توافق فلسطيني وترحيب عربي ودولي برد حماس على خطة ترامب


وفقا لوكاله انباء (شينخوا) أيدت فصائل فلسطينية اليوم رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة، واعتبرته يعكس موقفا وطنيا بناء ومسؤولا.
وعلى الصعيد العربي والدولي، قوبل رد حماس بترحيب واسع النطاق، وسط دعوات إلى اغتنام هذا "التطور الإيجابي" لتحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، والإفراج عن الرهائن والأسرى.
-- توافق فلسطيني حول رد حماس
وأعلنت حركة حماس مساء أمس الجمعة أنها سلمت ردها على مقترح الرئيس ترامب إلى الوسطاء، بعد مشاورات موسعة داخل مؤسساتها القيادية ومع فصائل فلسطينية وأطراف عربية ودولية.
اقرأ أيضاً
هل يمكن أن تتوقف الحرب في غزة بعد رد حماس على خطة ترامب ؟
مجدي مرشد: التحرك المصري يعكس دبلوماسية متزنة تحفظ الحقوق الفلسطينية وتجنب المنطقة صدامًا جديدًا
أحلام تتغزل في فضل شاكر وابنه محمد: مفخرة للفن العربي
القبض على منادي سيارات غير مرخص بعد فيديو متداول في العجوزة
بدأ العد التنازلي.. تعرف على موعد تطبيق التوقيت الشتوي 2025
مصر تستضيف اجتماعات لوفدين إسرائيلي وفلسطيني
الحجز 10 أكتوبر.. خطوات التقديم على شقق الإسكان عبر منصة مصر العقارية
موافقة على اعتراضات الرئيس.. كواليس 7 ساعات نقاش لدراسة مواد بقانون الإجراءات الجنائية
الشرطة السودانية تكشف خطة تأمين الخرطوم والولايات من المليشيات المتمردة
تعرف على مواعيد فعاليات مهرجان نقابة المهن التمثيلية للمسرح
سيراميكا كليوباترا يقسو على حرس الحدود بثلاثية نظيفة في الدوري
وصفات طبيعية لعلاج البرد.. تعرفوا عليها
وأكدت حماس، في بيان رسمي، "موافقتها على الإفراج عن جميع أسرى الاحتلال أحياء وجثامين وفق صيغة التبادل الواردة في مقترح الرئيس ترامب"، وأبدت "استعدادها للدخول فورا من خلال الوسطاء في مفاوضات لمناقشة تفاصيل ذلك".
وجددت حماس "موافقتها على تسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بناءً على التوافق الوطني الفلسطيني واستناداً للدعم العربي والإسلامي".
والسبت، أكدت فصائل فلسطينية أن رد حماس على المقترح الأمريكي جاء نتيجة "مشاورات وطنية معمقة" بين مختلف الفصائل، ويمثل "موقفا وطنيا مسؤولا" يهدف إلى إنهاء معاناة الفلسطينيين ووقف "حرب الإبادة المتواصلة بحقهم".
ورحبت الفصائل، في بيان صحفي بالمواقف العربية والإسلامية الداعمة للمساعي الرامية إلى إنهاء الحرب، مثمنة "الجهود الكبيرة التي بذلتها كل من مصر وقطر وتركيا من أجل تبني موقف عربي وإسلامي موحد يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ويعجل بوقف العدوان".
وضمت هذه الفصائل كلا من حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وألوية الناصر صلاح الدين.
ودعت الفصائل إلى "استكمال الخطوات والإجراءات من كافة الأطراف"، وحثت السلطة الفلسطينية على القيام بواجباتها والتزاماتها ابتداء من هذه اللحظة، بما يشمل "عقد لقاء وطني عاجل لبحث آليات تنفيذ الاتفاق، وتشكيل هيئة فلسطينية مستقلة لتولي إدارة قطاع غزة، وبحث القضايا الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة".
وأضاف البيان أن الشعب الفلسطيني الذي قدم تضحيات جسيمة يستحق أن تتوج تضحياته بنتائج تلبي طموحاته في الحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال، لا بتصفية قضيته أو سلب حقوقه.
