قادرون على صناعة أنفسنا
وفاء حسن
حسب مجريات الحياة وقوانين الطبيعة ..كل إنسان له المقدرة علي توضيح ذاته وإبراز كينونتها وغير مطلوب ممن حوله فعل ذلك بمعني ...أنه أيها المتسلق علي اكتاف الآخرين لإظهار نفسك منتهي المهانه وتحقير الذات وتقليل شأنها حيث هذا مخالف لما خلق الله لكل نفس علوها في السماء ورقي وابهار .
-فإذا اعتبرنا "صناعه النفس " وظيفة فهي وظيفه لايتزاحم فيها الكثيرون لان من يقومون بها نادرون واثقون .اصحاب همه وعزيمتهم قوية من شابههم كان علي دربهم وإلا فلا الكائنات الطفيلية المتسلقة لا تنتمي لهذه الفئه لانهم لا يصنعون نجاح بل للاسف هم سارقين لمجهود الآخرين.
صناعة النفس علي الأغلب قائمة علي قواعد و أصولُ ، و حال تخلُّفِها يكون الخلل ، و يُخَيِّمُ الفشل أهم هذه القواعد التي هي بالفعل المرسي الحقيقي لنجاح اي انسان هي.. معرفة قُدُرَاتُ النفس :حيث متَّعَ الله الخلق بقدرات و مواهب متفاوتةٌ بين الناس ، و هم فيها متباعدون فإذا عرف الإنسان قُدُرَاتُ نفسِه أحسن استعمالها ، و انشغل بها عن غيرها، وذلك يكون بعدم رَفْعِ النفس فوق قدْرِها حيث نري الكثير مَنْ يُخادع نفسه و يُلْبِسُها لباس الزور فيُنزلها منازل كبيرةً عليها ، ليست هي من أهلها، وعدم إهانتها و إنزالها عن قدرها . و هذه كسابقتها في الكثرة و الانتشار، وأعني بقُدَرِ النفس : ما تعرف النفس أنها ميَّالَةٌ إليه ، و تتيقَّنُ أنها تعطي وتنجح فيه أكثر . -حُسْنُ إدارة النفس :وهي قُدْرَةُ الفرد على توجيه مشاعره و أفكاره و إمكانياته نحو ما يريد تحقيقة.
فَحِيْن يستطيع الإنسان أن يوجِّهَ خواطره و مشاعره نحو ما يسعى إليه في حياته يكون بدءُ مرحلة متقدمة من ( صناعة النفس ).، و إدارة النفس فنُّ له أصوله و قواعده و مهاراته ، فليس أمرٌ بالهين.
تزكيةُ النفس :وهو تنميتها ، و تطهيرها ، فتنميتها تكون بـ : الطاعات ، و الفضائل ، و تطهيرها يكون بـ : التخلِّي من الآفات ؛ المعاصي ، انحطاط الأخلاق، ومراحل تربية النفس و تطهيرها .
—التدرُّج :النفس دائما ساعيةٌ إلى الخمول و السُّكون ، لذلك لصناعة النفس فلا بدَّ من نقلها من مواطن الركود إلى منافذ العلو و الحركة .
و هذا يحتاج إلى أن يتدرَّج بها من الركود إلى العلو شيئاً فشيئاً و ذلك لان في التدرُّج تحول يسيير يستدعي تقبُّلَ النفس لتلك الصناعة . -الحكمة : و تقتضي صناعه النفس التعامل بالحكمة مع النفس ؛ فلا تُجْهَدها، و لا تُتركها تخمُل ، فلنجعل الإقبال نحو مواطن العلو هدف؛ فهو الفرصة لتربيتها ، و تنميتها .ولتجعل الإحجام عن الفضائل في حدود وليكن الترغيب ؛ فيرغب نفسه بفضائل الأفعال ، و مواطن الكمال .
-الترهيب فيرهب نفسه بعواقب الانحطاط، و يوضح مساويء الدنو.
ولـ ( صناعة النفس ) طريقان مهمان:
١- الذات :
أن يكون الإنسان هو الصانع لنفسه ؛ و ذلك من خلال ما ذكرت من قواعد سابقة . ٢- الغير :- أن تكون (صناعة النفس ) من خلال من هو خارج عنه _ من : صاحب ، أو عالم ، أو أبٍ و المجالات كثيرة و متعدِّدَةٌ لصناعه النفس ، و ولكن هناك مجالان مهمان : مجال العلم :-اغلب الناس تعمل علي نفسها تعلما وتأدبا لكن المُؤْسِف أن يكون من يشتغل بالعلم دائمَ الصعود و الظهور على أكتاف الكبار.
مكتفيا لتقليدهم ، حَذِرَاً من إبداء أي رأي له خوفا عدم المُوَافَقَة ، و هذه سلبية لا إيجابية ، لأنه يجب أن يكون مستقلا لذاته كي تصبح قدراته أعلي وارفع في الإبداع مجال الدعوة و هذا أكثر و أشهر و ( صناعة النفس ) فهي تكون بأن يَعْتَمِدَ الإنسان على ذاته في تبليغ الدعوة ، و نشر الدين في أوساط الناس، و كذلك أن يسعى لإيجاد طرق مُتَعَدِّدَةٍ لذلك في نطاق ماحوله من معطيات.