العلم الهش و جائزة نوبل
د . طارق ناصر

منذ نشأة جائزة نوبل فى بداية القرن العشرين لم يوصي ألفريد نوبل بجائزة فى الاقتصاد. و بدأ منح تلك الجائزة فى عام 1969.
بداية لابد ان نقر بأن العلم ليكون علم لابد ان يبني علي نظريات ذات مصداقية. نظريات لها أسس و لها دلائل و شواهد فى الحياة.
النظريات العلمية لابد و بالضرورة ان تندرج تحت بند اليقين و حتي العلوم و النظريات المبنية علي التنبؤ و الاحتمالات فهي و ان كانت تنبؤية و لكن لها دوال احتمالية واضحة للنجاح و الفشل.
اما الاقتصاد كما نراة جميعا علم هش ( اذا جاز لة التعريف العلمي) ليس علم يقيني الحدوث بكل تأكيد كما انة غير واضح المعالم ليس لة قواعد صلبة او حتي قواعد بدوال احتمالية يمكن الاعتماد عليها فى تصميم برامج مستقبلية لازدهار العملية الاقتصادية.
طبعا كلامي هذا مبنيا علي الظروف الطبيعية من السلام و الوئام بين الدول و ليس فى الظروف القهرية من كوارث طبيعية او حروب.
و لعل ما حدث فى حكومة ليز تراس اكبر دليل علي صدق الكلام. فوزير المالية كواسي كان لة اراء ( مجرد أراء و تصورات ليست مبنية علي نظريات صلبة) لإنقاذ الاقتصاد البريطاني و تصور هو و رفاقة ان اخذ خطوات اقتصادية بناءا علي تلك الاراء سينقذ الاقتصاد البريطاني و ينعشة. و الشئ بالشئ يذكر فكواسي هذا حاصل علي الدكتوراة فى تاريخ الاقتصاد من اعرق جامعات العالم كامبريدج.
و ما حدث هو العكس تماما. تلعثم الاقتصاد البريطاني المتعثر أصلا. و لأول مرة نسمع توبيخ صريح لدولة من دول العالم الأول من قبل صندوق النقد الدولي لخطوات اقتصادية سيئة للغاية تنتهجها بريطانية التي كانت عظمي.
تذمر الشعب و ساءت الاحوال و حدث اضطراب غير مسبوق فى انجلترا. تم اقالة كواسي اولا ثم استقالة رئيسة الوزراء ثانيا و دفعوا ثمن القرارات الخاطئة.
الغريب و المدهش ان كواسي فى حوار بعد إقالته ( او استقالتة لا تفرق كثيرا) ظل عند موقفة ان رأية فى القرارات الاقتصادية انها كانت صحيحة. طبعا الاحوال و ما حدث أثبت عدم جدواها. طبعا ليس عندة اى دليل علمي يقيني يمكن ان يعضد بة رأية فيما تم اتخاذة من قرارات مجرد اراء شخصية و توجهات من بنات افكارة.
أعتقد انة ان الآوان ان تقف لجنة نوبل مع نفسها وقفة جادة و واضحة لتعريف ما هو علم و ما هو مجرد أراء.
العلم هو الحقيقة و اليقين بالضرورة اما ما عدا ذلك لا يمكن اعتبارة علم. العلم ما لم يقف علي ارض صلبة يمكن ان تستفيد بة البشرية إلي الأبد بلا لبس أو غموض يمكن تسميتة اى شئ آخر.
اعتقد ان الاقتصاد تم اقحامة علي جوائز نوبل لأهداف سياسية بحتة و لتوجهات معينة لا أكثر و لا أقل. يجب ان تقف اللجنة المنظمة بوضوح و شفافية و مصارحة و يعودون ادراجهم لتنفيذ وصية صاحب الجائزة نفسة ألفريد نوبل و تحذف الاقتصاد من قوائم نوبل.