الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 05:57 مـ 18 جمادى آخر 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    فن

    السيناريست عماد النشار يكتب : في عشق الكتابة

    السيناريست عماد  النشار
    السيناريست عماد النشار

    يقول الروائي الدكتور إيهاب بديوي في روايته فن ممارسة الحزن:

    "ربما كل ما نملكه هو أن نحكي، أن نُبقي الذاكرة حيّة… الحكاية شكل من أشكال المقاومة."

    الكتابة ليست قرارًا، بل شعور لا يمكن تجاهله. فهي ليست أمرًا نختاره، بل إحساس يعيش فينا، شيء في الداخل يدفعنا إلى التعبير، يحرك الكلمات في عقولنا قبل أن تُكتب على الورق. إنها شغف لا يهدأ، ونداء لا يمكن كتمانه.

    الذين يحبون الكتابة لا يلاحقونها، بل هي من تأتي إليهم. ربما تظهر بدايتها في كراسة المدرسة، أو في رسالة لم تُرسل، أو في فكرة خطرت في لحظة تأمل. وقد تزورك الكتابة في أي عمر، فهي لا تسأل عن شهادات ولا ألقاب، بل تبحث عن قلب حي وعقل يقظ. وكما تقول رضوى عاشور:
    "الكتابة تأتي من تلقاء نفسها، فلا يتعيّن عليك سوى أن تقول: مرحبًا، وتُفسح لها المكان."

    الكاتب الحقيقي لا ينتظر من يُجيز له أن يبدأ، ولا يسعى وراء الألقاب. فعندما تمتلئ النفس بالكلمات، يكتب لأنه لا يستطيع أن يسكت، لأنه يشعر أن الكتابة هي الطريقة الوحيدة للتنفّس. لكن الشغف وحده لا يكفي. الكتابة تحتاج إلى تدريب، صبر، قراءة دائمة، وفهم للغة والمعنى. الكلمة القوية تحتاج عقلًا متفتحًا، والفكرة العميقة تحتاج أسلوبًا دقيقًا.

    اكتب، حتى لو لم تكن راضيًا عمّا تكتب. اكتب، حتى لو لم يقرأك أحد. فكل كاتب كبير كان يومًا مبتدئًا، يتعثّر في لغته، ويعيد ترتيب كلماته مرات كثيرة. "فرانز كافكا"، مثلًا، كتب كثيرًا، لكنه لم ينشر إلا القليل، وطلب من أصدقائه أن يحرقوا ما تبقى بعد موته. ومع ذلك، صار من أعظم كتّاب العالم، لأن ما كتبه لم يكن ترفًا، بل كان ضرورة.

    الكتابة لا تحب من ينتظر. إذا أردت أن تكبر في الكتابة، فابدأ بالتعلّم، لا تنتظر أن تأتيك المهارة، بل اذهب أنت نحوها. اقرأ كثيرًا، في الأدب والفكر والفن والسياسة والشعر والتاريخ والفلسفة. تأمّل نصوص الكتّاب الكبار، وأصحاب التجارب الذين سبقوك وأصبح لهم إنتاج أدبي حتى لو كتاب واحد. لا لتقلدهم، بل لتفهم كيف عبّروا عن الحياة بالكلمات.

    درّب نفسك على اختيار الفكرة الجيدة، وعلى تحسين طريقة التعبير. لا تحتفظ بنصوصك لنفسك، بل شاركها واطلب الرأي، وتقبّل النقد. لا تخشَ التجربة، ولا تخف من الوقوع. وتذكر جيدًا أن قيمة الكاتب لا تُقاس بعدد الإعجابات، بل بصدق كلماته، وبالأثر الذي تتركه في النفوس.

    كثيرون اليوم يكتبون، لكن قلائل هم من يدركون أن الكتابة الحقيقية ليست مهنة ولا موهبة فقط. إنها موقف من الحياة. أن تكتب يعني أن تقول الحقيقة، أن ترفض أن تزيّن القبح، وأن تضع يدك على الجرح. أن تكتب هو أن ترفض الصمت والخنوع في وجه الزيف، وأن لا تقف على الحياد.

    قال الجاحظ:
    "إذا كنت ذا رأيٍ فكن ذا عزيمة، فإن فساد الرأي أن تتردد."

    والكاتب كذلك، لا يتردد في التعبير عمّا يؤمن به. فالكاتب لا يُطمئن، بل يُوقظ. لا يكتب ليرضي الجميع، بل يكتب ليدفع القارئ إلى التفكير وربما إلى الاختلاف. لا يسعى لأن يكون محبوبًا، بل لأن يكون صادقًا.

    تأمّل "جورج أورويل"، مثلًا، لم يكتب ليمضي الوقت، بل ليكشف ما خفي، وليفضح الظلم حين يتخفى خلف الشعارات. وكذلك الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم الذي رحل عنا منذ أيام. فالكاتب الحقيقي لا يكتب ليُرضي قارئًا كسولًا، بل لأنه لا يستطيع أن يصمت، كما قال ألبر كامو:
    "الكاتب هو الذي لا يستطيع أن يصمت."

    أحيانًا قد يتسلّل إليك اليأس، وتشكّ في فائدة ما تكتب. وقد تظن أن الكلمات لا تغيّر شيئًا، لكن الحقيقة أن كل فكرة صادقة تُشبه قطرة المطر… قد لا تُحدث سيلًا، لكنها تغسل شيئًا ما في قلب شخص ما. وهذا وحده كافٍ لتكتب. فأنت لا تكتب لتملأ الفراغ، بل لتكسره. اكتب لأنك تؤمن بشيء، ولا تنتظر من يمنحك الإذن، بل امنحه لنفسك.

    تعلّم، ودرّب أدواتك، لكن لا تضيّع صوتك. واعلم أن الكتابة ليست رفاهية، بل هي مسؤولية. إنها موقف، إنها صوت داخلي لا يمكن لأحد أن يسكته. فالكتابة لعشاقها والمسكونين بها هي الحب الذي قالت عنه أم كلثوم:
    "أمّر عذاب وأحلى عذاب."

    فلتكن كتابتك صوتك الأصدق، ومنك يبدأ التغيير. فلا تتردد في التعبير، فالكلمة التي تكتبها اليوم قد تُشعل في الغد نارًا لا تنطفئ.

    أم كلثوم الحاجز

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    الثلاثاء 05:57 مـ
    18 جمادى آخر 1447 هـ 09 ديسمبر 2025 م
    مصر
    الفجر 05:07
    الشروق 06:39
    الظهر 11:47
    العصر 14:37
    المغرب 16:55
    العشاء 18:18