قوه تشنغ يان : القيم الكونفوشيوسية تحمل رؤى مهمة لحل التحديات التي تواجه البشرية اليوم


شهدت إحدي فنادق القاهرة وعلي ضفاف النيل اليوم افتتاح منتدي حوار الحضارات الكلاسيكية بين الصين والعرب الدورة الحادية عشرة لمنتدى نيشان ، وبحضور كوكبة من الشخصيات الدبلوماسية والثقافية والاكاديمية والاقتصادية ، من بينهم السفير علي الحفني مساعد وزيلا الخارجية الأسبق ، و السفير عزت سعد، والدكتور خالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة السابق، وقوه تشنغ يان نائبة مركز نيشان العالمي لدراسات الكونفوشيوسية ورئيس جامعة شاندونغ فنغ جي كانغ، ودكتور عبدالعزيز حمدي ؤئيس قيم اللغة الصينية بجامعة الأزهر ، ولفيف من الصحفيين والاعلاميين .
استهلت نائبة مركز نيشان العالمي لدراسات الكونفوشيوسية قوه تشنغ يان كلمتها بالإعراب عن سعادتها بتجاوزها آلاف الجبال والبحار لتجتمع بالحضور في القاهرة، مدينة الألف مئذنة، لحضور هذا المنتدى الذي يتأمل في القيمة المعاصرة للحضارات القديمة.
وأعربت قوه تشنغ يان ، باسم مركز نيشان العالمي لدراسات الكونفوشيوسية ومؤسسة كونفوشيوس في الصين، عن بالغ ترحيبها بجميع الضيوف والخبراء المشاركين، وخصت بالشكر الأستاذ الدكتور البحّار، وجمعية التبادل الثقافي المصري الصيني، وجميع من عملوا بجد على الإعداد لهذا الحدث، مثمنةً كل من ساهم طويلاً في تعزيز التبادل الثقافي الصيني العربي.
وأكدت على أن العلاقات الصينية العربية شهدت ازدهارًا لافتًا على مدى السنوات الماضية، وقد أصبحت نموذجًا يُحتذى به في التعاون بين دول الجنوب.
اقرأ أيضاً
وسلطت نائبة مركز نيشان العالمي لدراسات الكونفوشيوسية الضوء على أن الصين ومصر تعدان من أقدم الحضارات في العالم، وهما جوهرتان متألقتان في نهر الحضارة الإنسانية، تحمل كل منهما إرثًا ثقافيًا يمتد لآلاف السنين، وقد تركتا بصمات خالدة في مسيرة تطور الإنسانية. وأشارت إلى أن الحضارة الصينية تدعو إلى 'الوئام في التنوع، وجمال الجمال المشترك'، بينما تتميز الحضارة المصرية بالتسامح والانفتاح.
وأوضحت أن العلاقات الودية بين الشعبين الصيني والمصري امتدت عبر آلاف السنين، من طريق الحرير القديم إلى مبادرة 'الحزام والطريق' اليوم، ومن تلاقي الحضارة الصينية القديمة والحضارة المصرية إلى تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين في العصر الحديث.
كما أشارت إلى اجتماع وزاري عُقد يوم أمس في تشانغشا بالصين لمتابعة تنفيذ نتائج منتدى التعاون الصيني-الإفريقي، والذي أصدر عددًا من الإجراءات العملية التي ستضخ طاقة جديدة في تعزيز الثقة السياسية، وتوسيع التعاون المتبادل، وتعميق التواصل بين الشعوب.
وتطرقت قوه تشنغ يان إلى مقاطعة شاندونغ، مسقط رأس كونفوشيوس ومهد الثقافة الكونفوشيوسية، مشيرةً إلى أنها النقطة التي يصب فيها النهر الأم – نهر هوانغخه – في البحر، وتعد من أكبر المقاطعات الصينية من حيث عدد السكان، والاقتصاد، والثقافة. وأضافت أن القيم الكونفوشيوسية، مثل الرحمة، ومراعاة مصلحة الشعب، والصدق، والعدالة، والانسجام، والسعي إلى الكمال الجماعي، لم تُثر وعي الأجيال الصينية المتعاقبة فحسب، بل تحمل أيضًا رؤى مهمة لحل التحديات التي تواجه البشرية اليوم.
