السيناريست عماد النشار يكتب : في عشق الكتابة
يقول الروائي الدكتور إيهاب بديوي في روايته فن ممارسة الحزن:
"ربما كل ما نملكه هو أن نحكي، أن نُبقي الذاكرة حيّة… الحكاية شكل من أشكال المقاومة."
الكتابة ليست قرارًا، بل شعور لا يمكن تجاهله. فهي ليست أمرًا نختاره، بل إحساس يعيش فينا، شيء في الداخل يدفعنا إلى التعبير، يحرك الكلمات في عقولنا قبل أن تُكتب على الورق. إنها شغف لا يهدأ، ونداء لا يمكن كتمانه.
الذين يحبون الكتابة لا يلاحقونها، بل هي من تأتي إليهم. ربما تظهر بدايتها في كراسة المدرسة، أو في رسالة لم تُرسل، أو في فكرة خطرت في لحظة تأمل. وقد تزورك الكتابة في أي عمر، فهي لا تسأل عن شهادات ولا ألقاب، بل تبحث عن قلب حي وعقل يقظ. وكما تقول رضوى عاشور:
"الكتابة تأتي من تلقاء نفسها، فلا يتعيّن عليك سوى أن تقول: مرحبًا، وتُفسح لها المكان."
اقرأ أيضاً
مدحت العدل: مسرحية أم كلثوم حصاد عام كامل من التحضير، وهذا سعر التذكرة
عرض أزياء الأناضول بالسفارة التركية على أنغام أم كلثوم
”منتدي ناصر الدولي” ينظم زيارة لدار الأوبرا واحتفالية بذكرى أم كلثوم
في ذكري ميلادها.. تعرف على أبرز المحطات والأزمات في حياة كوكب الشرق أم كلثوم
شريف مدكور: فيلا أم كلثوم تحولت لبرج قبيح المنظر
الأوبرا تنظيم حفل «كلثوميات» على مسرح معهد الموسيقى الأحد المقبل
سر إهداء ابنة نجيب محفوظ مكتبة والدها لمكتبة الإسكندرية
عمرو مصطفي: تعرضت للاكتئاب 4 شهور بسبب أم كلثوم (فيديو)
مدحت العدل: نمتلك مستندات موثقة من ورثة أم كلثوم بأحقية نشر أغانيها
اعتداءات على النزلاء.. تفاصيل جديدة بشأن دار أم كلثوم للمسنين والأيتام
علي جمعة : أم كلثوم كانت من أشد المعجبين بالشيخ أبوالعينين شعيشع
مدحت صالح: عملت أغنية مهرجانات وأم كلثوم مطربة شعبية (فيديو)
الكاتب الحقيقي لا ينتظر من يُجيز له أن يبدأ، ولا يسعى وراء الألقاب. فعندما تمتلئ النفس بالكلمات، يكتب لأنه لا يستطيع أن يسكت، لأنه يشعر أن الكتابة هي الطريقة الوحيدة للتنفّس. لكن الشغف وحده لا يكفي. الكتابة تحتاج إلى تدريب، صبر، قراءة دائمة، وفهم للغة والمعنى. الكلمة القوية تحتاج عقلًا متفتحًا، والفكرة العميقة تحتاج أسلوبًا دقيقًا.
اكتب، حتى لو لم تكن راضيًا عمّا تكتب. اكتب، حتى لو لم يقرأك أحد. فكل كاتب كبير كان يومًا مبتدئًا، يتعثّر في لغته، ويعيد ترتيب كلماته مرات كثيرة. "فرانز كافكا"، مثلًا، كتب كثيرًا، لكنه لم ينشر إلا القليل، وطلب من أصدقائه أن يحرقوا ما تبقى بعد موته. ومع ذلك، صار من أعظم كتّاب العالم، لأن ما كتبه لم يكن ترفًا، بل كان ضرورة.
الكتابة لا تحب من ينتظر. إذا أردت أن تكبر في الكتابة، فابدأ بالتعلّم، لا تنتظر أن تأتيك المهارة، بل اذهب أنت نحوها. اقرأ كثيرًا، في الأدب والفكر والفن والسياسة والشعر والتاريخ والفلسفة. تأمّل نصوص الكتّاب الكبار، وأصحاب التجارب الذين سبقوك وأصبح لهم إنتاج أدبي حتى لو كتاب واحد. لا لتقلدهم، بل لتفهم كيف عبّروا عن الحياة بالكلمات.
