محمد ريان يكتب: ترشيحات في غير محلها وأسماء لا تليق بمواقعها

تعجبتُ، كما تعجب كثيرون من أبناء هذا الوطن، من بعض ترشيحات الدولة لشخصيات لا يعني انتشارها أنها تمتلك فكرًا، ولا يدل ظهورها المتكرر في المشهد العام على أهميتها أو قيمتها الحقيقية.
فقد أصبحنا نرى أسماءً مشهورة ولكنها فارغة المحتوى، وأشخاصًا لا يقدمون سوى أدوار شكلية أشبه بـ"الأراجوزات"، تُسهم في ترهل الوعي وإصابة المجتمع بالجمود.

إن مجلس الشيوخ ليس ساحة للتجريب أو مكانًا لمن تم اختيارهم لمجرد القرب من دوائر صنع القرار. فالموقع النيابي مسؤولية كبرى، ويجب أن يكون الاختيار دقيقًا وسليمًا، لا تشوبه المصالح أو المجاملات.

لقد تحولت بعض الترشيحات إلى حالة من العشوائية التي تُفقد الشارع ثقته في المؤسسات، خصوصًا حين تُمنح مقاعد المجلس لأسماء لا تمثل الفكر أو الثقافة أو التاريخ، بل الظهور فقط.
وعندما يُختار فنان لعضوية المجلس، فمن الطبيعي أن يكون من أصحاب التاريخ الفني العميق والإسهام الحقيقي، لا مجرد ممثل أو مخرج يدّعي دائمًا أنه "مدعوم" أو "مسنود".

إذا استمرت الأمور بهذا النهج، فقد نجد أنفسنا يومًا نرى على مقاعد المجلس فنانين وراقصات لا علاقة لهم بالشأن العام أو بالوعي الثقافي والسياسي المطلوب لعضوية مثل هذا الكيان المحترم.

إن الشارع المصري في حالة دهشة واستغراب من وجود بعض الأسماء التي لا تليق بمكانها، وعلى القائمين على الاختيار أن يعيدوا النظر سريعًا قبل أن نفقد ما تبقى من مصداقية وثقة في مؤسساتنا.