وختمت الفصائل بيانها بالقول إن "الموقف البناء والمسؤول الذي اتخذته حركة حماس نيابة عن القوى والفصائل الفلسطينية يمثل صرخة في وجه العالم أجمع بأن الوقت قد حان لإنهاء الاحتلال، وتمكين الشعب الفلسطيني من العيش بكرامة من دون قتل أو دمار أو تهجير أو استيطان.
-- ترامب: حماس مستعدة لسلام دائم
وبعد ساعات من رد حماس، طالب الرئيس ترامب إسرائيل بوقف القصف في غزة على الفور.
وقال ترامب، على منصة التواصل الاجتماعي (تروث سوشيال)، إنه "بناء على البيان الصادر عن حماس، أعتقد أنهم مستعدون لسلام دائم"، مضيفا أنه يجب أن توقف إسرائيل قصف غزة فورا.
وأردف "نجري بالفعل مناقشات حول التفاصيل اللازمة لتحقيق ذلك، الأمر لا يتعلق بغزة فحسب، بل يتعلق بالسلام الذي طال انتظاره في الشرق الأوسط".
وكانت إدارة ترامب اقترحت الإثنين الماضي خطة من 20 نقطة، بعد أن أجرى الرئيس الأمريكي محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تتضمن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن، وانسحاب إسرائيلي تدريجي، ونزع السلاح من قطاع غزة، وإشراف دولي على إعادة إعمار غزة وإدارتها بعد انتهاء الصراع.
بدوره، رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإعلان الرئيس ترامب وقف الحرب، ردا على تصريحات حماس الإيجابية، مؤكدا أن قطاع غزة يتبع سيادة دولة فلسطين.
ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، "رحب الرئيس محمود عباس بإعلان الرئيس ترامب وقف الحرب، والذهاب لاستكمال التفاصيل، ردا على تصريحات حركة حماس الإيجابية، التي نرحب بها لإطلاق سراح جميع الرهائن والتعامل بإيجابية في هذه المرحلة التي تتطلب من الجميع التحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية".
وأضاف عباس، أن "ما يهمنا الآن هو الالتزام الفوري بالوقف الكامل لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن والأسرى، وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة عبر منظمات الأمم المتحدة، وضمان عدم التهجير أو الضم، والبدء بعملية إعادة الإعمار".
وأكد أن "السيادة على قطاع غزة هي لدولة فلسطين، وأن الربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة لابد أن يتم من خلال القوانين والمؤسسات الحكومية الفلسطينية، وبواسطة لجنة إدارية فلسطينية وقوى أمنية فلسطينية موحدة، في إطار نظام وقانون واحد، وبدعم عربي ودولي".
وتابع "سنواصل العمل مع الوسطاء والشركاء المعنيين من أجل إنجاح هذه الجهود، وصولا إلى تحقيق السلام الدائم الذي ينهي الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية".
-- ترحيب عربي ودولي
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ببيان حماس الذي أعلنت فيه استعدادها لإطلاق سراح الرهائن والانخراط في عملية السلام بناءً على مقترح الرئيس ترامب.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم غوتيريش، إن الأمين العام يرحب ببيان حماس ويشعر بالتفاؤل تجاهه.
وحث غوتيريش، جميع الأطراف على اغتنام الفرصة لإنهاء الصراع في قطاع غزة، وشكر قطر ومصر على جهود الوساطة التي لا تقدر بثمن، بحسب دوجاريك.
وقال إن الأمين العام جدد دعوته لوقف فوري ودائم لإطلاق النار، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، ووصول المساعدات الإنسانية دون قيود، مضيفا أن "الأمم المتحدة ستدعم جميع الجهود المبذولة لتحقيق هذه الأهداف لمنع المزيد من المعاناة".
من جانبها، أعربت مصر عن تقديرها للبيان الصادر عن حماس ردا على خطة ترامب، بما يعكس حرصا من الحركة وكافة الفصائل الفلسطينية على حقن دماء الشعب الفلسطيني، وإدراكاً لضرورة إنهاء هذه الحرب بما يؤسس للمضي نحو تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني نحو تجسيد الدولة الفلسطينية.
