رفعت فياض يكتب: تفاقم أزمة القبول بطب الأسنان بين النقابة والتعليم العالي بسبب زيادة أعداد الكليات وأعداد المقبولين بها

أرجوكم من أجل مصر، ومن أجل الصالح العام أن تدرسوا هذا القضية بعناية ولا تجعلوها وكأنها مجرد معركة بين التعليم العالى ونقابة أطباء الأسنان - مثلما كان يحدث دائما قبل ذلك في المعارك التي كانت تحدث بين العديد من النقابات المهنية من جانب وبين التعليم العالى خاصة في قضية أعداد المقبولين بالجامعات والتي كانت ومازالت تتمحور بين مطالبة العديد من النقابات المهنية بتحديد أعداد المقبولين بالكليات التي تمثلها هذه النقابات ويقابلها عدم الرد من جانب وزارة
التعليم العالي على إعتقاد أن هذه النقابات ليس لها دخل في تحديد أعداد المقبولين بالكليات المختلفة لأن هذا شأن خاص بالمجلس الأعلى للجامعات ولوزارة التعليم العالي - لكن أن تصل الأمور بإحالة نقيب أسنان الإسكندرية مؤخرا إلى التحقيق من جانب المجلس الأعلى للجامعات لمجرد تحذيره من تفاقهم أزمة زيادة الخريجين من كليات طب الأسنان بصورة أصبحت - كما قال - تهدد مستقبل هذه المهنة وتجعل
هناك فائض وبطالة بين خريجيها - فهذا خطأ فادح في التعامل مع هذه القضية التي
يجب أن يتم مناقشتها بالحوار بين مختلف الأطراف - وهو ما دفع العديد من النقابات المهنية تعلن تضامنها مع نقيب أطباء أسنان الإسكندرية ، وتضامن النقابة العامة نفسها ونقيبها مع نقيب الإسكندرية فى معركة ماكان يجب أن تظهر بهذه الصورة - و أعلنت النقابة العامة لأطباء أسنان مصر أنها تتابع بكل اهتمام ما ورد في خطاب لجنة قطاع طب الأسنان بالمجلس الأعلى للجامعات بتاريخ 17 يوليو الجاري، والذي تضمن طلبا بفتح تحقيق مع نقيب أطباء الأسنان بمحافظة الإسكندرية، على خلفية بيان توعوي قام بنشره عبر صفحته الشخصية، لم يتضمن أي مخالفة مهنية أو إساءة لأي جهة.. وأن من جانبي أقول أنه كان يجب أن يتم التعامل في هذه الأزمة بالحوار بين كل الأطراف سواء النقابات أو التعليم العالى بدلا من حالة الجدل الواسع التي ظهرت خلال الأيام الماضية، خاصة مع تزامنها مع إعلان نتائج الثانوية، وقبيل بدء مرحلة التنسيق للقبول بالجامعات وحتى لا تحدث قلقا وإرتباكا بين أولادنا الطلاب وكذا أولياء أمورهم الذي سيقفون أمام مكتب التنسيق بعد أيام قليلة لإختيار
الكليات التي تتفق ورغاباتهم أولا وتتفق مع إحتياجات سوق العمل الفعلية خاصة بعد أن دعا نقيب أطباء الأسنان بالإسكندرية، الدكتور وليد الديب، طلاب الثانوية العامة إلى مراجعة النقابة قبل اتخاذ قرار التقدم لكليات طب الأسنان. وأكد نقيب أسنان الإسكندرية أن خريجو طب الأسنان الجدد سيكونون بلا تكليف، وبلا تدريب وبلا فرصة في العيادات، وبلا فرصة للسفر إلى الخارج، وبلا فرصة للدراسات العليان
الغريب أن لجنة قطاع طب الأسنان بالمجلس الأعلى للجامعات كانت قد رصدت به الفعل زيادة أعداد أطباء الأسنان الحاليين بما يفوق احتياجات سوق العمل 0
وأكد نقيب أطباء الأسنان في مصر الدكتور إيهاب هيكل، إن سوق العمل يشهد حالة تشبع غير مسبوقة من أطباء الأسنان، محذرا من استمرار التوسع في القبول بكليات طب الأسنان رغم المؤشرات السلبية. وشدد نقيب أطباء الأسنان على ضرورة تنبيه الطلاب وأولياء الأمور إلى طبيعة
الواقع الحالي، فالسوق حاليا لا يحتاج لكل هذه الأعداد من الخريجين. وأضاف هيكل: " لقد سبق وأن أرسلنا العديد من الدراسات الرسمية إلى وزير التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات لتوضيح الوضع الراهن والتحديات التي يواجهها الخريجون، في ظل تكدس السوق، سواء في القطاع الخاص أو الحكومي.
