ما لا تعرفه عن "القبطي" الذي أوقف بناء سد أثيوبيا
- حازم رفعتبعد أن رفضت السلطات الإثيوبية إقتراح مصر لها بشأن سد النهضة، ووصفته بأنه ينحاز بقوة لإثيوبيا ومجحف بشدة بمصالح دول المصب.
ووفقا لمذكرة أصدرتها وزارة الخارجية المصرية، بأنتهاء الاجتماعات التي عُقدت بين مصر وإثيوبيا والسودان بتعثر المفاوضات الخاصة بشأن سد النهضة الإثيوبي، رفضت إثيوبيا "بدون نقاش" المقترح المصري المتعلق بتشغيل السد.
و حذر الكثيرون من عواقب تأزمه قبل بدء تشغيل السد العام المقبل.
ونرجع الي الزمان الماضي الجميل، حيث العلاقات المصرية الاثيوبية في الخمسينات من القرن الماضي، يحكى ان هناك قبطي يدعي قرياقص ميخائيل المراغي، وهو من مواليد مدينة المراغة في محافظة سوهاج عام ١٨٨٧، وتخرج في مدارس الاقباط، ثم جذبته الصحافة وبعد أن عمل مراسلاً وصحفياً حراً في القاهرة والإسكندرية، سافر الي لندن وعاش هناك سنوات عمره من عام ١٩١١ وحتي وفاته سنة ١٩٥٦ وصار اشهر من نار علي علم .
وتخرج قرياقص في مدارس الاقباط ثم جذبته الصحافة وبعد أن عمل مراسلا وصحفيا حرا في القاهرة والإسكندرية سافر الي لندن وعاش هناك سنوات عمره من عام ١٩١١ وحتي وفاته سنة ١٩٥٦ وصار اشهر من نار علي علم .
دافع عن حقوق الاقباط في وقت انعقاد المؤتمر القبطي سنة ١٩١١ وآلف كتاباً شهيراً بالإنجليزية اسمه مسلمون واقباط تحت الاحتلال الإنجليزي أظهر فيه متاعب الاقباط وأوضح دور الإنجليز في انقسام المصريين .
عمل مراسلا للصحف وكان لسان حال مصر في كل الصحف العالمية التي نشرت مقالاته وتعرض لمتاعب كثيرة لموقفه الداعم لمصر في مواجهة الاحتلال وكان له قضية شهيرة في الدفاع عن العمال المصريين الذين يعملون في السفن الإنجليزية وصار بيته في لندن مقصد لكل المصريين ولقبوه بعمدة لندن واسس مكتبة لبيع وشراء الكتب النادرة وكانت أشهر مكتبة وقتها في اوربا ومصر ولما كان يزور مصر كان يتم استقباله من كل المصريين وكان صاحب كلمة حق ولم تعجبه اتفاقية ٣٦ ولم يخش ابدا أن يكتب ما يؤمن به رغم أن ذلك عرضه لمتاعب كثيرة وفي آخر أيامه اهدي حديقة بيته ليكون نادي للمصريين في لندن.
و من اعجب مواقفه الوطنية عندما كانت اثيوبيا تقوم بدراسات لبناء سد تانا علي النيل وما يشكل ذلك من خطر علي مصر وقتها قام وزير الأشغال عثمان باشا محرم بالاتصال بقرياقص في لندن وكان يعرف علاقته بهيلاسلاسي امبراطور الحبشة وطلب منه التوسط وكان قرياقص قد استضاف هيلاسلاسي وقت احتلال اثيوبيا من ايطاليا وصار صديقا له
وسافر قرياقص ميخائيل لإثيوبيا وفعلا رحب الإمبراطور هيلاسلاسى بصديقه المصرى وتكلما في أمر السد وقال هيلاسلاسي أنه لن ينفذ اي مشروع علي النيل الا بموافقة مصر وقال له أنه لا ينسي لمصر موقفها الداعم لإثيوبيا في حرب تحريرها من استعمار ايطاليا .