أحمد كريمة يُخالف السرد الشائع: اغتيال عمر بن الخطاب لم يكن عملا فرديا.. والأدلة تُشير إلى مخطط


قدم الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، رؤية مخالفة للسرد الشائع حول استشهاد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، مؤكدًا أن الواقعة لم تكن عملاً فردياً من غلام المغير بن شعبة، بل كانت مؤامرة فارسية رومية دُبرت بليل، هدفها اغتيال أمير المؤمنين في المسجد.
واستدل الدكتور أحمد كريمة، خلال لقائه مع الإعلامي أشرف محمود، ببرنامج "الكنز"، المذاع على قناة "الحدث اليوم"، على ذلك بأن القاتل أبو لؤلؤة المجوسي استخدم خنجراً له نصلان نُقع في السم، كما أن الطعنات لم تقتصر على الخليفة، بل أدت إلى مقتل سبعة من الصحابة ممن حاولوا القبض عليه، مما يدل على أن الأمر كان مخططاً له بعناية كرد فعل على إضعاف الإمبراطوريتين الفارسية والرومية على يد عمر بن الخطاب.
وعن كيفية استخلاف عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد طعن عمر، أوضح الدكتور أحمد كريمة، أن الفاروق عمر بن الخطاب لم يختر الخليفة مباشرة، بل أوصى بتشكيل مجلس شورى سداسي من الصحابة الستة الذين توفي عنهم رسول الله وهو راضٍ عنهم، وقد انحصر الأمر في النهاية بين علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان، ليقوم عبد الرحمن بن عوف بالتشاور مع جميع طبقات المجتمع الرجال والنساء والشباب والشيوخ، ثم استقر رأي الأمة على ذي النورين، عثمان بن عفان، الذي "ساهر نبي مرتين" وكان صاحب سخاء عظيم، وتمت البيعة بالإجماع ليكون ثالث الخلفاء الراشدين.
واختتم بقصة رمزية عن مصر، حيث أشار إلى أن نيل مصر تبارك ببركة كتاب عمر بن الخطاب، فعندما أرسل عمرو بن العاص إلى عمر ينبئه بأن المصريين اعتادوا إلقاء عروس (فتاة حية) في النيل ليجري الفيضان، أرسل عمر كتابا إلى النيل قال فيه: "من عبد الله عمر بن الخطاب إلى نيل مصر: إن كنت تجري بقدرك فلا حاجة لنا بك، وإن كنت تجري بقدر الله فنسأل الله أن يجريك"، وبمجرد إلقاء الكتاب، فاض النيل ولم يحتج المصريون لقرابين بشرية بعدها.
وأكد على ضرورة أن يدرك الجميع أن "ما لنا إلا ديننا، ومالنا إلا رسولنا، ومالنا إلا رب العالمين"، داعياً الله أن يحفظ مصر.