وأوضح أن سوق العمل الخاص بات مكتظا تماما، بينما القطاع الحكومي لا يوفر فرص تكليف للخريجين، وهو ما يفاقم الأزمة، كما أن القطاع الخاص نفسه بات غير قادر على استيعاب هذه الأعداد المتزايدة، ما أدى إلى انخفاض فرص التشغيل الحقيقي .
وأكدت النقابة فى بيان رسمى أن البيان الصادر عن نقيب أطباء الأسنان بالإسكندرية لم يتضمن أي مخالفة مهنية أو إساءة لأي جهة، بل جاء في إطار من الحرص على المصلحة العامة وتقديم النصح والتوعية للطلاب وأولياء أمورهم، خاصة في ظل حالة من القلق المتزايد حول مستقبل سوق العمل الأطباء الأسنان.
وأضاف بيان النقابة أن الأزمة الحقيقية التي يجب أن تحظى بالاهتمام ليست في التعبير عن الرأي أو التوعية، وإنما في واقع مؤلم يعيشه خريجو دفعة طب الأسنان 2023، والدفعات القادمة من نقص التدريب، وغياب فرص العمل، وتزايد أعداد الخريجين نتيجة استمرار فتح كليات جديدة دون تخطيط واضح أو ربط باحتياجات السوق.
ودعت النقابة العامة لأطباء الأسنان جميع المؤسسات المعنية إلى فتح حوار جاد ومسؤول حول مستقبل مهنة طب الأسنان في مصر، والعمل المشترك من أجل إنقاذ ا الأجيال القادمة من واقع لا يليق بقيمة الطبيب المصري.
وكان الأمين العام للنقابة العامة لأطباء الأسنان حسين عبد الهادي قد صرح بأن ما صرح به ده وليد الديب نقيب أطباء أسنان الإسكندرية لا يعد مخالفة قانونية أو مهنية، بل هو موقف نقابي وطني مسؤول، يعكس حرصه على مستقبل المهنة وعلى مصالح الأطباء الشباب في ظل التوسع غير المدروس في إنشاء كليات طب الأسنان وزيادة أعداد المقبولين بها، بما يتعارض مع دراسات سوق العمل التي أعدت أكثر من مرة من قبل النقابة العامة والتي تؤكد وجود تشيع فعلي قد يؤدي إلى بطالة مقنعة في صفوف الخريجين.
وكانت هذه الأزمة الحادة بين نقابة اطباء الأسنان ووزارة التعليم العالى قد تفجرت خلال الأيام القليلة الماضية قبل تصريحات لقيب أطباء أسنان الإسكندرية واصبحت هذه الأزمة - تهدد بالفعل مستقبل خريجي كليات طب الأسنان في مصر بل وتزيد من حجم البطالة بينهم بسبب التوسع غير المدروس في كليات طب الأسنان -كما تؤكد النقابة - وبشكل يفوق أضعاف أضعاف ما هو موجود في الولايات المتحدة 1 الأمريكية ذاتها وهذا ما أوضحته نقابة أطباء الأسنان في مصر مؤخرا وبالأرقام وأرسلته في خطاب رسمى لوزير التعليم العالى وطلبت منه لقاءا عاجلا بينهما الدراسة كيفية التعامل مع هذه الأزمة وحتى لا تتفاقم المشكلة خاصة مع توجه وزارة التعليم العالي أن يصل عدد كليات طلب الأسنان إلى 80 كلية بعد إفتتاح كليات طب استان جديدة في الجامعات الأهلية الجديدة المزمع إضافتها لعدد الجامعات الأهلية المقامة حاليا
ونحن من جانبنا تطالب بعدم التوسع فى إنشاء أى كليات جديدة أيا كان تخصصها قد لا يكون سوق العمل في حاجة إلى خريجيها الآن، وأن تكون لدينا الشجاعة في السير في هذا الاتجاه حتى لا يتفاقم حجم البطالة بين خريجي هذه الكليات والتي يكون إنشاؤها لمجرد الوجاهة الإجتماعية في مجال التعليم العالي - لأن حجم البطالة قد يتفاقم ليس في خريجي الكليات النظرية - كما هو الواقع الحالي - ومثلما أشار إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي أكثر من مرة خاصة بين خريجي كليات التجارة والحقوق والآداب والخدمة الإجتماعية وغيرها من الكليات النظرية والذي تم بناء عليه تخفيض عدد المقبولين بهذه الكليات العام الماضى وسوف يستمر في الا عوام القادمة - لكن ليس معنى هذا أن يتم الإندفاع نحو التوسع العشوائي في كليات أخرى - وقد تكون عملية مثل كليات طب الأسنان على سبيل المثال بحجة أنها كلية عملية - لأن معنى هذا أن يحدث لخريجيها بطالة كبيرة مثلما هو حادث بالنسبة للكليات النظرية - لذلك لا يجب التوسع فى أى نوعية من الكليات إلا إذا كان سوق العمل في حاجة إلى خريجيها ولا يوجد بين خريجيها الحاليين أي بطالة . وارجو عدم الإنفراد في إتخاذ أي قرار فى هذا الشأن وأن نجلس مع المعنيين وخاصة النقابات المختلفة لكي تدرس الموضوع بجدية، وأن تكون ملمين بشكل حقيقي بواقع سوق العمل وبناء عليه يكون القرار الصحيح 0
