خبير علاقات دولية: مصر تُحقق انتصارًا دبلوماسيًا جديدًا في أكتوبر يوازي نصر 1973


أكد محمد ربيع الديهي، خبير العلاقات الدولية، أن مصر تحقق اليوم انتصارًا دبلوماسيًا جديدًا يوازي نصر أكتوبر العسكري، مشيرًا إلى أن نجاح القاهرة في إدارة مفاوضات شرم الشيخ والوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس يُمثل تجسيدًا لقوة الدبلوماسية المصرية.
وقال "الديهي"، خلال لقائه مع الإعلامي محمد قاسم، ببرنامج "ولاد البلد"، المذاع على قناة "الشمس 2"، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجّه دعوة رسمية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحضور توقيع اتفاق السلام المرتقب، موضحًا أن تصريحات ترامب حول زيارته القريبة لإسرائيل لمتابعة عملية وقف إطلاق النار تؤكد نجاح الجهود المصرية في إحلال السلام.
وأوضح أن توقيت هذه المفاوضات يحمل دلالة رمزية كبيرة، إذ يأتي في شهر أكتوبر الذي شهد انتصار مصر العسكري عام 1973، لافتًا إلى أن مصر اليوم تسجل انتصارًا جديدًا ولكن عبر سلاح الدبلوماسية لا البندقية.
ولفت إلى أن القاهرة كانت حازمة في رفض أي اختراق أو فشل للمفاوضات، وأن انعقادها في مدينة شرم الشيخ – مدينة السلام – يحمل رسالة واضحة للعالم بأن مصر قادرة على قيادة جهود السلام وصنع الاستقرار في المنطقة.
وقال، إن الدور المصري في القضية الفلسطينية يبرهن على التزام القاهرة الثابت تجاه حقوق الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن نجاح المفاوضات الأخيرة في شرم الشيخ ساهم في إعادة الزخم الدولي نحو حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأضاف "الديهي"، أن الرئيس الفرنسي ماكرون دعا إلى البناء على الجهود المصرية من أجل تحقيق حل الدولتين، مؤكدًا أن القاهرة كانت وما زالت أقوى نصير للقضية الفلسطينية في المنطقة، وأنها تضعها في عمق الاهتمام المصري والعربي.
وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه الحكم أكد أن القضية الفلسطينية هي "قضية القضايا" بالنسبة لمصر، مؤكدًا أنه لا يمكن تحقيق سلام عادل دون إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود ما قبل 1967 وفقًا للمواثيق الدولية.
وكشف عن أن مصر تخطط لعقد قمة لإعادة إعمار قطاع غزة فور تثبيت وقف إطلاق النار، معتبرًا ذلك خطوة عملية تؤكد أن القاهرة لا تكتفي بالوساطة السياسية، بل تسعى لإرساء سلام حقيقي قائم على التنمية وإعادة البناء.
وأكد محمد ربيع الديهي، خبير العلاقات الدولية، أن قبول إسرائيل بخطة وقف إطلاق النار التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليس تحولًا مفاجئًا في الموقف الإسرائيلي، بل هو تتويج لنجاح الجهود الدبلوماسية المصرية الممتدة منذ أكثر من عامين.
وأوضح "الديهي"، أن مصر لعبت دورًا محوريًا منذ اندلاع الأحداث قبل عامين، سواء على المستوى الدبلوماسي أو الإنساني أو التفاوضي، وكانت صاحبة التحرك الأبرز في التوصل إلى الهدنة الأولى في نوفمبر من العام نفسه، مؤكدًا أن رفض إسرائيل المتكرر للوساطات السابقة تغيّر اليوم بفضل الثقة الدولية في الدور المصري.
وأوضح أن طرح ترامب لهذه الخطة جاء بعد اعتراف المجتمع الدولي بالدولة الفلسطينية، وهو ما اعتبره الديهي ثمرة مباشرة للرؤية المصرية التي قادها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لافتًا إلى أن القاهرة دفعت العالم إلى إدراك أن استقرار الشرق الأوسط لن يتحقق دون حل عادل للقضية الفلسطينية.
وأكد أن المجتمع الدولي بدأ يستفيق ويدرك أن الموقف المصري القائم على الالتزام بالقانون الدولي ورفض التهجير أو تصفية القضية الفلسطينية هو الموقف الصائب الذي يجب البناء عليه لإحلال السلام الدائم في المنطقة.
أشاد محمد ربيع الديهي، خبير العلاقات الدولية، بالدور الكبير الذي لعبه الإعلام المصري خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مؤكدًا أنه ساهم في تصحيح الصورة المغلوطة التي روّجت لها بعض وسائل الإعلام الغربية عن طبيعة الصراع.
وقال "الديهي"، إن الإعلام المصري تحرك بقوة منذ الأيام الأولى للأحداث، ونجح في نقل الحقيقة إلى المجتمع الدولي وكشف أن العدوان كان على الشعب الفلسطيني وليس العكس، مشيرًا إلى أن هذا التحرك كان متوازيًا مع تحركات القيادة السياسية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأوضح أن هذا الأداء الإعلامي الواعي أسهم في تحريك الرأي العام الدولي وإعادة القضية الفلسطينية إلى طاولة الاجتماعات الدولية بعد أن كانت شبه غائبة عن الاهتمام العالمي، وهو ما ساعد في تشكيل موقف دولي أكثر توازنًا تجاه القضية.
وأكد أن ما تحقق اليوم من قبول إسرائيل بوقف إطلاق النار هو نتيجة تراكمية لتحركات مصرية ناجحة — سياسية وإعلامية ودبلوماسية — جعلت من القاهرة المحور الأساسي لأي حديث عن السلام أو استقرار في الشرق الأوسط.
قال محمد ربيع الديهي، خبير العلاقات الدولية، إن ما يحدث الآن في شرم الشيخ بمدينة السلام يُعد انتصارًا جديدًا لمصر ولكن من الشق الدبلوماسي، موضحًا أن مصر خاضت حرب أكتوبر من أجل التحرير واستعادة الأرض، وحققت السلام، واستعادت الأرض والاستقرار في المنطقة.
وأضاف "الديهي"، أن الجهود الدبلوماسية المصرية الحالية هي امتداد لروح أكتوبر، مشيرًا إلى أن استمرار عملية السلام في المنطقة هو نتاج جهود مصرية صادقة لاستعادة الأمن والاستقرار.
وأكد أن النجاح الحالي ليس وليد الصدفة، بل ثمرة جهود دبلوماسية ضخمة قادتها وزارة الخارجية المصرية والقيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، موضحًا أن هذه الجهود لم تقتصر على الجانب الرسمي فحسب، بل شملت تحركات واتصالات ولقاءات مباشرة أجراها الرئيس بنفسه مع قادة العالم لدعم عملية السلام.
ولفت إلى أن استضافة مصر للرئيس الفرنسي واصطحابه في جولة إلى معبر رفح كانت خطوة مهمة، حيث رأى الرئيس الفرنسي بنفسه ما يحدث داخل قطاع غزة من عدوان وحرب إسرائيلية تسببت في كوارث إنسانية جسيمة، مؤكدًا أن هذه المشاهد نقلت إلى المجتمع الدولي حقيقة الموقف المصري وصدق رؤيته في دعم القضية الفلسطينية.