في ظل مصاعب الحياة التي تواجه الزوجين وتؤثر علي سلامة صحتهم النفسية ، من حجم الضغوط والمشكلات التي يعانوا فينشأ صراع دائم بينهم و يواجهون مشاكلهم إما بالتجاهل أو الاستسلام فتتفاقم حجمها حتي تصل إلي عواقب لا تحمد عقباها ، وإذا تمعانا النظر في السبب سنجد إن التفاهم هو مفتاح نجاح العلاقة وعلاجها. وفي قوله تعالي " أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ }الروم: 21{.
فالزواج سكينه ومودة ورحمة يعيش فيه الزوجين ويتقاسما معا في السراء والضراء ويصبح الزوج هنا سكنا لزوجته وتصبح هي سكنا له، فعلاج المشكلات يبدأ من الاتفاق علي خلق وقت لعرض مشاكل كلاً منهما ويستمع إليها الآخر ليضعان الحلول المناسبه لهما دون تدخل من أحد ، وأن لكل منهم دور نحو بعضهما وواجبات لا يظلم فيها الآخر ولا يتحمل احد فوق طاقته كي لا يختل ميزان العدل بينهما.
فإذا كانت المرأة لديها واجبات أكبر وأكثر نحو بيتها وزوجها إلا أنها تنتظر دائما دور الرجل في مساندته لها وأن يقدم لها يد العون كمسئول مسئولية كامله عنها وعن أسرته ولا يتنصل من دوره فتصبح هي الرجل والمرأة معاً ، فالزواج كالشراكة لمشروع ما يؤسسه شريكان يتحملان الخسارة والمكسب فمهما كلفتهم النتائج اتفقوا علي التوحد من أجل نجاح هذا المشروع فليس من العدل إن يعمل شريك ويبذل من وقته وجهده والآخر يحصد ربح فقط ، كذلك علاقة الزواج علاقة طردية كلا منهما يعطي لينتظر نتائج عطاياه.