وعبرت مصر، في بيان لوزارة الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، عن "الأمل في أن يؤدي هذا التطور الإيجابي إلى أن ترتقي كافة الأطراف إلى مستوى المسئولية بالالتزام بتنفيذ خطة الرئيس ترامب على الأرض وإنهاء الحرب، ونفاذ المساعدات الانسانية عبر الآليات الأممية دون قيود، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، بما يؤسس لمرحلة جديدة نحو السلام، بدءاً من التفاوض على التفاصيل والآليات اللازمة لوضع رؤية الرئيس ترامب موضع التنفيذ في إطار أفق سياسي يقود إلى حل الدولتين".
وأكدت اعتزامها القيام بأقصى جهد بالتنسيق مع كافة الأشقاء بالدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة والجانب الأوروبي والمجتمع الدولي للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار وإزالة المعاناة عن الشعب الفلسطيني وإعادة إعمار قطاع غزة.
وفي قطر، قال الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إن "قطر ترحب بإعلان حماس موافقتها على مقترح الرئيس الأمريكي لإنهاء الحرب في غزة، واستعدادها لإطلاق سراح جميع الرهائن، ضمن صيغة التبادل الواردة في المقترح".
وأكد الأنصاري، في منشور على منصة "إكس"، "دعم قطر لتصريحات الرئيس الأمريكي الداعية للوقف الفوري لإطلاق النار لتيسير إطلاق سراح الرهائن بشكل آمن وسريع، وبما يحقق نتائج سريعة توقف نزيف دم الفلسطينيين في غزة"، بحسب وكالة الأنباء القطرية (قنا).
وأضاف أن "قطر تؤكد على أنها بدأت العمل مع شركائها في الوساطة في مصر، بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، على استكمال النقاشات حول الخطة لضمان الوصول لنهاية للحرب".
من جهتها، رحبت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية بـ "الرد الإيجابي" لحماس على مقترح الرئيس ترامب، واعتبرته خطوة مهمة نحو إنهاء الحرب وما تسببه من تبعات كارثية.
كما رحبت الوزارة، بتصريحات الرئيس ترامب الداعية لوقف فوري لإطلاق النار، لإتاحة إنجاز صفقة تبادل ضمن الصيغة الواردة في مقترح الرئيس الأمريكي التي وافقت عليها حماس، بما ينهي نزيف الدم الفلسطيني في غزة، بحسب وكالة الأنباء الأردنية (بترا).
وشدد الناطق الرسمي باسم الوزارة فؤاد المجالي، على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة بشكل فوري وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية الكافية والفورية والمستدامة إلى مختلف أنحاء القطاع، وإطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين.
وأوضح أن الأردن يثمن دور مصر وقطر في جهود التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار، ومستمر بالعمل مع الأشقاء والولايات المتحدة والشركاء الدوليين من أجل وقف الحرب وإطلاق مسار حقيقي مؤثر لتحقيق السلام العادل والدائم على أساس حل الدولتين.
وأكد استعداد الأردن لاستئناف إدخال المساعدات إلى غزة فور إزالة إسرائيل القيود أمام ذلك، وضمان وصول المساعدات بشكل آمن وفق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
بدوره، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن رد حماس على خطة الرئيس ترامب خطوة بناءة ومهمة في سبيل تحقيق السلام الدائم.
وأكد أردوغان أنه "ينبغي على إسرائيل الآن وقف كل هجماتها فورا، والالتزام بخطة وقف إطلاق النار"، بحسب وكالة الأنباء التركية (الأناضول).
وأضاف أنه يجب اتخاذ كل الخطوات دون إضاعة للوقت، في سبيل ضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وتحقيق السلام الدائم.
وشدد على أن "الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وهذه اللوحة المخزية التي جرحت الضمير العالمي بعمق، ينبغي أن تتوقف الآن".
وأشار إلى أن تركيا بكامل إمكاناتها ستواصل العمل من أجل أن تفضي المفاوضات لأفضل نتيجة ممكنة للشعب الفلسطيني، وتحقيق حل الدولتين الذي يدعمه المجتمع الدولي.■