نعم .. لا تقف ساكنا فالزمن يمر و القدره علي استبصار كنه الاشياء تضعف .. تحرك نحو غايتك و ما صعب عليك في بدايه الطريق سيصبح سهلا مع الوقت .. تكيف ..تنازل قليلا ..كن مرنا ..ولا لكن إياك ان تقبل ان يستخف بذكائك ..هنا تكمن و تستقر الحقيقه التي أرادت تمييزها و قررت إنتزاع تقييم صحيح لتستند له عند إتخاذ القرار الفاصل .
عندما كشفت عن الظل الأزرق الذي رافقها لساعات كانت قلقه و قررت أن تتأكد هل هو حقا موجود؟؟ أم هو إنعكاس لآخر قطع طريقها علي سبيل الخطء .. يا للمفاجأه عندما إشتدت الظلمه وإاختفي الظل تماما و هذه حقيقه الظلال لا تظهر في النور و لا الظلام .. تظهر مع الانوار الشاحبه المحتضره فقط و تختفي إذا قويت أو ماتت ..لبرهه أدركت أنها تضيع وقتها في تحليل ظاهره الظل الازرق في كل الاحوال هي ستعيش في الضوء القوي و تخلد للراحه في الظلام الدامس حيث لا حاجه لها علي الاطلاق لظل زرقا كان او احمرا فكلاهما مخيبين للامال و لا يمكن ابدا أن تتكأ علي أي منهم اذا شعرت بالانهاك .
خطت الخطوات الأخيره نحو أمر كان أمر التحرك نحوه مثيرا و هادفا تاركه خلفها اثارا حفرتها كعوب حذائها الحاده بعد أن نالت منها الأتربه و جرحتها مطبات الطريق و لكن لا بأس فهي الان تقف تحت قبه السماء حافيه الأقدام بعد ان قررت أن تريح ظهرها المشدود الما من إنتعال هذه الحذاء لهذا الطريق .. فتحت يديها و مالت للخلف إستنشقت هواء نقيا و داعبت النسمات كتفيها العاريه و أصبحت خصلات شعرها تتموج و كأنها كانت سجينه و اخيرا وجدت الحريه .
عادت الي الواقع و نظرت مطولا لغايتها و دققت النظر .. قطعت كل المسافه متحمله الألم لتاخذ قرار واحد الا وهو التأكد من صفو هذه المياه التي لاحت من بعيد لها في وقت كان الظمأ يشق حلقها جفافا .. حدثت نفسها إذا ما كانت المياه ستروي عطشها فلماذا تتخلي عن محاوله الوصول لها و لكن وضعت إحتمالا أن تكون الصوره مجرد سراب و انها تهذي و لا وجود للماء .
تقدمت ووضعت اطراف اناملها بالماء و اخذت تستشعر درجه حرارته ..كان باردا جدا و عندما نظرت بعمق داخل الماء اكتشفت أنه راكدا تنبعث منه رائحه آثارت في نفسها النفور .. الماء حقا ماء ولكنه ملوث نتن .. غير صالح للإستخدام بل قد يودي بحياتها .. استقامت مره اخري و هنا داعبت نفسها ساخره أموت عطشه ولا أموت بالسم .. نعم ربما العطش تتحايل عليها باكل فواكهه او خضروات و لكن السم سيجلط دمك و تموت في الحال .
الإختيارات في الحياه شيء ليس سهل علي الاطلاق و لكنها تحتاج الكثير من الجهد في الإكتشاف و الإختبار و التحليل .. ربما اختيارا اوصلك للسعاده و ربما آخر أسكنك القبر .. تأنوا ففي التأن السلامه .