درّب نفسك على اختيار الفكرة الجيدة، وعلى تحسين طريقة التعبير. لا تحتفظ بنصوصك لنفسك، بل شاركها واطلب الرأي، وتقبّل النقد. لا تخشَ التجربة، ولا تخف من الوقوع. وتذكر جيدًا أن قيمة الكاتب لا تُقاس بعدد الإعجابات، بل بصدق كلماته، وبالأثر الذي تتركه في النفوس.
كثيرون اليوم يكتبون، لكن قلائل هم من يدركون أن الكتابة الحقيقية ليست مهنة ولا موهبة فقط. إنها موقف من الحياة. أن تكتب يعني أن تقول الحقيقة، أن ترفض أن تزيّن القبح، وأن تضع يدك على الجرح. أن تكتب هو أن ترفض الصمت والخنوع في وجه الزيف، وأن لا تقف على الحياد.
قال الجاحظ:
"إذا كنت ذا رأيٍ فكن ذا عزيمة، فإن فساد الرأي أن تتردد."
والكاتب كذلك، لا يتردد في التعبير عمّا يؤمن به. فالكاتب لا يُطمئن، بل يُوقظ. لا يكتب ليرضي الجميع، بل يكتب ليدفع القارئ إلى التفكير وربما إلى الاختلاف. لا يسعى لأن يكون محبوبًا، بل لأن يكون صادقًا.
تأمّل "جورج أورويل"، مثلًا، لم يكتب ليمضي الوقت، بل ليكشف ما خفي، وليفضح الظلم حين يتخفى خلف الشعارات. وكذلك الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم الذي رحل عنا منذ أيام. فالكاتب الحقيقي لا يكتب ليُرضي قارئًا كسولًا، بل لأنه لا يستطيع أن يصمت، كما قال ألبر كامو:
"الكاتب هو الذي لا يستطيع أن يصمت."
أحيانًا قد يتسلّل إليك اليأس، وتشكّ في فائدة ما تكتب. وقد تظن أن الكلمات لا تغيّر شيئًا، لكن الحقيقة أن كل فكرة صادقة تُشبه قطرة المطر… قد لا تُحدث سيلًا، لكنها تغسل شيئًا ما في قلب شخص ما. وهذا وحده كافٍ لتكتب. فأنت لا تكتب لتملأ الفراغ، بل لتكسره. اكتب لأنك تؤمن بشيء، ولا تنتظر من يمنحك الإذن، بل امنحه لنفسك.
تعلّم، ودرّب أدواتك، لكن لا تضيّع صوتك. واعلم أن الكتابة ليست رفاهية، بل هي مسؤولية. إنها موقف، إنها صوت داخلي لا يمكن لأحد أن يسكته. فالكتابة لعشاقها والمسكونين بها هي الحب الذي قالت عنه أم كلثوم:
"أمّر عذاب وأحلى عذاب."
فلتكن كتابتك صوتك الأصدق، ومنك يبدأ التغيير. فلا تتردد في التعبير، فالكلمة التي تكتبها اليوم قد تُشعل في الغد نارًا لا تنطفئ.



















العدد الجديد من جريدة الميدان «1027»
العدد الجديد من جريدة الميدان «1022»
غدًا العدد الجديد من «جريدة الميدان» في الأسواق
العدد الجديد من جريدة الميدان «983»
الميدان تنعى ببالغ الحزن الحاج نور أبوسمرة المعداوي وتتقدم بخالص العزاء لأسرة...
الميدان ينعي ببالغ الحزن عائلتي مرجان وأبو غانم في وفاة والده الأستاذ...
بالتفاصيل...طعن على الانتخابات البرلمانيه ٢٠٢٥ امام المحكمه الادارية العليا
الميدان تهنئ أفراح عائلات المعداوى والسماديسى بحفل خطوبة الدكتور حسن والأستاذة أريج