وأكدت قوه تشنغ يان أن الحضارات تزدهر من خلال التبادل، وتغتني من خلال التفاعل، وأن مركز نيشان العالمي لدراسات الكونفوشيوسية ومؤسسة كونفوشيوس في الصين ملتزمان بنقل ونشر التراث الثقافي الصيني الأصيل، وتعزيز الحوار الحضاري العالمي.
وذكرت تنظيم منتدى نيشان العالمي للحضارات بمستوى عالٍ سنويًا، وإنشاء أربعة مراكز فرعية دولية في جنوب أفريقيا، والبوسنة، وتايلاند، وماليزيا، بالإضافة إلى تأسيس 42 مدرسة كونفوشيوسية في 20 دولة حول العالم. ومن خلال هذه المؤسسات، يتم تنفيذ مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية العامة لتعريف العالم بالصين، ونشر الثقافة الصينية واللغة الصينية.
كما تم إطلاق مشروع 'برنامج البحث والدراسة في شاندونغ'، ومن المقرر أن يشارك هذا العام 23 باحثًا وخبيرًا من مختلف دول العالم في هذا البرنامج داخل المقاطعة، وقد استقبل مركز التجربة التابع لمعهد كونفوشيوس في تشوفو – مسقط رأس كونفوشيوس – حتى اليوم طلابًا وأساتذة من أكثر من 130 دولة. وأشارت إلى إطلاق مشروع ترجمة وترويج 'الحوار' (مختارات كونفوشيوس) ضمن دول مبادرة 'الحزام والطريق'، حيث تُرجم هذا العمل إلى 13 لغة منها العربية والإنجليزية، ونظمت فعاليات مثل تلاوة النصوص الكونفوشيوسية بلغات متعددة، والمراسم العالمية عبر الإنترنت لإحياء ذكرى كونفوشيوس، وهو ما وفر منصة تفاعلية واسعة وحيوية للتبادل الثقافي الدولي.
واختتمت قوه تشنغ يان دي كلمتها بالإشارة إلى أن هذا الحوار الحضاري في القاهرة، بوصفه منتدى موازيًا دوليًا لمنتدى نيشان، يُعد منصة تُركز على موضوع 'التبادل والتفاعل الحضاري بين الصين والعالم العربي'، ويهدف إلى تعزيز التواصل الثقافي والأكاديمي بين الجانبين. وأعربت عن أملها في أن يُعبّر الخبراء والعلماء المشاركون عن آرائهم بحرية، ويتبادلوا الأفكار ويتقاطعوا في الحكمة، لتقديم نتائج علمية تحمل قيمة واقعية ومعاصرة، والعمل معًا على جعل هذا الحوار جسرًا للتفاهم والتقارب بين شعبي الصين والدول العربية، وإسهامًا فعالًا في بناء مجتمع مصير مشترك على مستوى أرقى بين الجانبين.
وأعلنت قوه تشنغ يان دي عن مبادرات مشتركة سيتم تنفيذها في المرحلة المقبلة مع الجامعات والمؤسسات البحثية في الخارج، تشمل: أولاً، الإعلان قريبًا عن خطة 'زيارة وبحث شاندونغ للخبراء' للعام القادم، ودعوة كبار الباحثين من مختلف دول العالم للمشاركة فيها. ثانيًا، التعاون على تأسيس 'مراكز دراسات كونفوشيوس' في بعض الجامعات الأجنبية، وإنشاء 'مركز عرض وتجربة الثقافة الكونفوشيوسية' في جامعة قناة السويس. ثالثًا، إطلاق مشروع مشترك لترجمة الكلاسيكيات الكونفوشيوسية إلى اللغة العربية.
ودعت قوه تشنغ يان الجميع لزيارة الصين وشاندونغ، مسقط رأس كونفوشيوس، للاجتماع والتحدث عن الصداقة وتبادل الرؤى حول التنمية ورسم ملامح المستقبل معًا.