وللتدليل على ذلك سننشر الآن نصا خطاب د إيهاب هيكل - النقيب العام للنقابة العامة لأطباء أسنان مصر إلى وزير التعليم العالى وهو الذي كشف عن خطورة القضية وبالأرقام - ونتمنى أن نصل إلى نتيجة إيجابية قبل توزيع طلاب الثانوية العامة هذا العام على الكليات المختلفة 0
يقول خطاب النقيب لوزير التعليم العالي :
بالإشارة إلى قراركم يفتح جامعات أهلية جديدة يضم معظمها كليات طب أسنان جديدة والتي تجعل عدد الكليات يتعدى الثمانين كلية بينما كليات طب الأسنان في الولايات المتحدة الأمريكية لا يتجاوز 65 كلية ولا يتعدى عدد الدارسين في كل دفعة في كل كلية خمسون طالبا ، وأقصى عدد تم تخريجه في عام واحد في الولايات المتحدة هو 6500 طبيب بينما الدفعات الحالية فى مصر والتي تخرجت عام 2023 تجاوز 12 ألف ودفعة 2024 تجاوز هذا الرقم 0 وتود النقاية أن تستعلم منكم عن الدراسة الخاصة باحتياجات سوق العمل والتى تم بناء عليها إتخاذ هذا القرار علما بان النقابة هي الجهة الوحيدة التي لديها كافة البيانات عن أطباء الأسنان والتي لا توجد في وزارة الصحة ولا الجهاز المركزى للتعبية والإحصاء 0 وسبق أن قدمت النقابة دراسة إلى وزارة التعليم العالى في عام 2022 عن أعداد أطباء الأسنان وتوزيعهم وذلك في الوقت الذي كانت فيه الأعداد 81 ألف بالإضافة على 69 ألف ط الب في مراحل التعليم المختلفة وحذرت النقابة في حينها من البطالة التي تفتك بـ المهنة والتي تجاوز عدد أطباء الأسنان 108 ألف طبيب بخلاف ما يفوق ال 70 ألف طالب ، بخلاف الدارسين في الخارج والتي تجاوز عددهم 7 آلاف طالب وطالبة .
وقد إقترحت النقابة في حينه عددا معينا للقبول بجميع الجامعات بغض النظر عن عدد الكليات، كما قدمت لجنة قطاع الطب بناء على نفس الدراسة مقترحا بعدد المقبولين في جميع الكليات ولم يتم الأخذ بالرأيين 0 ولا يخفى عليكم أن هناك نقص شديد في أعضاء هيئة التدريس ، : ، فكيف بهذه الكليات 05 سيتم العمل
كما أن وزارة الصحة إتخذت قرارا منذ عامين بتطبيق التكليف حسب الإحتياج بدءا من العام الحالي ، وعليه فإن دفعة 2023 الذي يفوق عددهم 12 ألف سيتم تكليف بضع مئات منهم فقط في المحافظات الحدودية وذلك نظرا لكثرة أعداد أطباء الا ستان بالوزارة، فإذا كانت الدولة متمثلة في وزارة التعليم العالى ترى أن هناك إحتاج الإنشاء كليات جديدة لأن سوق العمل يحتاج فعليها أن تقوم بتعيين جميع الخريجين من دفعة 2023 والدفعات التالية لها في حين أن الجهة المعنية بالمهنة وهي النقابة تحذر من البطالة وتعلنها صراحة أنه لا يوجد أي إحتياج في سوق العمل الخاص لا طباء أسنان جدد ، وقد قامت وزارة التعليم العالى الليبية بتعليق الدراسة في جميع الكليات الحكومية لمدة 3 سنوات نظرا لإكتظاظ سوق العمل بأطباء الأسنان، وعليه تطلب منكم كوزير تعليم عالى موعدا عاجلا للإجتماع بكم وذلك في حضور جميع الا طراف المعنية لمناقشة الأمر " 0
ونحن في الإنتظار بالتعامل مع هذه القضية بعقلانية من أجل الصالح العام بعيدا عن الصراعات للإتفاق على القرار الصائب - أتمنى ذلك.